:: المجد والخلود لشهداء جيشنا.. والمليشيات التي تقتل العُزّل بالفشقة برعاية الدولة الإثيوبية، ليس غريباً عليها قتل الأسرى والتمثيل بهم، لهزيمة جيشنا معنوياً، ولكن هيهات.. فالقضية التي تجبر جيشنا على خوض معارك الفشقة (عادلة)، ولذلك يقف معه الشعب في (خندق واحد)، وهو خندق الدفاع عن البلاد واسترداد كامل الأرض.. فالفطرة السليمة للإنسان ترفض الحرب، ولكن دفاعاً عن الأرض فهي (حرب عادلة)..!!
:: وإن كان قتل أسرى جيشنا مؤلماً، فإن طعن جيشنا من الظهر أشدّ إيلاماً على الأنفس السوية.. بعد احتلال النمسا، تفقد نابليون جيشه المنتصر، وإذ بجندي نمساوي يقف مع جيش الاحتلال، وكان جاسوساً يمدهم بالمعلومات، فأمر نابليون قائد الجيش بمكافأة الجندي النمساوي ببعض المال تقديراً لخيانته وعَمَالته.. ولكن يبدو أن الجندي لم يتجسّس – ضد بلاده – من أجل المال، إذ قال لنابليون متوسلاً: (فقط أريد مصافحتك)، فابتعد عنه نابليون قائلاً: (عفواً، أنا لا أصافح الخونة)..!!
:: إنها مبادئ الفرسان.. خدمات الجندي الخائن لبلده لم تهز قناعاته، ومهما كان الجاسوس وفيّاً ومخلصاً له، فهو – في النهاية – (خائن)، ولذلك لم يلوث نابليون يده بمصافحته.. وفي أي زمان ومكان، فإن حافز الخائن (حفنة مال)، يرميها سيده تحت أقدامه، فيركع عند الاستلام.. ونابليون ذاته هو القائل: الخائن لوطنه وشعبه كمن يسرق مال أبيه ثم يعطيه للص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يشكره..!!
:: وعليه، معركة جيشنا في الفشفة ليست مع حركة سودانية، بحيث يشمت البعض ويسخر و(يفرح)، كما يفعل بعض الأغبياء، فالمعركة مع قوات ومليشيات دولة أجنبية.. وناهيك عن الشماتة والفرح لقتل الأسرى، بل حتى مجرد الصمت أو الحياد أو المطالبة بضبط النفس في حدث كهذا بمثابة خدمة من خدمات ذاك الجندي النمساوي.. ما الشرفاء وثقوا مواقفهم، وقالوها بوضوح: (نحن مع جيشنا، دفاعاً عن أرض الوطن، حتى يتم تحرير كل الأرض)..!!
:: وبالمناسبة، لا فرق بين العملاء والأغبياء في خدمة أعداء الوطن، وهذا ما يحدث منذ ليلة الأحد، والمؤسف أن مواقفهم المعيبة مسماة عندهم بالنضال الوطني.. عدم الانحياز للأرض، ولجيش الوطن الذي يدافع عن هذه الأرض، ليس بحاجة إلى شروط أو تبرير أو أعذار.. ومن العمالة والغباء طعن الجيش في ظهره بوضع الشروط والتبريرات.. وعلى كل، فإن سلوك بعض بني جلدتنا ليس مهماً، إذ لكل زمان عميلٌ نمساويٌّ ينتظر الحافز، فينال الاحتقار..!!
:: ومع الرد الأمثل على هذا الانتهاك، ثم تأمين وحماية حدود بلادنا بجنودنا البواسل، علينا الإيمان بأن دبابات الجنود وحدها لا تكفي لهذا التأمين.. بالمشاريع تنتعش الاقتصاد وتستقر المجتمعات، والمجتمعات المستقرة هي أقوى وسائل تأمين الحدود.. والأرض المنسية – كما المال السايب – تعلِّم الآخرين (السرقة)، وهذا ما حدث للفشقة، بحيث ما تمددت فيها المليشيات الإثيوبية ، إلا لأن أرضها كانت (سايبة)، أي غير محمية بالخدمات والمجتمعات المستقرة..!!