عقبات قانونية ولوجستية تعيق استرداد آثار السودان المهاجرة

تتباهى المتاحف العالمية المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بالآلاف من القطع الأثرية السودانية العالية القيمة في حين تتزايد المطالب السودانية باسترداد تلك القطع؛ فإلى أي مدى يمكن أن تتحقق تلك المطالب؟
أكد مسؤولون وخبراء في مجال الآثار وجود عقبات قانونية ولوجستية تعيق المطالب المتزايدة من قبل السودانيين لاستعادة آلاف القطع الأثرية السودانية المعروضة في عدد من المتاحف العالمية في أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت غالية جار النبي مدير الهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية لموقع سكاي نيوز عربية إن عدم توقيع السودان على الاتفاقية الدولية لاسترداد الآثار الوطنية المعروضة في الخارج يشكل أحد أبرز العقبات التي تحول دون المطالبة باسترداد أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية من الخارج.
وتشير جار النبي إلى سبب مهم آخر يتمثل في عدم وجود مساحات كافية للعرض إذ تستوعب المساحات المتوفرة حاليا في كافة متاحف السودان نحو 2 في المئة فقط من القطع المخزنة والتي يقدر عددها بأكثر من 100 ألف قطعة.
ووفقا لجار النبي فإنه وعلى الرغم من أهمية استرداد آثار السودان القيمة الموجودة في الخارج، إلا أن الأمر يعتمد على التفاوض الثنائي مع البلدان التي تحوز على تلك القطع في ظل عدم وجود اتفاقيات ملزمة؛ إضافة إلى أن نسبة كبيرة من القطع الموجودة في الخارج لا يمكن حصرها لأنها خرجت من البلاد عن طريق التهريب أو السرقة وبعضها تمتلكه بعثات أثرية أجنبية كحصة لها وفقا لاتفاقيات التنقيب المبرمة بينها والحكومة السودانية في أوقات مختلفة.
وفي الواقع؛ ظل السودان منذ آلاف السنين هدفا للمهتمين بالآثار سواء بطرق قانونية أو غير قانونية وذلك نظرا لأنه يعتبر واحدا من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم.
ومنذ أن عرف الإنسان قيمة الآثار؛ تعرضت الآثار السودانية لعمليات سرقات ونقل ممنهجة شاركت فيها بعثات دولية وعصابات نهب بمشاركة أطراف محلية من خلال عمليات بحث وتنقيب جرت بطرق مدمرة طالت العديد من الاهرامات في شمال البلاد.
ويؤكد يحي فضل طاهر أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الخرطوم أن الآثار السودانية المهاجرة تشكل أهمية كبيرة نظرا لأنها تضم قطعا نادرة تحكي عن حقب تاريخية وإنسانية مختلفة وتشمل جماجم بشرية ذات مغزى كبير في تحديد تاريخ البشرية إضافة إلى منحوتات ومصوغات ذهبية نادرة تعكس اهتمام الإنسان السوداني الأول بالصناعة والفن منذ أمد بعيد.
ويقول طاهر لموقع سكاي نيوز عربية إن من الصعب استرداد بعض تلك الآثار لأنها خرجت بطريقة غير قانونية ولا تعرف الجهات التي سرقتها او استحوذت عليها.
وفي الجانب الآخر؛ على الرغم من وجود تلك العقبات؛ تبدي بعض الجهات العالمية المختصة استعدادها لإعادة ما تحوز من قطع أثرية للسودان.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن البروفيسور توم غيلينغووتر من متحف التشريح في إدينبرا القول إنهم يعملون مع العديد من المجتمعات حول العالم لتسهيل إعادة البقايا والآثار، لكنهم لم يتسلموا طلبًا رسميًا من الحكومة السودانية حتى الآن.
ويشير غيلينغووتر إلى إنهم يمتلكون جماجم أخذت من معركة أمدرمان بين الجيش الإنجليزي والسوداني في عام 1898 وتستخدم حاليا في البحث عن تاريخ الجينات والأنظمة الغذائية وحركة المجتمعات البشرية.

Comments (0)
Add Comment