تعيش ولاية جنوب كردفان أوضاعاً حرجة منذ ثلاثة أشهر بسبب توقف المستشفيات عن العمل، وتعتزم ولاية جنوب كردفان ابتعاث وفد حكومي للمركز الأسبوع المقبل للمطالبة بصرف مستحقات مالية للعامين٢١ ـ 2022م، في وقت يستمر إضراب الأطباء وعدد من القطاعات الأخرى احتجاجاً على تأخير المستحقات، الحكومة أكدت لـ(اليوم التالي) استقرار الأمن بالولاية وعدم تأثرها بالأحداث الأخيرة في النيل الأزرق وكسلا، لكنها أعربت عن قلقها إزاء شح المال الذي تحتاج له في المحافظة على الاستقرار في ظل تفلتات في عدد من الولايات.
أوضاع حرجة!
وصفت حكومة إقليم جنوب كردفان أوضاع الإقليم بالحرجة للغاية، في وقت دخل إضراب القطاع الصحي شهره الثالث، بينما أبدت الحكومة قلقها من استمرار استباب الأمن بسبب عجز مالي بالولاية يبلغ ثلاثة مليارات وتسعمائة ألف جنيه
وقال نائب حاكم إقليم جنوب كردفان الرشيد عطية جبلين لـ(اليوم التالي) إن الوضع الصحي بالإقليم مشلول تماماً، بعد توقف معظم المستشفيات عن العمل بسبب الإضراب احتجاجاً على عدم صرف رواتب وحوافز ومستحقات مالية للأعوام من 20 _ 2022 وعدم تطبيق الهيكل الراتبي الجديد للعاملين.
وأضاف جبلين: مستشفيات الشرطة، السلاح الطبي والتأمين الصحي فقط هي التي تعمل، بينما توقفت مشافي كادوقلي و(الأم بخيتة للوالدة) بمدينة الدلنج، والدلنج التعليمي ومستشفى الدبيبات.
وأوضح نائب الحاكم أن الوالي زار المركز منذ أسابيع بغرض الحصول على التمويل دون جدوى، وأشار الى أن موارد التحصيل التي تعتمد عليها الحكومة تشح في موسم الخريف. ولفت الى أن المحافظة على استباب الأمن تحتاج للتعجيل بصرف المستحقات المالية من المركز.
وكانت أقسام الطوارئ بكادوقلي العاصمة وعدد من المدن توقفت منذ حوالي الشهرين لعجز الولاية عن توفير الميزانيات لهذه الأقسام.
وفد مطلبي!
وسط أحاديث في الإقليم عن تصرف جهات ما في المركز في مستحقات الإقليم، تجري اجتماعات بكادوقلي هذه الأيام بين المالية وأمانة الحكومة حيث تم تكوين لجنة مطلبية للتوجه إلى الخرطوم لبحث وحل الأزمة، وكانت مجهودات للحاكم ونائبه تمكنت من إقناع قطاع المعلمين بالولاية برفع الإضراب، مؤقتاً لإنجاز امتحانات مرحلتي الأساس والثانوي حيث تمت في جميع المدن والمحليات، لكن المعلمين تمسكوا بالإضراب بعد ذلك، في وقت شددت وزارة التربية والتعليم على صرف متأخرات المعلمين كأولوية، للتفرغ للاستعداد لترتيبات المرحلة المتوسطة.
وعي المواطن!
من جهته حمل العمدة محمد وديع عمدة (المساكين الطوال) الأزمة بالولاية للمركز، وأضاف لـ(اليوم التالي): يجب توفير المستحقات كان المركز للأمن أولاً، وتابع: إقليم كردفان كان ينزلق في مطاحنات قبلية كما حدث في النيل الأزرق وكسلا، والتي في تقديري مقصودة وممولة من جهات تقف لتمزيق البلاد، ورغم الوعي الكبير لمواطن الإقليم، لكن لابد من أن تكون الجهات الأمنية مستعدة لأي طارئ ، حتى الآن لا شيء يدعو للقلق، هناك مشاحنات محدودة تنشب للأشخاص الذين تصدر منهم.
ومضى وديع: عدم التزام الحكومة بتطبيق الهيكل الراتبي الجديد هو سبب الإضراب وتعطيل كل وزارات الولاية، الوالي موسى جبر محمود والي (تكنوقراط) استطاع تجنيب الإقليم عدد من المشاكل، لكن على المركز التحرك لتوفير المطلوب.