عندما كنت في رواندا . وبطبع عندي في فحص البيئات وتحسس الهويات ووقائع الشعوب سألت صديقي الرواندي في لحظة تطفل لزج عن قبيلته . جفل الرجل وشعرت به يرتعب . لم يفصل لكنه قال فيما معنى حديثه هذه صفحة أرجو ألا تقلب اسطرها في هذا البلد . فلزمت الصمت ولم أكررها خاصة بعد ان لاحظت ان الجميع يلتزم تعريف (روانداويون ) بصرامة . حتى عندما تعجبت مرة من أسم (كريمة) كريمة جاري الثائر القديم وقلت هذا أسم عربي ومسلم فردت البنية أنا مسلمة رواندية . لم تحدد جهة او عشيرة !
لاحقا دار محور الحديث مع صديق ممن عاصروا عذابات رواندا . سالني عن السودان وتحدث عن تواريخ مقبورة عن صلات لهم بالسودان النوبي . وروابط خاصة بالموسيقى مدللا باخراج ٱلة وترية مثل الطنبور _ رايت مثلها في كينيا _ وكنت قد لاحظت شيوع اغنية حجة كولن كولن .وبكلمات سواحيلة ! فسالني عن احوال الحرب والسلام . قلت له جماعة تفاوض فتخرج أخرى ! قال لي لم يجد هؤلاء جميعا نور وطنهم ! أظنهم لم يتذوقوا مباشرة مرارات الدم والنجيع قال لي وهو يشعل لفافة تبغ لقد تعلمنا من جهالاتنا ثم شرح كيف انه حينما قرر السلام إشترط ان يكون مهره مدارس وطرق مسفلته بمدينته الحدودية . قال لي بالتعليم والخدمات أحسن مستقبل الصغار فلا يضطرون لحمل البنادق من أجل رفع راية مغامر . لذا حينما زرت مدينته البعيدة إندهشت ! لم يكن هناك من خطباء ولافتات . كان شارع الأسفلت يضاهي أفضل طرق أوربا متانة وروعة هندسية . الأكواخ أقيمت بحجر جميل . والمدارس حالها أفضل من أجمل جامعاتنا . ورغم هذا كان يقول لا نزال نعاني من الفقر وبعض المرض لكننا تعافينا من مدمرين القبلية والحرب