قدم السفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف تنويراً اليوم، للسفراء وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية المعتمدين لدى السوان لاطلاعهم على آخر المستجدات فيما يتعلق بالتطورات السياسية في السودان. وقال الوزير لوكالة السودان للأنباء، إن التنوير تناول ثلاثة موضوعات أساسية هي خطاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الأخير، ونتائج قمة الايقاد الطارئة التي أنهت أعمالها في العاصمة الكينية نيروبي أمس، ودلالات تخريج دفعة أولى من قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين في دارفور.
وفيما يتعلق بخطاب البرهان أوضح الوزير أن الخطاب قرر انسحاب القوات المسلحة السودانية من العمل السياسي المتمثل في الوساطة التي تقوم بها الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايقاد، مما يعني أن الحوار سيكون بين المدنيين وحدهم، هم الذين يختارون رئيس الوزراء المدني الذي سيشكل حكومة مدنية كاملة لقيادة البلاد فيما تبقى من الفترة الانتقالية.
وقال من مهام الحكومة الرئيسية وهي اوجب واجبات الحكومة في أي مكان وهي السياسة الخارجية التي تحدد منهج علاقات السودان بالعالم الخارجي دولاً ومنظمات إقليمية ودولية كما يتوجب على هذه الحكومة إيلاء مسألة الامن اهتماما خاصا نظرا لما تشهده البلاد من تفلتات امنية تستوجب العناية والاهتمام، كما ان معاش الناس يشكل احد ركائز اهتمامات الحكومة وذلك نظرا للضائقة الاقتصادية التي تسبب فيها تعثر الوصول الى حلول سياسية لأزمات البلاد.
واضاف على الحكومة التي سيتم تشكيلها التحضير للانتخابات العامة والاشراف عليها وتنسيق المراقبة الإقليمية والدولية لسيرها وبالتالي تسليم السلطة للأحزاب التي يكتب لها الفوز في الانتخابات. اما فيما يتعلق بقمة الايقاد أشار الوزير الى ان هذه القمة هي القمة غير العادية رقم 39 للإيقاد حيث ترأس اعمالها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الرئيس الحالي للمنظمة وبمشاركة رؤساء كينيا وجيبوتي واثيوبيا ونائب رئيس الجمهورية في جنوب السودان ونائب رئيس الوزراء في الصومال وممثل للرئيس اليوغندي. وتناولت القمة التحديات التي تجابه الإقليم والمتصلة بتعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية والتصدي للجفاف وأزمة الغذاء في دول المنظمة وتداعيات جائحة كورونا، حيث اكد البرهان خلال مخاطبته القمة على أهمية تضافر الجهود وتوسيع دائرة التعاون والتنسيق بين دول المنظمة لما فيه خير وسلام واستقرار وازدهار شعوبها. ومن ناحية اخرى اجرى البرهان لقاءات ثنائية مع كل من الرئيس الكيني والجيبوتي ورئيس الوزراء الأثيوبي وتناول سبل تعزيز العلاقات وتقوية أواصر التعاون الثنائي والمصالح المشتركة مع هذه الدول وصدر عن القمة بيان أشاد برئاسة السودان للمنظمة وأشار للجهود والمبادرات التي تقوم بها الرئاسة السودانية لترقية التعاون بين دول وشعوب المنظمة.
وقال الوزير لقد تم الاتفاق على ان يكون السودان مقرا لمركز الايقاد للطوارئ الصحية وبما ان الرئيس الكيني لن يحضر أي قمة ايقاد قادمة حيث تنتهي رئاسته لكينيا قريبا فقد قام رئيس الايقاد بتكريم الرئيس الكيني تقديرا لجهوده في نهضة وتطوير الدولة الكينية ومساهماته في تحقيق التكامل الإقليمي بين دول الايقاد، مضيفاً أن السودان سيواصل رئاسته للمنظمة خلال الفترة المقبلة حيث تعهد البرهان بالعمل والتنسيق مع الدول الأعضاء وسكرتارية المنظمة لتحويل توصيات ومقررات القمة الى برامج عمل تعود بالنفع والخير لشعوب الدول الأعضاء في المنظمة وفيما يتعلق بتخريج دفعة أولى من قوات حفظ الامن وحماية المدنيين بدارفور، ذكر الوزير ان هذه العملية تأتي ثمرة من ثمار اتفاقية جوبا للسلام في السودان خاصة فيما يتعلق ببند الترتيبات الأمنية، موضحا ان مهمة القوات هي بسط الامن وحماية المدنيين ومساعدة النازحين في العوة الى مناطقهم والاستقرار فيها وتأمين الموسم الزراعي وفتح مسارات الرعاة الرحل.
وأشار الى ان هذا الجهد الكبير قامت به الدولة دون مساعدة من احد رغم ما تمر به من ضائقة اقتصادية علما بان المجتمع الدولي والأمم المتحدة تعهدوا باتمام عملية السلام وتوفير احتياجاتها المادية وغيرها وهو مالم يتم “للأسف الشديد”.