معذرة لهذه المفردات التى تبدو مبشرة لكنها مستغربة(هدايا مجانا)؟!..الإهداء مع روعته يقول خبراء التسويق إنه يحتاج لتبرئة من إرهاب الأسعار الذى يطارد الجميع..لقد إستهوتني هدايا(لا تقدر بثمن) ضمن وصفات علم النفس للتداوي من الإكتئاب، تتصدرها الكلمة الطيبة واليقين..وصفة(مباركة)علها تدرك نفسا مضطربة قبل أن تزهد فى نفسها التى بين جنبيها والناس حائرون(ما الذى جعل الدنيا تضيق بهؤلاء؟!)كما هي الأخبار عالميا،ولا حول ولا قوة إلا بالله..الأمر حرك نوازع مراجعة النفس والإستعصام بالروحانيات..تشتعل الوسائط وتصدح المنابر بما يهيىء الأفق لموسم خطابي مبشر للكافة..إن بشريات العشر الأوائل من ذى الحجة تتسيد الموقف فتتسع القلوب بينما العالم يضيق بنفسه..المتعلقون بالسماء من ضيق الأرض(وجدوا حلا)هو كل الحلول،بإذن الله..جعلوها هجرة إلى الله،دعاء يقترن بعمل الخير،وتسابق من كل فج لفتح صفحة جديدة بالإعتذار للكعبة،زادها الله تشريفا..اللهم أوعدنا.
يبتهل البشر بحثا عن أنفسهم،ليزكوها بنكران الذات والعمل الصالح..الكل يبحث عن(الإنسان)بداخله،النسخة الأصلية منه قبل أن تغيره الدنيا وقد جاءها على الفطرة..البعض يريده(ملائكيا)!..الهدف تحسين صورة الإنسان وقد لاحقتها الأحقاد والأسعار وخطاب الكراهية..تلك هي القضية التى ستوحد العالم،كما يقول باحثون عن الإنسان وسط ركام الأنانية والفقر والحروب والتسويف..فلاسفة،مصلحون،تربويون،إعلاميون،غايتهم(إنسان مثالي)-ما أمكن،محذرين من المثالية المصنوعة بالمال والمظاهر(الكضابة)..المثالية المنشودة غايتها العودة إلى الإنسان(الطبيعي)المتعلق بقيمه الروحية وخصائصه الفطرية..هكذا ورد..وورد أيضا أنها دعوة لتجنب(هوس المثالية الزائفة) صنيعة المال والتعالي،توجها إلى(المثالية)بالتعليم والقيم،بعيدا عن الضغوط والإكتئاب والقلق-(الوطن)السعودية،الاثنين الماضي.
ومن أهل التصوف من أرادها(حملة)لإشاعة الخير،فى ذات الإتجاه الذى يشغل الفلاسفة(إنسان ملهم)..(إن وجدته يعيش معك أو حولك أو في بيئتك،لا يتصيد أخطاء الآخرين ولا يشعل الغضب والمعارك الكلامية، فأعلم أنك مع فلتة من فلتات هذا العصر،إياك أن تفرط فيه)..وهنالك رواية على النت:أحد الفلاسفة خرج يوماً وهو يحمل فانوسا في وضح النهار!..سأله الناس عن ماذا تفتش؟!..فأجابهم:أفتش عن إنسان(ممن ينعمون بطاقة الرضا والسلام والإمتنان والحب..فأولئك الراضون الحامدون الممتنون المسالمون هم من يعيدون التوازن لهذا الكوكب)..وهناك من ينصحونك:(إن عرفت أحدهم،أو ظهر في حياتك،أو سمعت به في مكان ما فأظفر به،فهو البديل للمشغولين بالحكم على الآخرين وتصنيفهم وتعريتهم وإسقاط أهليتهم، والسخط على المشاهير والمبرزين)..من لي بهم؟!..كلنا يحتار.
لا تقلق فبين الناس(يتجلى الإنسان السلامي الآمن الرضي المهدي) الذى يذكرك قوله تعالى(نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء)..لتنتهي تلك المآخذ، أو هكذا يتصور الأمر من يبدو أنه مجرب،عبدالقادر دهمان، فينبري من موقعه محفزا، كأنه يحذرك أن تذهب بعيدا(أنت ذاك الإنسان)!..وإني من هنا أقول مستبشرا: لماذا لا؟!..وذهبت أتحسس دواخلي،عسى ولعل.
الحلم بإنسان(ملائكي) يراود البشر منذ القدم..واليوم يشغل العالم كله، ولسنا إستثاء..فمن بيننا- إحدى الحارات الأمدرمانية، من أعلنوها عالية:(حملة لإشاعة الخير بين الناس، وغرس القيم والأخلاق)..يرونها الأساس لمثالية الإنسان، وعززوها بما هو مجرب(الوصايا العشر للشيخ أحمد البدوى)..وهي هدايا تنداح بين يديك عبر واتساب كالآتي:
– ركعة واحدة بالليل خير من ألف ركعة في النهار.
– أطعم الجعان، واكس العريان، وأشفق على اليتيم.
– إياك وحب الدنيا فإنه يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
– عليك بكثرة الذكر واحذر أن يراك ربك من جملة الغافلين.
– طريقتنا بنيت على الكتاب والسنة،الصدق،حسن الوفاء،تحمل الأذى،وحفظ العهود.
– لا تشمت بمصيبة أحد، ولا تنطق بغيبة، ولا نميمة، ولا تؤذ من يؤذيك، وأعف عمن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وأعط من حرمك.
– أتدري من هو الصادق فى سيره إلى الله؟ هو الذي لا يسأل أحدًا، إن أعطى شكر ، وإن مُنع صبر لحكم الله تعالى، عاملاً بالكتاب والسنة.
– من لم يكن عنده علم فلن تكون له قيمة، ومن لم يكن عنده حلم لم ينفعه علم،ومن لم تكن له شفقة على خلق الله لن تكون له شفاعة عند الله، ومن لم يكن عنده صبر فليس عنده في الأمور سلامة، ومن لم يكن عنده تقوى فليس له عند الله منزلة.
– عليك بحسن الخلق فإنه يرفع مقامك عند الله ورسوله.
– تب إلى الله مع كل نفس فلا تدرى على أي نفس تموت.
وورد مع هذه الوصايا انها(تكفيك في سيرك إلى ربك، فاستعد بزادك)..إنهم يريدونها(حملة إشاعة الخير بين الناس، وغرس القيم والأخلاق)..ذلك الهم المشترك(عالميا)..وهو هم(سوداني)قطعا كما يتبين مما يتصدر المنابر والوسائط والمجالس فى مواجهة خطاب الكراهية..الغاية رفع الأكف للمولى عز وجل مع إشراقات العشرة الأوائل من ذى الحجة،ودائما، ليزيل البلاء والغلاء وفاحش القول، بفضل برالوالدين وصلة الرحم والعمل الصالح.. فهذه أيام وصفها صلى الله عليه وسلم بأنها(أفضل أيام الدنيا)..الكل يحث لإغتنامها دقيقة بدقيقة،عملا بعمل..هي دعوة(للعمل الملموس) إهتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقربا لله جل وعلا، بلوغا لمقام التقوى..النصائح المجدية قوامها العمل بما علمنا..(دعوا الدين يفعل)..(إجعلها قضيتك..أكسبها، ودع غيرك يفعل)..قالوها ونقولها، وبالله التوفيق،وله الحمد.