:: بغرب كردفان قرية ذات كثافة سكانية عالية تُسمى ( اُم قرناً جاك)، و تجاورها قرية صغيرة تسمى (مومو)..و يقال أن نميري زار تلك المنطقة، فاحتشدت القرى لاستقباله، وكان أهالي ( أم قرناً جاك ) يحملون لافتات الترحيب الضخمة و يهتفون يصوت جهير: ( أم قرناً جاك تحي الثورة )، و بجوارهم أقلية القرية المجاورة تكمل الهتاف بصوت هامس : ( مومو كمان)..!!
:: ويبدو أن المجلس المركزي لقوى الحرية لم يعد يملك قراره، و انتهج السير خلف الآخرين مع ترديد هتافاتهم بلسان حال قائل ( نحن كمان).. وعلى سبيل المثال، بعد غزوة ذات الطاحونة بباشدار، أعلنت لجان المقاومة عن مليونية 31 يوليو.. ولثقتهم في نجاح مليونيات لجان المقاومة، أصدر نشطاء قوى الحرية بيان المشاركة في مليونية 31 يوليو بلسان حال قائل : ( نحن كمان)..!!
:: وقبل أن يكونوا صحبة راكب في مليونية (31 يوليو) ، ساروا وراء نعمة الباقر ايضاً حين أجرت تحقيقياً عن تهريب الذهب.. فالشركات الروسية لم تدخل السودان بعد (25 كتوبر)، بل منذ عهد المخلوع وطوال عهد حمدوك.. ولو كان نشطاء حمدوك رجال دولة – ومسؤولين فعلاً – لبادروا بكشف التهريب والحديث عنه وهم في السلطة، بدلاً عن إنتظار نعمة الباقر ثم السير خلفها وهم يهتفون : ( نحن كمان)..!!
:: ثم يتواصل سير نشطاء الحرية والتغيير خلف الآخرين..ولعلكم تتابعون ظاهرة الترشيحات لمنصب رئيس الوزراء، بحيث تصحى يومياً وتجد أحدهم قد أصبح مرشحاً لرئيس الوزرء، ولا تدري من الذي رشحه؟، و كيف رشحه؛ و لمن رشحه؟.. فالترشيح لرئيس الوزراء آلية لم يتم التفاوض و الاتفاق عليها ، وما يحدث حالياً نوع من التسويق ليس إلا..!!
:: نعم، فالبعض يسوّق نفسه لمنصب رئيس الوزراء أو للمنظمات والجمعبات الدولية .. وكما تعلمون فإن لقب المرشح لرئيس الوزراء – كما لقب رئيس الوزراء السابق – مرغوب في سوق المنظمات والجمعيات الدولية ..وربما هؤلاء – من يرشحون أنفسهم لرئيس الوزراء – يسوقون أنفسهم للمنصب أو لمنظمات الفرنجة، وهذا مشروع، و ليس في الأمر عجبْ ..!!
:: ولكن العجب هو أن قوى الحرية تسير خلف من يسوقون أنفسهم أيضاً.. فلنقرا ما يلي : ( قوى الثورة ستعلن خلال أسبوعين ترتيبات دستورية جديدة ورئيس وزراء مدني، لوضع العسكر أمام الأمر الواقع)، محمد الفكي سليمان، في مقابلة مع (سودان تربيون)..فالنشطاء أعجبهم ركض مضوي الترابي وآخرين إلى (سوق الترشيحات)، فركضوا وراءهم بلسان حال قائل (نحن كمان)..!!
:: الفكي يعلم بأن اعلان رئيس الوزراء لن يتم إلا عبر آلية تتفق عليها كل القوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني، و يعلم أن هناك مشاورات – معلنة و سرية – يقودها حاكم دارفور مناوي و آخرين، لتشكيل الحاضنة السياسية لحكومة رئيس الوزراء، و يعلم بأن هذه الحاضنة هي آلية الاعلان الوحيد .. الفكي يعلم كل ذلك، وأكثر من ذلك، ومع ذلك يخدع الناس بقوله (قوى الثورة ستعلن) ..!!
:: و المُضحك؛ عندما سألته الصحيفة عن قوى الثورة، قال : ( انها الحرية والتغيير، و حركات اتفاق السلام، ولجان المقاومة، وكيانات أخرى تقاوم الانقلاب).. لقد صدق، حركات الكفاح المسلح تقاوم الانقلاب، وتطلق الرصاص على نفسها؛ ليدفنها الفكي .. على كل حال، حركات الكفاح المسلح؛ مع القوى السياسية الأخرى؛ هي التي ستعلن رئيس الوزراء، ومعها جماعة ( نحن كمان)..!!
:: وبالمناسبة، توقع محمد الفكي إلغاء المجلس السيادي في الترتيبات الجديدة، و هذا ليس بحاجة إلى توقعات، فالبرهان أعلن الإلغاء قبل أربعة أسابيع، والفكي يعلم ذلك، ولكنه يتمادى في الهتاف : ( مومو كمان) ..!!