كتب: المحرر السياسي
30 يونيو ، يوم انتظره الكثيرون لانه كان رهانا يوضح إلى أين يسير السودان.
تداعت له كل أطراف قوى الحرية والتغيير وحشدت كل مالديها من قوة لانجاح اليوم بمعاونة داخلية وخارجية لأنها تعرف ان لم تجتازة بنجاح على الاقل فإن ذلك يعني السقوط لا محالة.
مؤشرات اليوم كانت واضحة منذ الصباح وإلى النهار حيث الدعوات والهتافات كانت هنا وهناك في مناطق محددة بالخرطوم وبحري وأم درمان. وما أن انتصف النهار حتى حاول جموع المتظاهرين والذين قدر عددهم بألفين في الخرطوم والف مظاهر في بحري ومثلهم بالخرطوم حاولو عبور الكباري للوصول إلى الخرطوم حيث القصر الجمهوري الا ان السلطات الأمنية تعاملت معهم وصدتهم ونتج عن ذلك سقوط ثمانية شهداء الا ان الشرطة في بيانها قالت انها علمت بسقوط ستة ولم يتم فتح اي بلاغات لأي واحد منهم.
الملاحظ في تلك المليونية غياب قيادات قحت عن الظهور. وقيادات تلك الجموع تلك القيادات التي ساندت ووقفت خلف المتظاهرين ودعتهم من خلف الكيبورد بالتغريدات التي تلهب فيهم الحماس. ولكنها فشلت وتوارت وتابعت تلك التظاهرات من خلالةقناة الجزيرة مباشر او من بعض البلكونات ومن على الشرفة.
عدم ذلك الظهور أكد بما يلا يدع مجالا للشك ان قيادات الحرية والتغيير غير مرغوب فيها في الشارع وأن ظهورها يجلب السخط والسرية كما حدث في تظاهرات سابقة مع ياسر عرمان وخالد سلك وإبراهيم الشيح وأكرم التوم وغيرهم.
هذا المشهد منح قوى الميثاق الوطني جواز مرور وعبور بالمواصلة في الحوار مع الآلية الثلاثية والتي بلا شك وصلت لقناعة ان قحت لن تستطيع أن تسير لوحدها في قيادة السودان. وهو ماسيظهر خلال اليومين القادمين بأن حوار روتانا هو الحوار الذي يشمل الجميع وليس هناك حوار غيره.
المكون العسكري من ناحيته عضد موقفه التفاوضي بضرورة المطالبة بتوحيد القوى السياسية حتى يتثتى لها تسلم الحكم وإدارة الفترة الانتقالية او الخيار الثاني والذي ترفضه قحت وهو الانتخابات.
تظاهرة 30 يونيو أعادت للاذهان مليونية 19 أبريل والتي سقط فيها نظام الانقاذ يوم ان توحدت قوى قحت وتوجهت إلى القيادة العامة، ودار جدل كثيف حول هل استطاع الثوار اقتحام القيادة ام فتحت لهم الشوارع واعتصم المتظاهرون أمامها إلى أن سقط البشير. فتظاهرة الأمس أكدت ان المسيرات وحدها لن تسقط العسكر الا بوجود تواطؤ او خيانة من داخل التنظيم او من داخل العسكر وهو الأمر الذي بحث عنه المتظاهرين أمس ولم يجدوه. الأمر الذي ظل يؤكد البرهان مرارا وتكرارا بأن القوات المسلحة على قلب رجل واحد.