تحالف الشيوعي الجديد .. هل سيقع (الطلاق) البائن بين قوى الثورة؟

لم تزل القوى السياسية في البلاد تسعى لإنهاء الانقلاب واستعادة المسار الديمقراطي رغم الخلاف في ما بينها الا أنها تلتقي في هذا الهدف، حيث تسعى قوى سياسية خرجت من تحالف الحرية والتغيير في السابق على رأسها الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين، لعمل تحالف جديد تحت مسمى تحالف التغيير الجذري، وأكد متحدثون لـ(اليوم التالي) أن التحالف يسعى لتغيير بناء الدولة وفق أيديلوجيا الحزب الشيوعي، وقالوا إن التحالف أكثر حضوراً في الشارع السوداني، وذلك لوقوفه القوي والمقاوم مع جماهير الشعب ويعبر عن قضاياه الثورية التي لا يمكن مساومتها، وأن الساحة السياسة مقبلة على سيناريوهات عديدة من الصراع السياسي الذي سيأخذ أشكالاً جديدة غير التي كانت في فترة ما بعد الثورة.
أيديلوجيا جديدة
يقول رئيس مكتب السياسات في حزب الأمة القومي إمام الحلو إن تحالف قوى التغيير الجذري اصطفاف جديد خارج إطار القوى السياسية التي تنادي بإنجاز التحول الديمقراطي وأوضح أن التحول الجذري يعني إعادة بناء هيكل الدولة على أسس جديدة قائمة على أيديلوجيا الحزب الشيوعي الماركسية اللينينية المعروف الحزب الشيوعي بها، وقال الحلو في تصريح لـ(اليوم التالي) إن التغيير الشيوعي عملية مختلفة عن العملية التي تدعو لها معارضة القوى السياسية الوطنية للانقلاب التي تتمثل في ضرورة استعادة شرعية الحكم المدني الخالص وعودة المؤسسة العسكرية الى الثكنات وعدم ممارسة السلطة والسياسة في المرحلة الانتقالية وإعادة ترتيبات المرحلة الانتقالية قائمة على شرعية جديدة وعلى استكمال مهمام الانتقال لإحداث التحول الديمقراطي وبحسب إمام أن التحالفات متفقة مرحلياً حول إنهاء الانقلاب ومعارضته مضيفاً: في هذا الإطار يمكن التنسيق بين التحالفات لإنهاء الانقلاب واستعادة شرعية المرحلة الانتقالية وأن الترتيبات الدستورية يمكن الاتفاق عليها عند الانتخابات كل يعرض برنامجه ورؤيته وما يراه مناسباً والقرار للشعب السوداني، وتابع: إلى ذلك الحين هناك حاجة للتنسيق بين القوى السياسية بما فيها التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى النقابية وكل القوى الساعية للتحول الديمقراطي المدني وإنهاء الانقلاب، واعتبر رئيس مكتب السياسات ذلك سهل في حال تم وضع تصور سريع للتنسيق بين المكونات السياسية في ظل تأكيد المكون العسكري عبر البيانات أنه غير راغب في مواصلة الحكم، ودعا الجبهة الثورية لمعالجة الخطأ السياسي والاستراتيجي بانحيازها للانقلاب بحجة المحافظة على اتفاق سلام جوبا والترتيبات الأمنية وقال: الآن الانحياز أصبح غير مجدٍ، وذلك لإعلان الجيش تسليم سلطة الحكم للمدنيين وطالبها بمراجعة موقفها والاسطفاف مع قوى الحرية والتغيير والعمل معها لوضع ترتيبات دستورية جديدة قائمة على شرعية جديدة لاستكمال المرحلة.
طلاق قوى ثورية
إن الساحة السياسة في السودان مقبلة على سيناريوهات عديدة من الصراع السياسي الذي سيأخذ أشكالاً جديدة غير التي كانت في فترة ما بعد الثورة، سيما وأن الحزب الشيوعي عبر أكثر من مرة بأنه فارق الخط التكتيكي الذي كان متصلاً مع قوى ثورية أخذت مساراً سياسياً معارضاً لأهداف الثورة وعملت ضد رؤية إعلان الحرية والتغيير بحسب بيانات الحزب.. هكذا علق المحلل السياسي عبدالقادر محمود في حديثه لـ(اليوم التالي)، وقال إن تحالف قوى الثورة الجذرية الذي دشنه الشيوعي بداية “طلاقه البائن” بين القوى الثورية الأخرى خاصة قوى الحرية والتغيير، لجهة أن التحالف يتشكل من قوى ثورية لا يستهان بحجمها وتأثيرها على الشارع، وأكد أن القوى الجذرية أكثر حضوراً في الشارع السوداني وذلك لوقوفها القوي والمقاوم مع جماهير الشعب وتعبر عن قضاياه الثورية التي لا يمكن مساومتها البتة، بجانب ضم التحالف قوى ثورية مسلحة، مثل الحركة الشعبية بقيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور اللتين لم توقعا على اتفاق جوبا ووصفوه بأنه معيب وقاصر عن مخاطبة القضايا الجذرية في السودان.
صب زيت على النار
وبحسب عبدالقادر أن التحالف الجديد سيكون أكثر حظاً في تبوء المشهد السياسي ويعمل بكل ما أوتي من قوة ثورية على إجهاض جهود التسوية التي قطعت شوطاً كبيراً نحو فترة انتقالية جديدة، ونوه إلى أن التحالف سيتعرض لمواجهة ورفض شديد من قبل القوى الإقليمية والدولية التي لا تخفي دعمها السخي لقوى الثورة الناعمة، وذكر أن الرفض يعقد المشهد السياسي الراهن بإضافة مزيد من الصعوبات في طريق حل الأزمة سياسياً وتجنب البلاد خطر الزوال، وبحسب محمود أن أي حلول للأزمة القائمة لا تشمل تحالف القوى الجذرية، تكون بمثابة صب زيت على النار وإشعال للشارع حتى الإسقاط الكامل لقوى التسوية والرؤية الغربية لبناء السودان.

فلاش باك
دشن الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين، وأسر الشهداء، ومفصولو الشرطة تحالفاً سياسياً جديداً لإسقاط الانقلاب العسكري واستلام السلطة بالمركز والولايات، التحالف يضم كل القوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة المؤمنة بالتغيير الجذري، والرافضة لأفكار التسوية مع الانقلاب، وبحسب الشيوعي فإن الأوضاع تدهورت إثر ذلك على مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يستدعي توحد القوى الثورية الحية لإسقاط الانقلاب واستلام السلطة وتنفيذ مشروع تغيير جذري شامل، وقال إن برنامج التغيير الجذري يقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية قطاعياً ومناطقياً وإنهاء الحرب واستدامة السلام، وعدم التفريط في سيادة البلاد ومواردها، عدا عن التشديد على ضرورة تحقيق التداول السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، وأضاف أن التحالف سيضم الأحزاب السياسية المؤمنة بفكرة التغيير الجذري والنقابات ولجان المقاومة والتنظيمات المدنية التي حملت السلاح دفاعاً عن قضايا مناطقها، دون ذكر أسماء تلك الأجسام مباشرة، وأكد أن قوى الحرية والتغيير لن تكون جزءاً من التحالف لأنها تمثل مصالح طبقات اجتماعية متعايشة مع النهج السياسي الاجتماعي الذي أورد البلاد موارد طوال أكثر من 60 عاماً من الاستقلال البلاد.

Comments (0)
Add Comment