السر السيد بهدي وردة بيضاء الى عمر الجزلى عاشق المايكرفون

تتطلب الكتابة عن الاعلامى الكبير عمر الجزلى قدرا من التروى واستنهاض ذاكرة راديو هنا امدرمان والتلفزيون القومى ذلك لان الجزلى يقف على تجربة طويلة وعريضة سمتها الاساس الاستمرارية والعطاء المتنوع والعشق فالجزلى الذى التحق بالاذاعة السودانية فى العام 1967 ظل مداوما عليها وملتزما بها طيلة كل هذه السنوات لا يغيب عنها الا عابرا عبر بوابتها الى التلفزيون القومى مجاله الحيوى الثانى…. يتطلب الاحتفاء به قدرا ليس بالهين من التمتع بفضيلة الوفاء لمن قدموا جهدهم وزهرات شبابهم وعرقهم فى سبيل مشروع امنوا به وادمنوا التعلق به وهو فى حالة استاذنا الاعلام ودوره فالجزلى فعل كل هذا دون من او اذى فقد كان من الجيل الذى يرى فى الاعلام رافدا استراتيجيا من روافد الوعى وصناعة الجمال والمعرفة والتغيير.
اكتب عن الجزلى لانه يمثل بعضا من تاريخ ابناء جيلى من الاعلاميين بل بعضا من تاريخى الشخصى وذاكرتى فقد دخلت الى الاعلام والجزلى اسم كبير وكنت التقيه فى ممرات هنا امدرمان وكان دائم الحماس…
شديد الاهتمام بالاخرين وما يقدمونه فكثيرا ما علق على برنامج بثته لى الاذاعة الا ان اكثر ما ادهشنى فى الجزلى هو تقاليده او طقوسه التى يمارسها فى برامجه التى يقدمها فالجزلى مثلا يأتى قبل نشرة الاخبار بنصف ساعة ويتابع تفاصيل انتاج برامجه تفصيلة تفصيلة مع بقية افراد فريق العمل وهو هنا من قلة حاولت ان تمنح العمل الجماعى قليلا من الحب اذ انه دائما ما يأتى بالشاى والقهوة وكل ما من شأنه ان يخلق الفة بين اعضاء فريق عمل البرنامج.
ثمة طفولة او فلنقل قلب طفل ظلت سمة ملازمة للجزلى فهو مثلا لا يعرف المداراة وانما يقول ما يريد ان يقوله دون تحسب لاى نتائج وقد لمست هذا فى اجتماعات اللجنة العليا بالتلفزيون القومى على ايام الراحل المرحوم الاستاذ الطيب مصطفى فقد كان الجزولى فى تلك الاجتماعات اكثرنا وضوحا وشفافية خاصة فى الدفاع عن فن الغناء..
للجزلى تجربة كبير وعريضة على صعيدى الراديو والتلفزيون يصعب حصرها فى هذه الكتابة الاحتفائية العجولة فمن البرامج التى قدمها الجزلى عبر مسيرته فى الراديو نذكر ان اول ما قدمه كانت نشرة اخبار الثانية والنصف ظهرا وقد حكى لى انه كان فى بداياته حديث السن وحديث التجربة وان هذا تم لان نجم نجوم المذيعين انذاك حمدى بولاد قد تغيب لسبب ما ثم بعد ذاك قدم :
١.كلام وانغام
٢.مع رؤساء التحرير
٣.الصباح والامل
٤.عشرة وتعليق
٥.قصاصات واغنيات
٦.برنامج ٧×٧
٧.اجيال واجيال
٨. مسرح فنون
٩. من دار الاذاعة
١٠. ايام وليالى..هذا الى جانب العديد من برامج المناسبات.
اما فى التلفزيون فقد كان اول ما قدمه هو اشتراكه مع الاعلامية الرائدة رجاء احمد جمعة فى تقديم برنامج بريد المشاهدين ثم قدم بعد ذلك:
١.الكاميرا تدور
٢.5 فيديو
٣. انفاس الوجدان
٤. سفر الخلود
٥. ادباء خالدون.
من اشهر البرامج التى قدمها الجزلى برنامج اوتار الليل فى الاذاعة القومية واسماء فى حياتنا فى التلفزيون القومى.
اسماء فى حياتنا:
استطيع القول: لو ان الجزلى لم يقدم غير برنامج اسماء فى حياتنا لكفاه انجازا وعطاء فهذا البرنامج والذى يمكن ان يقع ضمن ما يعرف بالسيرة الشخصية او المذكرات يأخذ وجاهته فى انه اولا يوثق بالصورة والصوت لمن يستضيفهم..ثانيا يبنى جسرا بين الاجيال تتبادل عبره الافكار والتجارب والمشاعر فأسماء فى حياتنا والتى سجلت اولى حلقاته فى اواخر العام 1970 والتى كانت مع الاعلامى الاستاذ محمود ابو العزائم ثم توقف ليعود فى العام 1974 مستضيفا الصحفى الشهير بشير محمدسعيد ليستمر حتى الان؛يحفر وينقب فى الاسماء التى اثرت حياتنا فى مختلف المجالات،فى السياسة والفنون والادب..فى الفكر والاجتماع..فى الخدمة العامة والمهن…اسماء فى حياتنا مخزن لوثائق نادرة تجمع بين الخاص والعام وتوثق لشخصيات كان لها ادوارها فى الشأن العام ولعل قيمة البرنامج الاساس تكمن فى انه ينقذ ما يمكن انقاذه خاصة من تلك الاسماء التى تستصعب الكتابة؛فالبرنامج يوثق لاحداث ولوقائع ولذكريات خاصة تتصل بحياتنا ربما كانت ستضيع بسبب عدم تدوينها وهو الارحج فى تجربتنا السودانية..لا تملك الا ان تصاب بالدهشة وان يغمرك الفرح والامتنان وانت تشاهد هذا البرامج الذى وفر للاجيال القادمة وللمكتبة المرئية وربما للمكتبة المقروءة مستقبلا مادة نادرة كان يمكن ان تدفن مع اصحابها واليك بعض اسماء الذين سجل معهم الجزلى فى برنامج اسماء فى حياتنا:
١.عبدالرحمن مختار
٢.اسماعيل العتبانى
٣.محمدالمكى ابراهيم
٤.عبدالله الطيب
٥.جمال محمداحمد
٦.الشيخ عوض الله صالح
٧.عبدالمنعم عبدالحى
٨.حسين بازرعة
٩.جوزيف لاقو
١٠.فاطمة احمدابراهيم
١١.فاطمةعبدالمحمود
١٢.الشيخ الصادق عبدالله عبدالماجد
١٣.الحاج مضوى
١٤.فليب غبوش
١٥.بونا ملوال
١٦.الفيتورى
١٧.محجوب محمدصالح
١٨.عباس الزين عمارة
١٩.مامون بحيرى
٢٠.فاروق سليمان.
هذا غير عشرات الاسماء التى وثق لها الاستاذ الجزلى ولم نستطع ذكرها لطبيعة هذه الكتابة الاحتفائية..ويبقى ان نقول ان الجزلى وبما انه اختار الاعلام لان يكون بعضا من هويته فانه مارسه وعاشه بجد ومحبة وعشق ومثابرة قل ان نجد لها مثيلا ولذلك فهو اسم فى حياتنا.
استاذى الجزلى متعك الله بالصحة والعافية.

Comments (0)
Add Comment