“الريكة” ذاك الماعون التقليدي الذي يوضع على رؤوس النساء. تعد واحدة من أهم الأدوات التراثية التي تعتبر ثقافة منتشرة في الريف السوداني حتى اليوم، وهي مرتبطة بشكل وثيق بالمرأة؛ لأنها تتمتع بفوائد متعددة عندهن، حيث تستخدم إناءً لجلب الماء ونقل المحاصيل والحبوب الزراعية، خصوصاً عند حالة النفير، وكذلك في موسم الحصاد الذي تحشو فيه الريكا بأنواع المحاصيل الزراعية مثل الذرة والدخن وعيش الريف..
وأكثر ما يميز الريكة هي خاصتها النسائية بحسب العادات والتقاليد المتعارف عليها عند بعض القبائل تعد واحدة من أهم أدوات التراث عن الأهالي في الريف، وهي من حيث الأصل عبارة عن ماعون حلزوني ينسج بالقنا في شكل شرائح وتزين بنوع معين من لحاء الأشجار الذي يعطيها شكلاً رائعاً جاذباً، فيما شهدت مؤخراً إضافات زادت من شكلها الجمالي، خاصة وضع السكسك المزخرف ذات الألوان الزاهية..
من فوائد الريكة التي اختفت في المدن؛ استخدامها والاعتماد عليها في نقل قناديل العيش أو الدخن في موسم الحصاد، وهي ذات قيمة عظيمة في المناطق الزراعية خصوصاً في حالات نفير الأهالي، وهو عمل جماعي ناجح وتكافل اجتماعي ذو قيمة عظيمة في القرى والمناطق الريفية ، كما يمكن أن تستخدم “الريكة” الخادم المطيع لنساء الريف في جلب الماء، والمعروف أن المراة في الريف بطبيعتها تجلب الماء على الرأس، مع وضع كذلك المساعدة على عملية الحصاد حيث يمكن ملء الريكة بأكبر كمية من المحاصيل من الحبوب الغذائية..
“الريكه” تشبه لحد كبير “البخسة” التي تس من أحد أنواع النباتات المحلية المطرية التي تنبت في موسم الخريف، ويختلف من حيث الأحجام و الأشكال حيث إن من فوائد البخس تعمل لجلب الماء أيضاً في مناطق شح المياه في الضواحي، كما أن البخسة لها قدرة على تخزين العسل وبعض الاحتياجات المنزلية، لذلك تجدها داخل كل بيت ريفي، حيث تمتلك النساء أكثر من واحدة في بعض الأحيان، خاصة إن كان عدد أفراد الأسرة كبير، وكثيرون يعتبرون “الريكه” شقيقة “البخسة” ومن عائلة واحدة ويقومان بنفس الدور..
ورغم استخداماتها المتعددة وتواجدها في الريف، إلا أن “الريكة” لم تكن ماعوناً حصرياً على السودان، فهي منتشرة في غالب الدول الأفريقية مثل تشاد، مالي، جنوب السودان، أفريقيا الوسطى، النيجر، نيجيريا، الكاميرون، ويستخدمها الآسيويون أيضاً مثل الهند، بنغلاديش، الصين والفلبين ولكن بأسماء محلية مختلفة..