أبوعبيدة عبد الله يكتب: مخرج الروائع

في تقديري
أبوعبيدة عبد الله
abuabayda@yahoo.com
مخرج الروائع
في العام 2006 وأنا في العاصمة النيجيرية أبوجا لتغطية مفاوضات الحكومة مع المتمردين كما كانت تسميتهم في ذلك الوقت وحركات الكفاح المسلح بتسمية اليوم، اتصل بي الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس القسم السياسي بصحيفة الرأي العام، وقال لي سيتصل عليك الأخ سيف الدين حسن طالباً مني تحديد مواعيد حوارت ولقاءات مع قادة الحركات لإنتاج أفلام وثائقية لصالح قناة الجزيرة.
كانت فرصة جيدة أن أتعرف على سيف الدين حسن عن قرب، بدلاً عن مطالعة اسمه في نهاية الأفلام والبرامج التلفزيوية مخرجاً، لأن اسمه منذ ذلك الزمان كان سابقاً له.
وصل سيف الدين الى أبوجا أاجرى حوارات مع قادة الحركات المسلحة عبد الواحد نور والراحل خليل، بينما اعتذر مناوي لأنه لم يطمئن وأعتقد أن تلك الحوارات جزء من عمل جهاز الأمن لمعرفة رؤيتهم في بعض القضايا، ولكن بعد أن شاهد تلك الأفلام في قناة الجزيرة قال لي (صاحبك طلع مهني وما بتاع جهاز ومؤتمر وطني).
الأسبوع الماضي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنيل السودان ممثلاً في شركة نبتة للإنتاج الإعلامي جائزة الشراع الذهبية بمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الخامسة عشرة للأفلام والبرامج الوثائقية عن فيلم (سحر النيل) بالعاصمة البحرينية المنامة ومثلت شركة نبتة للإعلام السودان، وتسلم الجائزة المدير العام للشركة المخرج سيف الدين حسن.
لم تكن شركة نبتة أو الزميل سيف الدين حسن وفريق عمله جديدين على نيل الجوائز فسبق وأن فازت شركة نبتة بـ١٨ جائزة في مهرجانات ومسابقات سابقة إقليمية ودولية، هذا يؤكد أن الزميل سيف وفريق عمله من مصورين ومنتجين ومعدين وكاتبي سيناريو وغيرهم يعرفون من أين تؤكل الكتف. فقد أتاحوا للعالم، بل وحتى لكثير من السودانيين التعرف على وطنهم عن قرب من خلال طوافهم لكل أرجاء السودان وعكس ثقافته من خلال البرامج المختلفة وخاصة أرض السمر الذي وجد رواجاً كبيراً، وصارت موسيقاه نغمة في الهواتف للكثيرين.
سعدت جداً بأن تم الإعداد من قبل بعض الزملاء والمهتمين بالأفلام والوثائقيات لتكريم الأخ سيف الدين وفريق عمله في شركة نبتة على الجهود الكبيرة المبذولة لرفع اسم السودان عالياً، ونأمل أن يكون التكريم حدثاً يستحق عظمة الإنجاز الذي تحقق على مر السنوات.
بقدر تلك السعادة حزنت أيضاً لعدم تفاعل الحكومة رسمياً مع الجائزة الأخيرة التي استحقتها شركة نبتة، فلم نسمع من أي جهة رسمية تقدمت بالتهنئة أو بادرت بالتكريم لشركة نبتة.
نقول للحاكم مناوي وغيره إن المبدعين لا يتلونون بالسياسة، فالإبداع لا لون سياسي له، يبدعون أينما كانوا وحلوا.

Comments (0)
Add Comment