رأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ أن اقتحام آلاف المتظاهرين للمنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، يبعث رسالة برفض هؤلاء المتظاهرين لوجود رئيس وزراء موالٍ لإيران في العراق، كما أنه يؤكد على أن الزعيم السياسي مقتدى الصدر لم ينسحب من المشهد السياسي بشكل كامل.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”اقتحم آلاف المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناهضة لإيران مقر الحكومة العراقية واحتلوا مبنى البرلمان؛ احتجاجًا على الفساد وترشيح محمد سوداني ليتصدر قائمة المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء في العراق“.
وأضافت: ”المتظاهرون الموالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر حطموا الجدران الحجرية واقتحموا المنطقة الخضراء، التي تضم العديد من الوزارات الحكومية والسفارة الأمريكية، دون أن يتعرضوا لأي عنف من جانب قوات الأمن“. ومضت تقول: ”احتل المتظاهرون مبنى البرلمان وجلسوا على مقاعد النواب ورفعوا الأعلام العراقية في مشهد فوضوي، ولكن دون عنف، استعرضوا خلاله القومية العراقية والاحتجاج على ترشيح محمد سوداني، مرشح كتلة الإطار التنسيقي، وهو تحالف للأحزاب الشيعية المدعوم من إيران، لرئاسة الوزراء“.
وتابعت: ”هذه الاضطرابات ترتقي إلى كونها تحذيرًا بوجود المزيد من الاحتجاجات إذا تم تشكيل الحكومة برئاسة محمد سوداني، الذي يرى على نطاق واسع أنه وثيق الصلة من رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، الحليف الوثيق لإيران، والخصم اللدود لمقتدى الصدر“.
إلا أن سوداني تعهد بعدم سحب ترشحه لرئاسة الوزراء، وقال في بيان صادر عن مكتبه، إن الترشح مسؤولية كبيرة لنا جميعًا من أجل إنقاذ العراق من الموقف الحالي.
وأردفت ”وول ستريت جورنال“: ”يعاني العراق من مأزق سياسي منذ فشل أنصار الصدر في تشكيل حكومة، رغم الانتصار في الانتخابات في أكتوبر الماضي، بعد حملة انتخابية تعهدوا خلالها بمحاربة الفساد والحد من النفوذ الإيراني داخل العراق“.
وأضافت: ”انسحب الصدر مؤخرًا من العملية السياسية مع أنصاره في البرلمان، الذين تقدموا باستقالات جماعية؛ ما مهد الطريق أمام تكتل الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة، حيث يضم الإطار التنسيقي حزب نوري المالكي، الذي كان سوداني عضوًا سابقًا فيه“.
ورأت ”وول ستريت جورنال“ أن المظاهرات بمثابة مؤشر على أن مقتدى الصدر لا ينوي الانسحاب من المشهد السياسي بشكل كامل، وربما يسعى لمنع تكتل الإطار التنسيقي من اختيار رئيس الوزراء القادم.
ونقلت عن ”كيرك سويل“، المحلل في Utica Risk Services مؤسسة المخاطر السياسية التي تركز على الشرق الأوسط، قوله إن الاحتجاجات التي شهدتها بغداد أمس تمثل رصاصة تحذيرية بأن مقتدى الصدر لا يوافق على ترشح سوداني لرئاسة الوزراء.
وأردف: ”تنبع قوة سوداني من أنه مرشح غير مثير للجدل داخل مؤسسة الأحزاب الشيعية والسنية والكردية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يتم انتخابه إذا لم يحشد أنصار الصدر الشارع العراقي ضده“.