رغم شح الإمكانات… عودة الروح إلى مشارط الأطباء السودانيين

تشير مضابط رسمية وسجلات سالفة؛ إلى أن عدد الأطباء السودانيين من اختصاصيين واستشاريين يفوق عددهم الثمانية والخمسين ألفاً من الذين هاجروا إلى الدول الأوروبية فقط خلاف المنتشرين في دول الخليج، والسبب في تزايد هجرة الأطباء السودانيين للخارج يعود لعدة أسباب أبرزها سوء الأوضاع وضعف المرتبات، وطبقاً لدراسات؛ فإن أفقر طبيب في دول الجوار يتقاضى أجرأ شهرياً يفوق راتب الطبيب السوداني ثلاث مرات، كما أن سياسات النظام المباد ومايعرف بنظام التمكين جعل البيئة الطبية طاردة وفتح المجال واسعاً للهجرة حتى الطبيبات التحقن للعمل بالخارج خاصة في دول الخليج.
ملف ناصع
تشير التقارير الواردة قبل سنوات من السلطات الصحية السعودية إلى أن سجل الأخطاء الطبية للنطاسين السودانيين العاملين بمشافي المملكة ناصع البياض، و خالٍ من الأخطاء الطبية مقارنة بجنسيات أخرى تعمل في نفس المجال.
انتفاضة طبية
ظلت الفترة الماضية مسرحاً للشد والجذب والعراك في كافة الأصعدة، مما انعكس سلباً على الأداء في كافة المرافق الصحية، تجسد ذلك في عودة ظاهرة الإضرابات وسط الكوادر الطبية، كما أن المرافق الطبية في كثير من المناطق طالتها الاعتداءات إبان المليونيات والتظاهرات، فضلاً عن انعدام كثير من المقومات والمعينات، ولكن مؤخراً عادت العافية جزئياً للمجال الطبي، ورغم فقدان الثقة فيه لبضع سنوات، والدليل على ذلك إجراء بعض العمليات المعقدة على أيدٍ وطنيةٍ كاملة الدسم متحدية شح الإمكانات،آخرها إجراء أول عملية زراعة كبد على يد سودانيين بمستشفى إبن سيناء، ليتسق الإنجاز مع رصيفه بمستشفى علياء العسكري، وإن كان الأخير استعان بخبرات أجنبية صديقة، وهي محل ثقة واحترام، وهذا الجانب يفتح الباب واسعاً لتشجيع عودة الطبيب السوداني للمساهمة في ترميم (مداميك) القطاع الصحي الذي لم يسلم من التخريب والسياسات الخاطئة التي أخرت مبادرات توطين العلاج بالداخل، وفي البال مساهمات النطاس العالمي الراحل بروفيسور كمال أبوسن الذي رتق نسيج تخصص جراحة الكلى بجانب مساهمات دكتور الفاتح الحويرص، المقيم في عاصمة الضباب لندن، والأطباء السودانيين بإيرلندا وذلك من خلال الالتزام بتنفيذ مخيمات علاجية وإجراء عمليات مجانية بالعاصمة والولايات، وذلك لتحقيق مبدأ تخفيف آلام وأوجاع الفقراء والبسطاء لمرضى يعانون من ضيق ذات اليد. وأصدق دليل على ذلك اصطفاف مئات المرضى أمام مباني العلاج الموحد بديوان الزكاة لأجل الحصول على دعم العلاج، وفي جانب آخر.. كثيراً من العمليات خارج مظلة التأمين الصحي.
امبدة تستعد لعملية تاريخية
سيكتب التاريخ يوم غد (الاثنين) في سجل الأطباء السودانيين إنجازاً جديداً وذلك بإجراء عملية ولادة لمواطنة لم تفقد الأمل فى الإنجاب بعد ستة وعشرين عاماً من زواجها سترزق بمولودها الأول، وهنا يتجسد قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).
ستكوْن أسرة، هي المواطنة سامية أحمد علي سليمان البالغة والتي تقطن بضاحية أمبدة الحارة 29، والتي صبرت ستة وعشرين عاماً على موعد وانتظار في أن ترزق بباكورة عمرها التي طال انتظارها وسط دعوات بأن تكلل جهود الأطباء وكل الطاقم الطبي بإشراف دكتور عمر محمد وذلك بمباني الوحدة (4) في الثامنة والنصف من صبيحة يوم غد الاثنين،،وسط دعوات الآلاف أن يكتب لها النجاح وتكتمل الفرحة فرحتين.

 

زراعة كبد
Comments (0)
Add Comment