ولأول مرة يخضع أطفال متلازمة داون في مركز السودان لمتلازمة داون لامتحانات مرحلة الأساس ويتفوقوا بإحراز نسب عالية، فهناك فرحة مختلفة نجدها لدى الأمهات خاصة بعد نجاح أبنائهن في كل المستويات الدراسية.. فما بالك لو كان طفلك من متلازمة داون وأصبح يشار له بالبنان بعد تفوقه الدراسي.. مركز السودان لمتلازمة داون خصص في هذا العام لأطفال الداون ولأول مرة فرصة امتحان شهادة الأساس وهي تعتبر نقلة نوعية ومتطورة خاصة أنهم في حوجة كبيرة لمثل تلك البرامج..
(اليوم التالي) التقت بمدير مركز السودان لمتلازمة داون ابتهاج محمد أوهاج وقالت إن تجربة هذا النجاح رائعة جداً وخضناها مع طلابنا وطالباتنا وكللت بالنجاح وشكرت كل المعلمات والمعلمين والعاملين وأولياء الأمور وإدارة التربية الخاصة بمحلية شرق النيل وإدراة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، واصطاف وإدارة مدارس المغاربة بنين وبنات ونتمنت النجاح والتوفيق لكل طلابنا لينالوا حظهم من التعليم وقالت إن مركز السودان لمتلازمة داون تأسس في العام٢٠١١م كأول مركز متخصص بالسودان لتأهيل أفراد متلازمة داون وأسسه المرحوم المهندس إيهاب محمد أوهاج.
وقالت من أهداف المركز تقديم برامج تعليمية تدريبية للداون منذ الطفولة المبكرة.
إضافة إلى تأهيلهم مهنياً لتحسين حياتهم عبر تعزيز القدرات التي تسهل إدماجهم في المجتمع ليصبحوا منتجين ومتفاعلين في المجتمع، إضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي ووعي الأسرة بالطرق السليمة للتعامل مع بناتهم وأبنائهم بالمركز، وتم وضع فصول للدراسة الأكاديمية وتأهيل مهني في الأقسام الآتية: (البستنة والفندقة والنقاشة والتعبئة والتغليف والتدبير المنزلي وأعمال السكرتارية والإشراف) (مشتل دنيا الداون، مشروع مساحن التوابل) إضافة إلى مشروعهم في عمل كافيه يستوعب خريجي قسم الفندقة والتدبير المنزلي.
وقالت: في هذا العام نجح تسعة من الطلاب في امتحان شهادة مرحلة الأساس الصف الثامن وهذا حلم عملوا من أجله زمناً طويلاً وتجاوزوا الكثير من الصعاب إلى أن تحقق حلمهم مضيفة: سنواصل مسيرتنا ونطوع كل العقبات حتى ينعم أبناؤنا وبناتنا بحياة كريمة يستحقونها، وغداً أجمل.
فرحة وحلم
من جانبها وصفت الاستشاري النفسي د. نعمة إبراهيم في تصريحات لـ(اليوم التالي) فرحتها بتحقيق الحلم وقالت إنها أول دفعة من مركز السودان لتأهيل متلازمة داون تجلس لامتحان شهادة الأساس لعام (2021 – 2022م).
وأضافت نعمة أن الأمر ليس بالسهل والوصول لهذه المرحلة كانت هناك العديد من الصعاب والعقبات، لكن بالتحدي والصمود والإصرار والعزيمة من قبل إدارة المركز والاسطاف والطلاب وأسرهم جميعهم جاهدوا لتذليلها والتصدي لها، وذكرت أن الهدف ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
ﻭدعت نعمة المجتمع أن يعمل على تنمية ﻗﺪﺭﺍﺕ فرد متلازمة داون ﺟﺴﻤﻴﺎً وﻋﻘﻠﻴﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎعياً ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ لاﻛﺘﺴﺎبهم ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪهم ﻋﻠﻰ ﺃﻥ يحيوا ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، والاﺳﺘﻔﺎﺩﺓ من متلازمة داون ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ، ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻪ.
إيقاف الاكتشاف المبكر للإعاقة
وقالت د. نعمة إن متلازمة داون ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻓﺄﻫﺪﺍﻑ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، لذلك تم إﻳﻘﺎﻑ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﺎﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ من أجل ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﺑﻬﻢ ﻛﻄﻮﺍﺋﻒ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ودور فعال في نهضة المجتمع.
وأشارت نعمة إلى وجود محاولات كثيرة من قبل الإدارة لتوﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﺍﺭﺱ للدمج، بالإضافة الى ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، وكذلك توسيع ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻘﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ للحياة.
مشروع التعليم للجميع
وفي ذات السياق قالت المساعد الفني بإدارة التربية الخاصة بمحلية شرق النيل أستاذة سماح عبدالقادر عمر: “بحمد الله وتوفيقه جلس للامتحان ذوو الاحتياجات الخاصة أكثر من (٢٠٠) تلميذ وتلميذة من بينهم أطفال متلازمة داون كتجربة فريدة على مستوى ولاية الخرطوم علماً بأن (الداون) شريحة يصعب دمجهم في المدارس العادية، نسبة لظروفهم وذلك في إطار مشروع التعليم للجميع.
وقالت إن محلية شرق النيل من أولى المحليات التي عملت على دمج التلاميذ المعاقين في مدارس التعليم العام ولدينا مشروع غرف مصادر في عدد من المدارس الحكومية، وتم تدريب معلمات للتعامل مع هؤلاء التلاميذ الذين يواجهون ظروفاً تحول دون استفادتهم من العملية التعليمية.
كما ذكرت سماح أن امتحان شهادة الأساس لطلاب متلازمة داون يتناسب مع قدراتهم وسيتحصلون على شهادات إكمال مرحلة الأساس.
وأوضحت سماح أن الإجراءات لجلوس الامتحان هذا العام كانت سهلة جداً، وذلك بفضل الله ولإدارة التعليم بمحلية شرق النيل دور إدارة التربية الخاصة
وأهميتها.
ودعت سماح جمييع الأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقة بصورة عامة ومتلازمة داون بصورة خاصة بخروجهم من المنازل لكي ينالوا جميعهم التعليم في إطار مشروع التعليم للجميع وذكرت أن تعليم المعاقين وقاية للمجتمع من العادات السالبة المترتبة على الجهل من التسول والتشرد لاكتساب مهن لدخل الأسرة.
وشكرت سماح مركز السودان للمتلازمة داون وعلى رأسهم مدير المركز ابتهاج لاستجابتهم للتوجيهية لجلوس هؤلاء الأطفال للامتحان، وتابعت: “والشكر بعد الله أيضاً للسيد مدير الشؤون التعليمية بالمحلية والسيد مدير التربية الخاصة والدكتورة سوسن عوض مديرة التربية الخاصة بالولاية وجميع من ساهم في نجاح الإجراءات”.
وعي الأسر
من جانبه قال مدير مدرسة دار السلام المغاربة بنين أستاذ خالد كنزي إن طلاب متلازمة داون متميزين من حيث الانضباط والنظافة والسلوك الطيب وأضاف أنه أول عام يجلس ممتحنون من طلاب متلازمة داون لامتحان شهادة الأساس وأشاد باهتمام المركز بالطلاب، كما ذكر أنه لم تكن هناك صعوبات من وزارة التربية والتعليم في إجراءات أرقام جلوس الممتحنين.
وأشار كنزي إلى أن جلوس طلاب متلازمة داون للامتحان يعتبر خطوة وعي للأسر والمجتمع.