كمال حامد يكتب: عبده (قابل ربه) مهلا و اهلا ايها ألموت (47)

من غير ميعاد

** توقفت عن كتابة هذه الحلقة من هذه السلسلة من أكثر من عام، بسبب اختلاف بين أفراد الأسرة و بعض الأصدقاء، منهم من قال مازحا،
لا (هظار) مع الموت، و منهم من نصح بأن تذكر الموت جزء من العبادة و الإيمان، المهم توقفت رغم انني احتفظ بقائمة تجاوزت المائتين ممن فقدتهم على المستوى الشخصي و الاسري و العملي.
** سأكتب اليوم لأن الفقد كبير، و لما استوعب المفاجأة، بسبب الهاتف الصارخ الذي ايقظني من نومة ضحوية عميقة (عبده قابل مات؟ ) طبعا لم يجد اجابة من شخص عقدت لسانه الخبطة،
** رغم الإيمان بالقدر و رغم علمي بأن الراحل عبد المنعم مصطفي قابل، كان يواجه الموت كما وجدته قبل شهر في مستشفى الملازمين، صابرا شجاعا. و كما ظل في السنوات الأخيرة.
** عبده قابل لم يكن صحفيا بالمعنى الشايع في زمننا، إنما كان مولعا وهاويا بالتوثيق، و مرة اسوقفته معلومة خاطئة في نهاية الستينات او اوائل السبعينات، وحاول تصحيحها هو بين رواد دار الرياضة بامدرمان، و وجد من يطلب منه كتابتها، ليوصلها للريس الاستاذ عمر عبد التام يرحمه الله للنشر بصحيفة الايام، أعاد الله غربتها، طلب الريس لقاء هذا الشاب، الذي لبى الدعوة بعد تكرارها عدة مرات وهكذا كان الريس عمر عبد التام، الذي رفدالصحافة الرياضية باقلام و رجال.
** عرفنا عبده قابل من خلال الأيام، هاويا متخصصا في مجال لم يسبق اليه احد، كانت بدايته بعشقه ألمريخ العظيم، و لكن نجح الريس عمر عبد التام ان يوسع عشقه للمعلومات، بالكتابة عن تاريخ لقاءات الفرق و المنتخب، و كان يتألم ممن يسرق معلوماته وينسبها لنفسه.
** بعد انتفاضة ١٩٨٥م، قطعت اغتراب في السعودية لإصدار صحيفة الجريدة، واول من توجهت لمعرفته و لقائه كان عبده قابل،
** طلبت منه أن يعزمني شاي مغرب في بيته فوأفق، و وصف لي البيت، قال تعرف بيت محمد صالح الشنقيطي؟ بيتنا خلفه مباشرة؟ ، ، فتظاهرت باني اعرفه و لكن الأمر ليس صعبا فأنا اعرف الشارع العريق المسمي باسمه،
** وصلت بسهولة لدار ال قابل بحي العرب العريق، منزل أمدرماني بتصميم زمان، و لم يكن يدري انني وددت ان أقف على الطريقة التي يحتفظ فيها بهذا الكم الهائل من المعلومات و التاريخ و كانت المفاجأة.
** نزل على ركبتيه وسحب من تحت العنقريب شنطة حديد قديمة، مليانة بقصاصات لا حد لها من و رق بالي من الصحف و المجلات حين كان في السودان مجلات (طبعا الان و لا مجلة ).
** ابلغته رغبتي في تاسيس صحيفة الجريدة السياسية، التي تتصدر اليوم الصحف بناشرها الجديد، استضافني و قدمني حتي شارع الشنقيطي ليعتذر لي بانه يعمل بصحيفة الاسبوع التي سبقت في الصدور بناشريها الاخوة المرحوم الدكتور محي الدين تيتاوي و ابن عمي الاستاذ احمد البلال آلطيب و اخرين زاد احترامي للرجل و أصبحنا صديقين عزيزين. و كنت أضع اسمه ضمن اي بعثة للمريخ للسعودية.
** عدت للسودان نهائيا منقولا مديرا لمكتب صحيفة الشرق الاوسط بالخرطوم، و اسست قسما للرياضة إضافة لمن وجدتهم يراسلون و هما الاستاذان الكبيران مأمون الطاهر و مفتي محد سعيد، ذلك لامداد صحيفة الرياضية السعودية التي كان لي شرف تاسيسها، بأخبار السودان لتوسيع دائرة قرائها بين السودانيين المغتربين و قد كان.
** اول من اتصلت بهما كان الاستاذان الكبيران الريس عمر عبد التام و عبده قابل و اخرين اذكر منهم الأساتذة محمود شمس الدين و عبد المجيد عبد الرازق و احمد الحبو، يرحمهم الله و اخرين.
** هنا وجدت ألمواد التاريخية لعبده قابل طريقها للإعلام الدولي، الشرق الأوسط، الرياضية، مجلة المجلة و حتي مجلةسيدتي و صحيفة المسلمون.
** بعدما سمحت الإنقاذ بصدور صحف رياضية فقط، تقدمت بطلب لاعادة اصدارصحيفة الجريدة السياسية، رياضية قد كان و كان عبده قابل في صدارة العاملين بها حتى اوقفتنا الإنقاذ نفسها او حقيقة اوقفنا عضو مجلس الثورة سليمان محمد سليمان الهلالابي المتعصب مع كل الصحف المريخية و. واجهته و لكن عدنا أصدقاء،.
** استأذنني عبدة قابل للانضمام لصحف اخي احمد البلال اىطيب، اخبار اليوم و الدار و قون و كانت مسيرته و مدرسة التوثيق السودانية التي هو رائدها يرحمه الله،
** كانت له صفحة يومية بصحيفة الجريدة الرياضية،و استحدثنا بابا (انت تسأل و عبده قابل يجيب)وسع لنا دائرة القراء و تم نقله بعد ذلك للإذاعة الرياضية، بجانب مساهمات اخري في عدد من الصحف،
** في التلفزيون أسندت له اعداد برنامجين (مباراة في الذاكرة و رموز رياضية) رحمهما الله مع ما رحم من برامجنا التسعة.
** كان ياتي ماشيا و بألمواصلات العامة لتسليم مادته، و مرة أتاني و كنت اجلس مع رفيق عمري ألمرحوم محمد احمد رحمة بالبنك السعودي السوداني، فصعد إلينا الأخ عبدة حسب رغبة الاخر احمد ليتعرف اليه و كان من معجبيه و قرائه، ساله عن طريقة حفظ المعلومات ضحك عبدة و نظر الي لاجيب بحكاية الشنطة القديمة، هنا أعلن ألمرحوم احمد رحمةعن تبرعه بجهاز كمبيوتر، وسيتولي برمجته وتدريبه، لكن عبدة لم يتابع فيما كان أحمد يسال جادا حتى وفاته يرحمه الله.
** عبدة قابل وثق للرياضة السودانية، فهل نوثق له بعد مماته؟ ، و افكر في الاتصال بالأخ الاستاذ عبد العظيم
عوض امين مجلس الصحافة لتخصيص جائزة سنوية باسمه، أو بإحدى الجامعات.
** عبده قابل من اهل الجنة انشاء الله لا تسمع منه او عنه ما يسئ، قد حرمه الله الأسرة الصغيرة، الزوجة و الاولاد، ولكن اكرمه الله بحب كل الأسر السودانية، وهذا ما ارجوه، ان يتحول الحب إلى دعوات تسعده في قبره بالبكري، حيث تمت مواراته الثرى مع كافة أفراد الأسرة الكريمة مع عميدها الزعيم الخالد اسماعيل الازهري.
**رحم الله عبده، عبد المنعم مصطفي قابل،واسكنه الجنة دارا خيرا من دار الدنيا ، وجازاه بقدرما قدم لوطنه و مهنته، والعزاء لكل ال الزعيم الازهري و ال قابل و ال حمدتو و ال الفنان ميرغني المامون ولكل اهل الرياضة و الاعلام، و انا لله و انا اليه راجعون.

Comments (0)
Add Comment