تمشي فيها الفتنة ليل نهار .. والطرقات تمتلئ بفلاشات عدسات الإعلام الغربي المضلل . و (رايات) الدول المعتدية مرفوعة في سماء (الفجيعة) تتمايل بها الأيادي و (النشوة) الحرام تتملكها .. والزيارات علي (صوالين) السفارات . تصبح عادة وسلوك و ممارسة سياسية علي العلن .. و (منطق) العقل محشور في أزقة و حواري الخرطوم والفرقان والسهول البعيدة .. يتجافاه النوم و يهده رهق السهر . . حسرة علي جموع (همها) قتل الوطن وبيعه جهرا في نهار الشمس الساطع ..
وحين إكتملت فصول الرواية .. وتهيأ . سماسرة المواقف لقبض أثمان عرق لسانهم الكذوب خرجت مؤسسة الوطن العملاقة . وحامية ظهره . مؤسسة الجيش . لتعلن بذكاء (وفير) أنها تري بعين العقل . و كمال الحكمة . فالمخطط أوسع من أن يكون هتافا (صروخا) ما بين (ديم الخرطوم) المسكين وشارع الأربعين الحائر . في مدينة المهدي الأمام .. خرج الجيش ليقول أنه يعلم تماما ما يريد . وكيف أنه يفكر . وكيف يستطيع في نهاية المطاف . أن (يشد) علي لجام فرس (المصيبة) الهائج . فيسلمه درب (الحقيقة) والصواب وإن تعالي صهيله وغاصت رجلاه في وحل المستنقع الآثن …
الكلمات الرصينة (المرتبة) الواضحة هي ذاتها تلك التي كانت مطروحة في طاولة النقاش (المستتر) . حينما ذهبت اللاءات الثلاثة أدراج الريح و غابت عندما إستيقظ كاتبوها من نوم الظهيرة خائب الأحلام . هي نفسها الكلمات والمطالب (بحذافيرها) . أن يذهب الجيش إلي (ثكناته) . ولا يمارس وصاية سياسية . ويخلي المواقع لأصحاب (الياقات) الملونة و عاشقي (الاوهام) الموتورة . ليمارسوا فضيلتهم المحببة والجلوس علي (طاولات) القصر المشيد . والتنظير من وراء جدرانه إعمالا في الإبعاد والإقصاء والتشريد ..
قالها قائد الجيش (بثبات) نادر . مخاطبا أولا جنوده وقواته المنتشرة علي طول الحدود أنهم يقاتلون من أجل التراب والعرض ولا يهم (شنئان) قوم عجزوا عن نصرته وشككوا حتي في قتلاه ومفقوديه .
أيضا مضي قائد الجيش واضحا ومخاطبا القوي السياسية . الوطنية بلا إستثناء أو تصنيف أو تحديد أن عليكم ترتيب الأوراق من جديد والجلوس تحت (مظلة) واحدة . والخروج بحكومة كفاءات وطنية تمضى نحو الانتقال الديمقراطي السلس بعد فترة الإنتقال المحدد .. ولا مجال بعد ذلك لأي تبريرات فطيرة . لا تفضي الي تصالح وطني شامل . فهذا آخر المحطات وبعدها لا سبيل ..
خطاب اليوم سادتي . أوضح أن المنظومة الأمنية في البلاد قد رتبت أمرها بشكل جلي . ونسقت وتخطت (نقطة) الملاومة و عزمت علي جعل الحوار جهدا خالصا للسياسيين .و ردوا البضاعة الي قوي الوطن الحية ..ولسان الحال (يقول) لا تخرجوا غدا (ببيانات) الإستنكار . والتخذيل . عليكم فقط إلتقاط (القفاز) والجلوس في (وسط الماهلة) وتحديد مطلوبات الحوار وأجندته . فالثنائية التي يحلم بها (أهل التشكاس الرابع) ذهبت مع موج النيل إلي حيث المنتهي العدم . و (حتلت) إلي القاع السحيق . بلا رجعة . وعلي الشباب الثائر . أن (يخرج) إلي العلن . (تصوراته) الواعية . و (إطروحاته) الداعمة للبناء والتعمير . والذهاب في طريق التحدي والوحدة . وخلق التجانس والبعد عن حمل (أوزار) أجندة الشيطان . والدمار …
يقتضي الأمر في المنتهي أن أذكر . (أصحاب) المنابر المختلفة .. علينا ألا نفسر الكلمات المرسلة اليوم وفقا (لحظوظ) ضيقة . أو (تاويلات) ضحلة . أو (نظرات) قاصرة . فالذي تم (تلاوته) اليوم . هو (مفتاح) المغارة . (المسروق) زمانا طويلا . (فلنفتح) به الأبواب الموصدة . ليدخل كل العامة . ويجلسوا علي الساحات . و (الفسحات) والأندية (النصوح) . ويخرجوا (الهواء الساخن) وما علق بالبطون (ويفرشوا) آلام الوطن وجراحاته في الفضاء الطلق حتي تتعافي البلاد من الهرج والمرج . و تنعتق من ليل السواد البهيم ….
الشفيع أحمد عمر