عبد الوهاب جميل: خطاب البرهان غامض جداً وقنبلة موقوتة
بشرى الصائم: المكون المدني لن يكون حكومة لأنه داخل صراع المناصب
محلل سياسي: المشهد معقد جداً والغالب هو فشل القوى السياسية في الاتفاق
الخرطوم: أمنية مكاوي
بعد احتجاجات 30 يونيو التي أدت الى تظاهرات واعتصامات وأعادت المتاريس بمدن الخرطوم، بحري وأمدرمان أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية وذلك لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى للجلوس من أجل تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة لإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية، وأكد البرهان في خطاب يوم أمس التزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني.
أبرز مخرجات الخطاب :
أكد عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية حالياً والتي تسهلها الآلية الثلاثية وذلك لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية معرباً عن أمله أن تنخرط هذه القوى في حوار فوري وجاد يعيد وحدة الشعب السوداني، ويمكن من إبعاد شبح المهددات الوجودية للدولة السودانية ويعيد الجميع إلى مسـار التحول والانتقال الديمقراطـي، وأكد أن القوات المسلحة لـــــن تكــــــون مطيـــــــــة لأي جهــــــة سياسيـــة للوصول لحكم البلاد وأنهـــا ستلتـــزم بتنفيــذ مخرجــات هــــذا الحـــوار، وقال إنه بعد تشكيل الحكومة التنفيذية سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع يتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسؤوليات تستكمــــل مهامــــــــه بالاتفـــاق مع الحكومــة التــــي يتـــــم تشكيلهــا، كما دعا مكونات الشعب المختلفة وخاصة الشباب إلى التمسك بالسلمية فحق التعبير عن الرأي مكفول للجميع فما قدمتموه من تضحيات محل تقدير وتحقيق آمالكم وطموحاتكم في الانتقال الديمقراطي.
عبدالوهاب: ليس حلاً للأزمة
اعتبر القيادي بالحبهة الثورية والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير والعدالة عبدالوهاب جميل في تصريح لـ(اليوم التالي) إن خطاب البرهان الذي وجهه للأمة السودانية من حيث المبدأ يعتبر مدخلاً للحل وليس حلاً للأزمة، وقال: البرهان حقق مطلباً أساسياً للثوار بانسحاب الجيش تدريجياً من العملية السياسية بعدم مشاركة المكون العسكري في الحوار السوداني ـ السوداني الذي ابتدعته الآلية الثلاثية، وأضاف جميل: لكن أهم ما ورد في الحديث البرهان هو الإشارة الى ضرورة توافق المكونات السياسية جميعها بدون استثناء وبدون إقصاء على حكومة تكنوقراط لإدارة ما تبقى المرحلة الانتقالية، وأضاف: البرهان رمي بالكرة في ملعب المكونات السياسية التي يستحيل أن تتوافق وبانسحاب المكون العسكري من الحوار وعدم توافق المكونات السياسية ترتد الكرة طائعة مجبرة الى ملعب المكون العسكري الذي يستفيد من خلافات المكونات السياسية السودانية، أيضاً يعتبر خطاب البرهان غامض جداً وقنبلة موقوتة حيث لم يشر الى أي التزام بتنفيذ اتفاق جوبا أو لم أسمع أي إشارة في الخطاب، بل الأخطر هو قوله بإمكانية حل مجلس السيادة وهنالك استحقاق في اتفاق جوبا بمجلس السيادة وبالتالي يمكن إلغاء كل استحقاقات اتفاق جوبا وهذا مستحيل لأنه يعيدنا لمربع الحرب .
بشرى الصائم: البرهان عقّد المشهد
فيما يرى القيادي بقوى الحرية والتغيبر بشري الصائم ـن حديث رئيس مجلس السيادة حول حل المجلس السيادي فمن الذي يكون الحكومة التنفيذية وإن هذا الحديث يدل علة وجود حكومة جاهزة ولم يوضح الشريك الآخر سواء كان حرية وتغيير أو أحزاب ولم يحدد البرهان مدة الحكومة هل فقط اكتفى بما تبقى من عمر الانتقالية ومن الذي يكون مجلس الوزراء؟؟ وأكد بشرى أن المكون المدني لن يكون الحكومة المدنية لأنهم الآن داخل صراع المناصب، فالآن المشهد أكثر تعقيداً بعد هذا الخطاب .
مصطفى تمبور: المكون العسكري أصبح مراقباً
وأكد مصطفى تمبور عضو المجلس القيادي في الجبهة الثورية في تصريح لـ(اليوم التالي) أن المكون العسكري قد سئم من خلافات المكون المدني التي ترفض أي حوار سياسي يعالج هذه لأزمة الراهنة، الآن البرهان يضع الكرة في ملعب المكون المدني، الآن هناك صراعات دائمة عقدت المشهد السياسي وخاصة المجلس المركزي يحاول أن ينفرد بتمثيله للشعب وأنهم ينوبون بتمثيل الشارع وبذلك هنالك قوى وتغيير للميثاق الوطني لديهم تقاطعات حادة جداً مع الحرية والتغيير المجلس المركزي، فالحرية والتغيير لوحدها ثلاث مجموعات متأخرة بالإضافة الى الحزب الشيوعي الذي اختار بنفسه أن يكون في الضفة الأخرى بعيداً عن كل هذه المكونات، بالإضافة الى أطراف السلام باعتبارهم مكون قائم بذاته لديه اتفاقية تم التوقيع عليها وكان اللاعب الأساسي هو المكون العسكري وقال تمبور: أنا أعتقد أن هذا الخطاب هو رسالة بليغة جداً للمدنيين وإن هذه فرصة أتيحت للاتفاق على حكومة كفاءات، منوهاً الى عدم اتفاق المكون المدني بسبب النهج الإقصائي وأن عليه أن يقبل ببعضه البعض بلا شك وسيتعقد المشهد السياسي والمكون العسكري الآن أصبح بعيداً فقط سيكون مراقباً للمشهد لذلك آن الأوان أن تؤكد القوى المدنية للعبور بالوضع الراهن وإلا سيعود المجلس العسكري الى المشهد مرة أخرى .
الفاتح: البيان محرج جداً للقوى السياسية
واعتبر المحال السياسي الفاتح عثمان في تصريح لـ(اليوم التالي) شكل البيان الذي أصدره الفريق أول عبدالفتاح البرهان مفاجأة كبيرة للقوى السياسية السودانية وحتى القوى الدولية ذات الصلة بالشأن السوداني، فبيان الفريق أول عبدالفتاح البرهان محرج جداً للقوى السياسية السودانية بمختلف تقسيماتها السياسية لأنه أعلن بوضوح أن الجيش لن يشارك في حوار الآلية الثلاثية وطلب من القوى السياسية السودانية أن تدير حواراً فيما بينها للتوافق على حكومة انتقالية بقيادة مدنية وأي حكومة كفاءات وطنية تشرف على ما تبقى من الفترة الانتقالية، كما أكد أان الجيش جاهز لحل مجلس السيادة فور توافق القوى السياسية السودانية على مجلس وزراء، وأعلن أن الجيش سيكون مجلساً أعلى يدير الشؤون العسكرية ولن يشارك في أي حكومة تنفيذية.
المشهد السياسي معقد جداً :
وأضاف الفاتح: المشهد السياسي السوداني معقد جداً والغالب هو فشل القوى السياسية السودانية في الاتفاق على حكومة توافق سياسي انتقالية لأن بعض تلك القوى السياسيه ترغب في أن تحكم بدون انتخابات لأنها ترى أن فرصتها ضعيفة جداً في أي انتخابات نزيهة وشفافة في ظل القاعدة السياسية الواسعة التي تتمتع بها طائفتا الختمية والأنصار أي حزب الاتحادي الديموقراطي الأصل وحزب الأمة القومي اللذان حكما السودان طيلة فترة الديموقراطية الحزبية ويوجد لبعض القوى السياسية وبعض الحركات المتمردة رؤية انقلابية جذرية تهدف لتغيير المؤسستين العسكرية والمدنية بما يكفل سيطرتها على البلاد.. إذن هذه الرغبات المتضاربة تلقت اليوم صدمة كبيرة من قبل الفريق أول عبدالفتاح البرهان لأنه جعلها تواجه الرأي العام المحلي والدولي ولن تستطيع القول إنها ما زالت رافضة أي حوار لأن البرهان أعلن خروج الجيش وعدم مشاركته في التفاوض مع القوى السياسية السودانية، وبذلك حطم معظم اللاءات السياسية التي ترفعها بعض القوى السياسيه وأحرج أيضاً القوى السياسية التي كانت تدعمه إذ جعلها تتفاوض لوحدها من دون عباءة دعم الجيش إذن الخطاب كان ذكياً جداً وهو يضع القوى السياسية السودانية أمام واجبها الوطني .