طالبت المفوِّضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشيليت، السلطات السودانية بإجراء «تحقيق مستقل» في طريقة تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين وحالات الوفاة التي وقعت الخميس الماضي بسبب عمليات إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وقالت باشيليت في بيان إنها تشعر «بالقلق» لمقتل تسعة متظاهرين، بينهم طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، على أيدي قوات الأمن السودانية، أول من أمس (الخميس)، حتى بعدما أعلنت الشرطة أنها لن تستخدم القوة المميتة لتفريق المتظاهرين. وإذ أشارت إلى التقارير عن أن «قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين بلغ عددهم عدة آلاف في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد»، لاحظت أن «عمليات القتل حصلت في ظل قطع الاتصالات عبر الهاتف المحمول والإنترنت في كل أنحاء البلاد».
وقالت إن «عدد القتلى على أيدي قوات الأمن في سياق الاحتجاجات منذ الانقلاب العام الماضي وصلت الآن إلى 113 شخصاً»، مضيفةً أنه «حتى الآن، لم يحاسَب أي شخص على هذه الوفيات».
ونقلت عن مصادر طبية أن «معظم القتلى أُصيبوا بالرصاص في الصدر أو الرأس أو الظهر. كما قامت قوات الأمن باعتقال ما لا يقل عن 355 متظاهراً بينهم 39 امرأة على الأقل وعدد كبير من القاصرين في أنحاء مختلفة من البلاد».
وذكّرت السلطات بأنه «لا ينبغي استخدام القوة إلا عند الضرورة القصوى وبامتثال كامل لمبادئ الشرعية والضرورة والحيطة والتناسب»، مضيفةً أنه «لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام القوة لثني أو ترهيب المتظاهرين عن ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، أو تهديدهم بالأذى بسبب القيام بذلك». وأكدت أن «القوة المميتة تُستخدم كملاذ أخير وفقط في الحالات التي يوجد فيها خطر وشيك على الحياة أو الإصابة الخطيرة». ودعت السلطات إلى «إجراء تحقيق مستقل وشفاف وشامل ونزيه في استجابة قوات الأمن للمعايير الدولية ذات الصلة –بما في ذلك بروتوكول مينيسوتا المتعلق بالتحقيق في حالات الوفاة المحتملة غير المشروعة، ومحاسبة المسؤولين عنه»، علماً بأن «للضحايا والناجين وعائلاتهم الحق في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويضات».