محمد حامد جمعة نوار يكتب: إشترينا غالي ولن نبيع رخيص

1
أصدقكم القول ؛ لم أعتب على الفريق محمد الغالي ؛ الأمين العام لمجلس السيادة ؛ بشأن ما قاله حول (الكيزان) و(الدوس) وأنه لن يبقى أحدا منهم _في معنى الحديث بالجيش _ لان ما قاله يبقى اول الأمر ومنتهاه قول رجل ولو علت أكتافه (المقصات) والنجوم وعلامات (اللاعاليع) الحمراء ؛ التي قال بشأنها شيخ المسيرية وناظرهم للنميري حينما زار ديارهم واغلظ لهم بالقول بكونهم (أنصار وراسهم كبير) قال الناظر للنميري (يا وليدي نحنا ما بتجيك مننا عوجة . كن في حاجة بتجيك للابسين لعاليع الديوك الوراك ديل ) ويقول الرواة ان المتحدث أشار لحشد الضباط المرافقين للرئيس ولم تمض أسابيع وحدث ما حدث وكان النميري تحت رحمة (ابو شيبة) و(طلقة) لولا ان تداركته رحمة الله وستره فرد اليه الملك من (العطا) وليس من المسيرية.
2
الأسلاميون _الكيزان _ وعامة اهل هذا البلد ؛ ليسوا أعداء للجيش ؛ المؤسسة ؛ الرجال ؛ التاريخ والشهادة ولن يكونوا ؛ أقله هذه الأجيال التي حينما كانوا من هم فرقاء اليوم بالسيادي بين نقباء ورواد ؛ كان الناجي عبد الله وفضل المرجي و(أنس) الذي في حبوسهم اليوم ؛ كانوا رفقاء الضيق والعسرة ؛ الكلم والجراح ؛ الموت والشهادة ؛ العبور والصمود ؛ كان الالف يسيرون تحت رايات (شوتال) الشرقية ؛ و(جاموس) الجنوبية وعلم المظلات المحمر ؛ هم ونحن والاف لا يعرفون ليس من الإسلاميين وحسب بل من عامة اهل السودان بلا تصنيفات كانوا هم من ترافقت ارواحهم مع ضباط الجيش وجنوده ؛ طالما غسلنا بالدمع وجه مثل طاقة النور ؛ وشدت ايادينا على اخر مصافحة مع اخر ؛ يشهق شهقته الأخيرة ؛ يتركها على يد القابض مثل أمانة ؛ وشهد الله وهو بصير عليم ؛ ما جمعت الناس التقاء مواقف حزبية ؛ او مصالح جماعة ؛ اي مصلحة تنال في خندق ؛ وتطال في كمين ؛ والدماء تسيل ؛ الناس ماكلهم (كوجة) ومشربهم مجاري التلال ؛ يمص القمل عافيتهم وينجز البعوض عليهم ورديات الملاريا والهلوسة ! فإن انقضت الأيام عاد الرجال الى حياتهم ؛ الطالب لدراسته والموظف الى عمله ؛ والعاطل الى خلوته ؛ ليس فيهم من منح (دبورة) او نوط ؛ وليس من بينهم من ترقى ! فإن عز النصير كان ذات الذين عادوا في مطلع النداء واول الحضور ؛ لا يخملهم لحياض الجيش (الترابي) او يامرهم بالذهاب (علي عثمان) بل اعرف فيهم من لم يلقى حتى وفاة الاول وسجن الثاني اي منهم ! لانهم خرجوا ينصرون اخوتهم في الجيش ؛ حيث لا إستئذان او مراجعة ؛ تطوع مطلق السراح من تفاصيل السياسة واوهام الحزبية.
3
الإسلاميون الكيزان حينما كان رفاق الكفاح المسلح (المتمردون سابقا للطرافة ) يتحدرون من جبال الشرق على سفح كسلا ؛ قوات تجمع وحركة شعبية ؛ وفتح وجيش امة ؛ كانوا من ضمن عامة الذين نفروا كسودانيين ؛ هبوا كأنسام العافية ؛ يصدون مع جيشهم الوطني ؛ مثلما فعل الجميع في الميل 40 ومثلما حدث في (هجليج) ؛ اتذكرون (هجليج) ؟ التي لم يدمر مقدرات البلاد فيها (كوز) وإنما رفاق الكفاح المسلح الذين يكذبون اليوم من حركة العدل والمساواة الى قطاع الشمال وليس إنتهاء بجيش دولة الوساطة ! هل هانت التواريخ واكتست بالتدليس الى هذا القدر من الوضاعة ! تاريخ نصرة هذا الشعب للجيش _بإسلاميين او غيرهم من اهل الفضل والشهامة _ غير منكور ؛ وهو واجب اصحاب النخوة و(ما مشحودين عليه) وليس في هذا التاريخ ما يجعلني شخصيا انكس راسي ؛ او أدس انفي هونا في التراب ؛ انا وكل جيلي ؛ ومن يلاحقهم العار والجبن والنفاق والنفوس السوداء سيظلون الذين عملوا (مصادر ومرشدين) للغزاة والجناة ؛ الذين رموا متحركات الجيش بالنيران ؛ وطعنوه في ظهره _ولا زالوا يفعلون _ عار و(دوس) أحق به من حرضوا الغرباء على قواتهم المسلحة واعانوا عليها بطلبات الحظر وتسويق الأكاذيب ؛ عار سيلاحق من حملوا السلاح في وجهه بعد ان زال ملكهم ؛ واقله يحمد للاسلاميين انهم وحتى بعد سقوط النظام الذي يناصرونه لم يخرجوا لبلد غريبة كما فعل بعض الذين في الحكم الان والذين لهم في كل عاصمة مجاورة وقلم مخابرات ؛ أثار وفواتير وبقايا معسكرات من ليبيا غربا الى ارتريا شرقا الى اوغندا وجنوب السودان جنوبا ؛ ظلوا حتى بعد 11 ابريل يحسنون الظن ؛ اقله بحقيقة ان الجيش يظل وغض النظر عن تقلبات الحكم والسياسة بيت الجميع ؛ والمؤسسة التي تؤتمن وتصون مقدرات البلاد ؛ ثقة مطلقة في انه يضجر ويغضب ؛ ويدير الامر اقله ضمن سياق مصلحة البلد العليا التي إن حفظت لا يهم شكل الغطاء السياسي؛ فالوطنية ليست حكرا على المؤتمر الوطني والسودان ليس ملك عضود للإسلاميين
4
سعادة الفريق محمد الغالي ؛ لست أعتب عليك ؛ فكل ينفق مما عنده ؛ لن يبصق إسلامي _ دسته ام لم تفعل _ على الجيش ؛ سيظل عندنا محل التقدير وثقة اعلى في تقدير الموقف ؛ هذا حوض مبارك تقاس الامور بشأنه بقيم أعمق من حديث منبر او حتى نية قائد فيه ؛ وعن نفسي واظن ان معي الوف ؛ اضمن لك ان الكوع ان حمى في هذه الديار ؛ ستجدونا كما عرفتم ؛ اول من ينصر واخر من يخذل ؛ فعهدنا مع من قبرنا ؛ وطن وعزة ؛ لا تحيط بها ضيق مرحلة ؛ او يفت عزمنا فيها كنا اهل حكم او توزعنا مثل صيب الماء على الفلوات ؛ إشترينا (غالي) ولن نبيع (رخيص) ؛ وفق الله القوات المسلحة الباسلة ؛ واعانها في ما يعز هذا البلد وينصره على أعدائه غرباء كانوا او من اهله. وتاريخنا _ اكرر _ في نصرة هذا الفصيل الوطني مشرف وناصع وسيظل. من انكره تقية فذاك شانه ومن جفل عنه جبن فهو وذاك ؛ ..الدين في الكتوف والاصل معروف . رغم ان الوطن لا يستدين من ابنائه هم يمنحونه كريم ارواحهم وقد فعل اخوان لنا ؛ واقسم بالله سنفعل وكل ثوب نرتديه تحت ظل هذا البلد جميل

محمد حامد نوار

 

Comments (0)
Add Comment