بكلمات واضحة ومختصرة نقل سفير الاتحاد الافريقى بالخرطوم المخضرم محمد بلعيش مخاوف الاتحاد الأفريقى من منهج رئيس البعثة السياسية الدولية (يونتامس) فى تعاطيه مع العملية السياسية بالسودان، هذه الكلمات المباشرة من شاكلة غياب الصدقية والشفافية وإعتماد أساليب التمويه والمراوغة بدلالاتها العميقة مثلت رسالة مختصرة فى بريد الشعب السودانى لابراء ذمة الاتحاد الأفريقى لما يمكن أن تؤول إليه مآلات الأحداث بالبلاد فى المستقبل القريب، فقد اتضح جليا أن السيد فولكر بيريتس لا تتسق أهدافه السياسية مع حدود صلاحيات منظمة الأمم المتحدة، وإنما ظل الرجل يمثل رأس الرمح فى إنفاذ أجندات دول الترويكا، ويتطابق ذلك للأسف أيضا مع الدور المرسوم بعناية من المجتمع الدولى لكيان الحرية والتغيير، الذى انتهج ممارسة التدليس بفرية دعم المجتمع الدولى، فى حين أن الحقيقة الناصعة أن هذا الكيان أخل بأخلاق الممارسة السياسية وهو يقبل بدور الدمية لمساندة تقاطعات المجتمع الدولى من أجل تحقيق نجاحات متوهمة.
كنت قد أشفقت قبلا على الدكتور عمر قمرالدين وهو يتحمل مسؤولية الحمولة الأخلاقية لفرض الحصار الاقتصادى على السودان، والحقيقة البائنة أن المجتمع الدولى هو من وظف عمر قمر الدين لأهدافه فهو لا يتجاوز كونه موظف صغير يتكسب من معاناة هذا الشعب المكلوم.
اليوم خرجت البلاد خالية الوفاض بعد ممارسة سياسية عبثية امتدت لثلاث سنوات حسوما، والسبب هذا السعى الحثيث لتحقيق مكاسب حزبية آنية، ومعلوم أن ذلك يتنافى مع حيادية الفترات الانتقالية.
العالم يشهد تحولات سياسية وحرب دولية فى أوكرانيا سينتج عنها واقعا سياسيا واقتصاديا مشابها لما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، ومن المؤسف أن تحيد الدولة السودانية عن أدوارها الاقليمية بأيادى أبنائها من الذين يدرون والذين لا يدرون، فالواجب اليوم تكوين حكومة قومية من كفاءات وطنية بأعجل ما تيسر حتى تخرج البلاد من مخاطر عهد اللا-دولة الذى تطاول أمده لما يقارب الثمانية أشهر.
إذا كان لا بد من رسالة للشباب، فهى أن البلاد اليوم فى أمس الحوجة إلى ثورة إقتصادية وثورة إجتماعية وثورة ثقافية، تخرج البلاد من وهدتها، وتحجز عبرها أمتنا مقعدها المرتجى بين الأمم.