لم أجد في خطاب الفريق أول البرهان جديداً، بل وجدت تأكيد لمواقف سابقة له، وهو أن المؤسسة العسكرية راغبة في الإبتعاد عن العمل السياسي، وفى إنتظار موافقة القوى السياسية..
التأكيد الأكثر وضوحاً هذه المرة :
أولا: الإشارة تحديداً لحوار الآلية الثلاثية، وليس الحوار الثنائي، وهذا يعني عدم العودة لواقع ما قبل ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م والشركة السياسية مع قوي الحرية والتغيير..
ثانياً : لم يتحدث هذه المرة عن حرص القوات المسلحة تسليم السلطة من خلال إنتخابات حرة وشفافة، وهذا تراجع عن إلتزام سابق، وإنما اكتفى بمجرد التوافق السياسي..
ثانياً: تحدث عن توافق سياسي بمشاركة الجميع دون ذكر (ما عدا المؤتمر الوطني)..
آكثر دلالات الخطاب حيرة ، أنه جاء بصيغة بيان عسكري، وبدلة عسكرية، ثم توقيت الخطاب في ظل تجاذب مع تيار سياسي، وسيتم تفسيره على كونه مواقف إستجابة للضغوط، أكثر من كونه فتح مسارات حوار سياسي.. ولهذا تتباين حوله التفسيرات وردود الأفعال..
و الخطير في مثل هذه القرارات انها ذات (سقف مفتوح)، أي تمديد حالة الإستقطاب والتجاذبات دون نهايات معروفة أو خيارات أخرى..
إبراهيم الصديق على