التركواز هو من الأحجار الكريمة، وتركواز يعني الفيروز، أي اللون الأزرق السماوي المائل للأخضر. تعود هذه التسمية الى ولع العثمانيين باللون الأزرق السماوي؛ وقيل أنه في القرن الثالث عشر الميلادي وصل هذا النوع من الحجارة لأوربا عن طريق الدولة التي تعاني من أزمة الهوية، وأعني تركيا وإسم تركواز يعني الحجر التركي ويطلق عليه بالعربية حجر الفيروز.
ولهذا النوع مدلولات لدى معظم الشعوب إذ تتخذه رمزاً للمحبة والصداقة والوفاء. لكن عملية فرنسا التي إختارت لها إسم تركواز لم تكن ذات صلة بأي من المدلولات السالفة الذكر بل كانت نقيضة لها تماماً كانت تمثل تركواز فرنسا البغض والحقد والدم ورائحة الموت.
شنت جماعة الهوتو إبادة جماعية لأهالي كيغالي، علماً أن فرنسا كانت من وراء تلك الإبادة الجماعية والعرقية التي حصدت خلال مائة يوم ٨٠٠ الف نفس من إثنية التوتسي.
ظهرت مجموعة شبابية متطرفة تتبع للهوتو يطلق عليها إسم (إنتراهاوي) سرعان ما تحولت هذه المجموعة الشبابية الى ميليشيا تدير عملية المذابح والدماء والموت. نشر هؤلاء الشباب الكراهية في وسائل الإعلام المختلفة وكانوا يطلقون على إثنية التوتسي الصراصير ودائماً مايدعون الناس للتخلص من الصراصير.
إحتجزوا نساء التوتسي وتم إستغلالهن جنسياً؛ كما كانوا يقتلون الرجال في الشوارع دون وازع أخلاقي.
لعبت فرنسا دوراً كبيراً في هذه الشنائع رغم ذلك أصبحت كيغالي من العواصم المحترمة التي تحترم شعبها وترابها مقدسة.
الكثيرون أعجبوا بهذا التحول الكبير لهذه البلدة الطيبة، والخرطوم اليوم تسير على خطى كيغالي، لكن بإذن الله سيتبدل الحال هنا في هذه العاصمة السمراء الى الأحسن دون موت ولا دم ولا رائحة بارود، ولكن بالحوار والتسامح نبني هذا الوطن الجريح.
أدعوا شباب السودان عامة للتخلص من وهم الأيديولوجيا الزائف وخطاب الأحزاب الخاوي وفقرها للمضمون والجوهر.
السودان في حاجة ماسة للنظر وللتوقف ومراجعة النفس قبل أن يدركنا الوقت ونبكي على وطننا كالنساء وفي مقدورنا أن نحافظ عليه كالرجال.
نعمان عبد الحليم.