قال خبراء في الاقتصاد بأن بيان قمة جدة للأمن والتنمية الختامي عن السودان؛ تمثل في عدم رهن الدعم الاقتصادي لأي مطالب سياسية، مضيفين أن البيان يؤكد على انطلاق مرحلة جديدة للتعامل مع تحديات الاستقرار الأمني والسياسي في السودان، وأكدوا بأن ذلك سيفتح مجالات كثيرة للسودان في الاستثمارات.
مخرجات القمة
يذكر أن القادة أمنوا – في البيان الختامي لقمّة جدّة للأمن والتنمية أمس الأول – على دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.
مساعدة السودان
قال الباحث والخبير الاقتصادي د. فاتح عثمان إن بيان القمة الأمريكية الخليجية ومصر والأردن في جدة أكد على التزام المجتمعين بدعم استقرار السودان، موضحاً بأن الأولوية ستكون لتبني ما يساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في السودان، مبيناً أن المجتمعين عبروا عن كل ما يساعد في الحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، إضافة إلى مساعدة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، مشيراً إلى أن القمة شددت على ضرورة استكمال الفترة الانتقالية للوصول بنجاح لحكومة منتخبة، قائلاً.. إن هذا يعني بالضرورة تشجبع التوافق بين الأطراف السياسية السودانية.
ضغوط دولية
ونوه د.فاتح – في حديثه ل”اليوم التالي”- إلى أن القمة وجهت رسالة شديدة اللهجة للقوى السياسية السودانية بأنها لن تسمح لهم بتهديد استقرار السودان والتسبب في لنهيار الدولة السودانية، وأن واجب تلك القوى السياسية السودانية الدخول فوراً في عملية توافق سياسي وإلا سيتم ممارسة ضغوط دولية كبيرة عليها وربما يتم تجاوزها، وبرر ذلك لأن الحفاظ على تماسك الدولة السودانية هو الأهم ويحتل الأولوية من منظور المجتمعين في قمة جدة.
إيقاف الفيتو
ويرى أن الرسالة الإيجابية للشعب السوداني من القمة؛ تمثلت في عدم رهن الدعم الاقتصادي بأي مطالب سياسية لأول مرة منذ إجراءات الفريق أول عبدالفتاح البرهان العسكرية التي أطاحت بحكومة قوى الحرية والتغيير، موضحاً أن ذلك يعني إيقاف الفيتو الأمريكي ضد الدعم المالي الدولي للسودان.
وقوف الدول
ويقول الباحث والاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي.. إن بيان القمة يؤكد وقوف الدول المشاركة بالقمة بجانب السودان، لما يتطلع إليه السودان وإلى ما يستحقه، من نمو واستقرار، ويعتقد أنها مسألة وقت، لكن الجهود مستمرة من هذه الدول، مؤكداً أن ذلك سيفتح مجالات كثيرة للسودان في الاستثمارات، وبرر ذلك لأن القمة محور اهتمام السودان في هذه المرحلة، وطالب في حديثه ل”اليوم التالي” بضرورة بذل مساعٍ وجهودٍ من كل الأطراف السودانية لتحقيق التوافق الوطني من أجل استقرار الفترة الانتقالية، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة وتسليم مقاليد الحكم لحكومة مدنية منتخبة.
تغيرات عالمية
ويرى أن للقمة أهمية بالغة على المستويات الخليجية والإقليمية والدولية، قائلاً.. إنها حظيت باهتمام دولي وعالمي، خاصة مع مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إضافة إلى أنها عقدت بجدة، لافتاً إلى أن ذلك يدل على أن المملكة رقم صعب ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى عالمي؛ خاصة ما يتعلق بالاقتصاد، والنفط، خاصة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم أجمع.
تشجيع التوافق
ويشير د. هيثم إلى أن القمة منصةٍ إقليمية ودولية، وقال إنها تناولت ملفات الأمن وتحدياته ومجالات التنمية ولتكامل الجهود نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في السودان، ويوضح بأن البيان الختامي يؤكد انطلاق مرحلة جديدة للتعامل مع تحديات الاستقرار الأمني والسياسي في السودان، ويرى أن هناك تحركات ستكون ما بعد القمة لأجل السودان؛ من قادة دول الخليج ومصر وأمريكا لتشجيع التوافق والوفاق الوطني في البلاد؛ لخلق بيئة مستقرة اقتصاديا وسياسيا في السودان خاصة مع وجود قبول لقادة هذه الدول لدى جميع الأطراف المختلفة في السودان.