تجمع المهنيين : القوى المهنية والنقابية تحضر لإضرابات سياسية عامة لخنق النظام
التغيير : الضغط الثوري والاستعداد للمليونيات القادمة السلاح الأنسب ضد الانقلابيين
حزب الأمة : خطوات كبرى ما بعد 30.. منها الاعتصامات والإضراب السياسي والعصيان المدني
المؤتمر السوداني : قريباً ستدخل البلاد في إضراب سياسي كامل
مازال الشارع يبحث عن سبل إنهاء انقلاب 25 اكتوبر، في ظل انقسام القوى السياسية بين مؤيد للحوار ورافض، وفي ذكرى 30يونيو اتفقت قوى سياسية ومدنية ولجان مقاومة على إنهاء الانقلاب واستعادة مسار الديمقراطية.
ويبقى السؤال.. كيف يكون السودان بعد 30 يونيو.. استمرار الثورة أم واقع مستجد؟
حول ذلك؛ يرى متحدثون لـ(اليوم التالي) أن موكب 30يونيو وما شهده من أحداث عنف؛ يؤكد استمرار الحراك الثوري في الشارع، بجانب تنفيذ إضرابات سياسية وعصيان مدني شامل حتى سقوط الانقلاب، وأشار المتحدثون إلى اتباع السلطة الحاكمة تكتيكات جديدة لكبح جماح الشارع الطامح لإسقاط الحكومة، بينما يرى آخرون أن أكبر إنجاز تحقق من موكب 30يونيو أن الإجراءات الأمنية لايمكن أن تهزم الإرادة الشعبية.
إضرابات سياسية
أكد الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين د. الوليد علي، استمرار التصعيد حتى إسقاط الجنرالات وفق تعبيره، وذلك بطرق متعددة تشمل المواكب المركزية والتظاهرات الليلية والاعتصامات على مستوى المناطق المختلفة في العاصمة والأقاليم، وقال إن القوى المهنية والنقابية ستقوم بالتحضير لتطوير الإضرابات غير المعلنة والمعلنة إلى إضرابات سياسية عامة؛ تهدف إلى خنق النظام، وأضاف.. ليس من السهل أن يستسلم الانقلابيون، وفي الوقت ذاته توقع تزايد قوة الثورة والثوار بالقدر الذي يكفي لإزاحة الجنرالات، وطبقاً للوليد؛ فإن عدم الاستقرار سيؤدي الى زيادة الأزمات والتناقضات الداخلية وسط الانقلابيين، ومن ثم عدم قدرتهم على مواصلة قمع الثوار .
فيما أكدت الحرية والتغيير استمرار الضغط الثوري والترتيب للاعتصامات ومليونيات قادمة، سيما وأن الانقلابيين حسموا أمرهم وقرروا المواجهة المفتوحة مع الشعب، وقالت القيادية بالحرية والتغيير عبلة كرار لـ(اليوم التالي) إن العنف والبطش وحصيلة الشهداء كانت كبيرة وأن السلاح الأنسب ضد العسكريين الضغط الثوري عبر إرهاق القوات النظامية بشكل مستمر والاستعداد للمليونيات القادمة.
وسائل هزيمة الدكتاتوريات
بينما يقول مساعد الرئيس للشؤون الولائية بحزب الأمة القومي، وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ورئيس لجنة السلام عبدالجليل باشا، هنالك خطوات كثيرة يتم اتباعها ما بعد 30 يونيو؛ منها الاعتصامات والإضراب السياسي والعصيان المدني، لجهة أنها وسائل مجربة فى هزيمة الدكتوريات، بعد أن أكد الشعب السوداني فى ٣٠يونيو رفضه القاطع للحكم العسكري ومطالبته بمدنية الدولة، وأضاف.. ليس هناك خيار أمام المجموعة الانقلابية غير الرضوخ لمطالب الجماهير، سيما وأن الدرس المستفاد من 30يونيو أن الإجراءات الأمنية لايمكن أن تهزم الإرادة الشعبية، واعتبر باشا في تصريح لـ(اليوم التالي) 30يونيو محطة من محطات النضال من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة المسار الانتقالي وتحقيق التحول المدني الديمقراطي ، مؤكداً استمرار المقاومة الشعبية بكافة الوسائل التي حددتها قوى الثورة إلى أن تتجسد شعارات ثورة ديسمبر على أرض الواقع، وأوضح مساعد الرئيس للشؤون الولائية أنه لا مجال للمناورات السياسية فإما أن يستمر الانقلابيون فى التمسك بالسلطة ويستخدمون كافة وسائل العنف والقتل او الانصياع للإرادة الشعبية والرجوع إلى الثكنات، والاكتفاء بدورهم فى حماية الحدود والسيادة الوطنية، وأردف.. هذا لن يأتي إلا بقيام جيش مهني واحد ذي كفاءة مهنية عالية.
استسلام عسكري
وبدوره توقع المحلل السياسي الفاتح عثمان في حديثه لـ(اليوم التالي) زيادة التظاهرات مع عصيان مدني يؤدي لاستسلام المكون العسكري أو حدوث إرهاق وسط المتظاهرين، ويأس من التغيير عبر التظاهرات يؤدي لإنعاش المفاوضات من جديد للوصول لحكومة توافق سياسي سوداني، وتابع.. وعليه سيكون التوتر والانسداد السياسي سيد الموقف خلال الأيام القليلة القادمة إلى حلول عيد الأضحى المبارك، ووصف الفاتح المشهد السياسي بعد 30يونيو بأنه أقرب للملهاة لأن المكون العسكري يشترط توافق الأحزاب السياسية علي تكوين حكومة توافق سياسي سوداني، وقال إنه عندها مستعد فوراً لتسليمها السلطة او في حالة الفشل تسليمها لحكومة منتخبة، وقال إن المأساة تكمن في عجز القوى السياسية على التوافق لجهة أنها تريد الحصول منفردة على كل شيء وبعضها يرغب في انتهاز الفرصة للمطالبة بتنفيذ برنامجه السياسي كاملاً بما في ذلك إلغاء كامل للمؤسستين العسكرية والمدنية وإعطاؤه الحق لوحده كاملاً في كيفية إعادة بنائهما، فضلاً عن أنه يرفض اللجوء للانتخابات، وطالب الشعب أن يصوت له لتطبيق برنامجه بحجة أن الانتخابات ستأتي بالمؤتمر الوطني رغم معرفته أنها ستأتي بحزبي الأمة القومي والاتحادي الأصل للحكم، بحكم قاعدتهما الجماهيرية الراسخة، وأكد عدم قبول الأحزاب الاتفاق على تسوية سياسية، وزاد.. هم من تسبب في جعل المتظاهرين يرفعون شعارات لا تفاوض لا تشارك لا تصالح .
تكتيكات جديدة
واتفق عضو المكتب السياسي في حزب المؤتمر السوداني نورالدين صلاح الدين مع مساعد الرئيس للشؤون الولائية بحزب الأمة القومي عبدالجليل باشا وقال.. هناك خطوات على نسق 30يونيو كاستمرار الحراك الجماهيري ومقاومة الانقلاب اللاعنفية السلمية على مستوى الشارع؛ فضلاً عن دعوات للعصيان والإضراب السياسي حتى إسقاط الانقلاب، سواء عبر الحل السياسي أو الجماهيري، بالإضافة إلى تتريس الشوارع مع السماح للحالات الإنسانية بالمرور، وأكد صلاح الدين في إفادة لـ(اليوم التالي) دخول البلاد في إضراب سياسي كامل قريباً، وأضاف.. إن كان في السلطة الانقلابية رجل رشيد لما استمرت في السلطة بعد 30 يونيو – وفق حديثه، وطبقاً لعضو المكتب السياسي، إن السلطة الانقلابية تستحدث تكتيكات جديدة للمناورة مثل الحديث عن الوفاق الوطني والانتخابات وأعمال تخريب يقوم بها الثوار، الأمر الذي يؤكد قراءة الشموليات من كتاب واحد، وقطع بإنهاء الانقلاب وسقوطه قريباً ..
غياب رؤية
ومن جهته يرى المحلل السياسي محمد محي الدين؛ أنه لا سبيل لإسقاط الانقلاب، لعدم وجود رؤية لكيفية إسقاطه، وبالتالي فإن التسوية تتم عبر الحوار وأنها لن تشمل الجميع، وذلك لتمسك الحزب الشيوعي بالرفض وانقسام لجان المقاومة الذي يلوح في الأفق بسبب تدخل الأحزاب السياسية في توجيه عملها، بجانب انتهاء خيارات المجلس المركزي عدا قبول الحوار او القبول بتفكك التحالف ودخول بعض أحزابه في الحوار وانتهاء سيرته، كما حدث لتجمع المهنيين، وقال محيي الدين لـ(اليوم التالي) إن موقف المحتجين تستغله قوى سياسية تقول إنها تعبر عن إرادة الشارع؛ بينما شعارات المتظاهرين مفارقة لتصورات الأحزاب، واستشهد ببيان الحزب الشيوعي الذي اتهم الأحزاب بتجيير المواكب لتحسين موقفها التفاوضي مع العسكريين، ويشدد على ضرورة استمرار الاحتجاج إلى تحقيق التغيير الجذري، وأشار إلى نتائج موكب 30 يونيو بقوله.. إنه أدى لتأزيم الأوضاع وتعقيد المشهد، وأن رفع سقف التوقعات نتائجه كانت استمراراً لأخطاء القوى السياسية التي تراهن على الضغط الاحتجاجي، دون رؤية لبلورة الاحتجاجات لعملية سياسية منتجة.
تصعيد جماهيري
وفي بيان لها أكد المجلس المركزي للحرية والتغييير مخاطبة لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية المناهضة للانقلاب لطرح رؤيتهم في بناء الجبهة المدنية الموحدة، والدعوة لتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد يتولى مهمة التحضير لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى المبارك، فضلاً عن مواصلة التصعيد الثوري السلمي بكافة الوسائل السلمية المستحدثة والمجربة بالتنسيق مع كل قوى الثورة، ودعم كافة أشكال المقاومة المطروحة من اعتصامات ومواكب وغيرها من الوسائل السلمية، وأشار البيان إلى إرسال خطابات للفاعلين الرئيسيين في المجتمع الدولي والإقليمي حول تطورات الوضع الراهن بما يشرح مطالب الشعب السوداني، ويحشد السند الدولي والإقليمي لنضال شعب السودان السلمي لانتزاع حقوقه، علاوة على تصعيد حملات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات الذين بلغ عددهم المئات في كافة أرجاء السودان، وأضاف البيان سنعمل مع كافة المجموعات الحقوقية والمدنية والنسوية للضغط من أجل انتزاع حرية من يقبعون الآن في سجون السلطة الانقلابية.
عصيان شامل
ومن جانبها.. دعت لجان المقاومة بالعاصمة للعصيان المدني الشامل، وإغلاق مداخل الجسور والطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم، فيما يرى الحزب الشيوعي أن العامل الحاسم في انتصار الثورة استمرار المواكب واستكمالها بالإضراب السياسي والعصيان المدني العام الذي يشل قدرات العسكريين بحرمانهم من موارد تسيير وإدارة الدولة وعدم استخدامها آليات عنفها وأعمال القتل وسط قوى الثورة، ومن ثم إجبارها على تسليم السلطة للشعب، وأكد الشيوعي في بيان له؛ أن تحقيق انتصار الثورة الكامل بهزيمة مشروع تسوية الآلية الثلاثية، والتوجه نحو التغيير الجذري مرهون بإنشاء قيادة جماعية تمثل قوى الثورة الحية، تتمثل في جسم تنسيقي لتلك القوى على مستوى المركز والولايات لتنسيق العمل النضالي المشترك لإسقاط السلطة الحاكمة، واتخاذ قرارات تشكيل المؤسسات الدستورية بعد إسقاطها.