دلالة التوقيت والجهات المستهدفة وما العمل ؟
دون الحاجه للخوض والتذكير بمحتويات خطاب البرهان المسائي بالأمس ، سأدلف مباشرة لمحاولة ل الأجابة على بعض الاسئله الهامة التي يطرحها الخطاب.
** ما الذي اغفله الخطاب ؟ :
اغفل الخطاب على نحو هام ومتعمد عبارة (ماعدا المؤتمر الوطني ) مما أوحى للبعض من قوى الثورة والشارع أنه حينما ذكر القوى المدنية فهو يعني قوى الثورة والشارع مما أثار بعض اللبس الذي اصطاده هذا الغموض المتعمد .
كذلك أهمل الخطاب ذكر الحركات التي وقعت على ( اتفاق جوبا ) ، كما لم يذكر بوضوح في مهام المجلس الأعلى للقوات المسلحة أهم قضية وطنية وهي بناء القوات المسلحة المهنية الواحدة التي تعكس التنوع السوداني ولا تخوض الحروب الداخلية ك أهم قضيه تهم العسكريين والمدنيين معاً وعليها يعتمد مستقبل الديموقراطية والسودان.
** دلالات توقيت الخطاب :
الخطاب جاء وقع الحافر بالحافر من مذكرة للآليه الثلاثية وأطراف من المجتمع الدولي دفع بها المكون العسكري قبل عدة ايام للآلية الثلاثية ولم يتم الإعلان عنها.
وتحوي بوضوح مهام المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسها ممارسة مهام السيادة ، وجوانب متعلقه بالسياسة الخارجية ، وبنك السودان ، وقضايا أخرى من مهام هذا المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
جاء الخطاب أيضاً للتغبيش على ما شهدناه مؤخراً من لوحات بديعه للبركان الجماهيري الكبير واستعادة ثورة ديسمبر لزخمها وتوجهها نحو بداية جديدة وعودة ألقها الجماهيري وتوجهها نحو انزال الهزيمه بالانقلاب.
وشمل هذا الزخم كافه ارجاء السودان ريفاً ومدينة، مما اكسبها الطابع الوطني وابعد عنها ظلال الانقسام الاثني والجغرافي أو اتهامات النخبوية واعطاها بعداً قومياٍ شاملا.
الخطاب – أيضاً – هو محاولة جديدة يائسه لإرباك الصف الثوري ، وبث البلبله والشقاق والعبث بمحتويات الثورة ووحدتها ومكتسباتها .
** القوى المستهدفة بالخطاب:
أولاً : يستهدف هذا الخطاب جموع السودانيين الباحثين عن لقمة العيش والساعين يومياً لتوفير المأكل والمشرب والخدمات الضروية ، والذين يواجهون صعوبات الحياة اليومية حيث اضحت سبل العيش أكثر وعورة واشد ضنكاً ، فيلقي صاحب الخطاب كلماته ووعوده المعتادة ..
يأتي هذا الخطاب عشيه سفر البرهان إلى قمه الايقاد ، على الرغم من تجميد الاتحاد الافريقي لعضويه السودان ، بل ان السودان هو الداعي لهذه القمه.
ثانيا : القوى المدنية التي عناها الخطاب ليست هي قوى الثورة المدنية حصريا ، بل بشكل أخص هي القوى المدنية المؤيدة للإنقلاب ( قوى فندق السلام روتانا).
ثالثاً : أوحى الخطاب بأنه استجاب لأحد المطالب الرئيسية للثورة وهي عودة العسكر الثكنات لمحاولة التأثير وعزل اقسام من قوى الثورة تؤيد هذا المطلب .
رابعاً : استهدف هذا الخطاب على نحو رئيسي المجتمع الإقليمي والدولي الذي تبحث بعض أطرافه عن حلول سريعه ، وتغلب اطراف اخرى الاستقرار على الديموقراطية، آخذه في الاعتبار الهشاشه الداخلية والاقليمية .
ويسعى الخطاب لتمرير صفقة عبر الآلية الثلاثية تشرعن للإنقلاب وذلك باختيار رئيس وزراء من قبل المدنيين المؤيدين للإنقلاب العسكري يتلقى اوامره من القيادة العامة ، الامر الذي رفضه سلفادور اللندي في تشيلي ودفع ثمنه.
والمطلوب هنا أن يتم اختيار رئيس وزراء يرتدي ( جلد ثعلب مدني ) ويأخذ اوامره من المجلس العسكري.
وبذلك يستولي العسكر على السلطه السيادية والتنفيذيه بإسم الحل السياسي ويادار ما دخلك شر .
يستهدف الخطاب أيضاً تعريف الازمه ك (أزمه) بين (المدنيين) أنفسهم ولا صلة لها ب إنقلاب 25 اكتوبر .
بل أن الخطاب يزعم أن هذا الانقلاب هو نتاج لأزمه المدنيين واختطاف بعضهم للثورة ، واذا ما اتفق المدنيون فإن الازمه ستنتهي ، وهو طرح ظل يطرح ب اسم (التوافق الوطني) على مدى الشهور الماضيه ، والمعني هنا ب (المدنيين) فئه عريضه اغلبها من مؤيدي الإنقلاب، والأقليه من مؤيدي الثورة والشارع الذي قدم التضحيات والشهداء ، وسيكون أهل الثورة ك الايتام في (موائد روتانا) وسيختار الغالبيه من المؤيدين للإنقلاب، رئيس الوزراء الثعلب الذي سيرتدي جلد الثورة والمدنيين.
المطلوب من الجميع اذن المباركه وعلى المجتمع الدولي رفع الحصار ، والتطبيع وشرعنه الإنقلاب بشكله الجديد وأن يتم إختيار رئيس الوزراء الثعلب الذي يرتدي جلد الثورة والمدنيين.
لذا فإن الخطاب هو اكمال لخطوات 25 أكتوبر، ويؤسس لإنتخابات زائفه ، تكرس الشمولية بإسم الديموقراطية وتحافظ على النظام البائد.
** ما العمل !
يجب دعم تصاعد المد الجماهيري، وان تتمدد الإعتصامات في كل المدن والقرى مثل افطارات رمضانيه عظيمه ، وأن نحث الخطى نحو العصيان المدني والاضراب السياسي وان ندعم محاولات المهنيين ولجان المقاومة، والقوى السياسية، والمجتمع المدني في بناء مراكز التنسيق بين قوى للثورة والوصول الى (مركز موحد ) لكل من يسعى لهزيمه الانقلاب واقامه سلطه مدنية ديمقراطية.
يتزامن ذلك مع العمل الحثيث لكسب المجتمع الاقليمي والدولي لصف قوى الثورة التي تبحث عن الديموقراطية والسلام .
وعلى الباحثين عن السلام تحديدا ان يدركوا فبل فوات الأوان ان لا سلام دون ديموقراطية وسلطه مدنية.