* قبل سنوات من الآن كانت الفِرق الكوميدية وصُناع النكتة يُضحكون الناس بإطلاق النِكات عن المواقف الطريفة والمعبرة عن بساطة وسذاجة الشخصية الرمزية “تسفاي الحبشي ” اللأجئ أو المقيم أو المتسلل أو المهاجر العابر لحدودنا ، والذى يسكن ويعمل حلاق في “الديم” ، والذى عند سؤاله عن حياته فى “الديم” ، قال فى لهجة حبشية وعربية ركيكة “والله الأزيم ، زمان “آديم” كان مية مية ، لكن سودانيين فى ” آديم” مشكلة صعبة ، بقوا كتييرين ، عملو لينا زحمة ، ومشكلة صعبة”
* وتمر السنين لتثبت بأن “تسفاي الحبشي” الساذج البسيط ، هو من ضحك أخيراً على الناس ، “تسفاي الحلاق الحبشى” ، تمكن من إحداث تحول ديموغرافي وثقافي بالديم ، فالشواهد والمشاهد الحية ،ومقاطع وصور ولسان الشباب السودانيين التى ضجت بها الوسائط، تحدثوا بأمهرنجا فصيحة غير ركيكة ، وبلسانا حبشىياً مبين ،وهم يحملون اعلام وشعارات وثقافات الحبشة .
* مقاطع الفيديو والصور والبوستات والتقارير المنتشرة عن “ضلوع” و “مشاركة” الأحباش في الثورة والمواكب والاعتصامات ، تجسد مدى الأختراق وتمكن الأحباش،من إحكام سيطرتهم على مناطق الديوم ليس بمستغرب ، بل هو أمر متوقع نتيجة للسماح والتساهل وغض الطرف عن دخول “القنابل البشرية المؤقتة” عبر بوابات اللجؤ ، التسلل،تهريب البشر ، الهجرة الغير شرعية ، وهى من أواسع مداخل مخابرات المنطقة والأنشطة الهدامة ، حتى أصبحت مناطق الديوم الممتدة من محطة الغالى شمالا وحتى حجازي جنوباً ، وشارع اللواء محمد نجيب شرقاً، وحتى شارع الحرية غرياً، مناطق خارج عن السيطرة وشبه محتلة ، بعد أن تم تطبيع الحياة فيها و”إستحباشها” بصورة لا تخطئها العين.
* ذات الأمر ينطبق على مدينة الجريف غرب والتى ما من “ارتري” قادم من بلاده محطته الأولى في السودان هى الجريف غرب والتى باتت معسكر لجؤ ارتري غير معلن ومخبأ آمن للمتسللين منهم ، او ملاذا مؤقتا الى حين اكتمال إجراءاتهم الرسمية وإعادة توطينهم فى دولة ثالثة ، او الى حين ترتيب اجراءتهم الغير رسمية فى مواصلة برنامج هجرتهم الغير شرعية عبر عناصر شبكات تهريب البشر الذين جعلوا من مدينة الجريف غرب قاعدة ذائع الصيت ومعروفة لدى الدول التى تعانى من المهاجرين الغيرشرعيين.
— بالتاكيد هذا المناخ شجع أصحاب الأنشطة الهدامة والمعادية “لتضرية عيشهم” ، فى زمان باتت المواجهات العسكرية المباشرة التقليدية غير مجدية، ، بعد أن إستغلت وإستثمرت اجهزة المخابرات الخارجية هذا الواقع وإستخدمته فكانت فعاليتها وتأثيرها المتجذر.والمتغلغل الذى يضمن لها الإستمرارية والإستدامة ، فشتان بين تحرير السودان للفشقة عسكريا ، واحتلال الجبشة للديوم وارتريا للجريف غرب أمنياً واستخبارياً.
* خلاصة القول ، لا زال بقدور وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والنيابية والقضائية تدارك الأمر ، بالمكافحة والحد – ان هى تعاونت وأخلصت – من التهديد والتفلت الأمنى والمخابراتي ، وذلك بإستخدام سلاح رسمى وقانوني غير مفعل وهو “إجراءات ضبط الوجود الأجنبى” ، وتطبيق قوانين وضوابط ولوائح هذا الوجود بجدية وصرامة ، والذى بالضرورة يسبقها ضبط المعابر والمنافذ الحدودية،