«كولمبيا جاكسون».. عصابات إجرامية وتروع المواطنين

شجار بين عصابتين بسلاح ناري وسكاكين.. «كولمبيا جاكسون» ..عصابات إجرامية تسيطر على المنطقة وتروع المواطنين مساءً

رصدت كاميرا (الحراك) الأسبوع الماضي شجارا بين مجموعتين من العصابات الإجرامية بموقف جاكسون الذي اشتهر باسم (كولمبيا جاكسون) استخدمت فيه سلاحا ناريا وأسلحة بيضاء.. الشجار تسبب في حالة هرج ومرج وذعر واضح وسط المواطنين خاصة الفتيات والأطفال تدافعوا جميعهم للخروج من ساحة معركة العصابات.. مثل هذا الشجار يتكرر بوتيرة شبه يومية بين العصابات وكأننا بإحدى دول أمريكا اللاتينية وليس السودان .. العصابات بلغت بها الجرأة لارتكاب جرائمها نهارا جهارا بل إن بعضهم عندما يخطف موبايل او حقيبة فتاة لا يهرب بل يتحدى كل من يحاول ملاحقته من المواطنين الذين يتمتعون بقدر من الشهامة بإشهارهم السلاح الأبيض في وجوه من يحاولون الإمساك بهم فيتراجعون خوفا على حياتهم .. كما تكشف (الحراك) مخابئ واوكار هذه العصابات التي يخبئون فيها مسروقاتهم ويتعاطون ويروجون فيها المحرمات من مخدرات وخرشة وخمور بلدية وسلسيون .. هذا التحقيق المصور يكشف المزيد
خطورة العصابات
باتت تشكل بعبعا للمارة لما فيها من ظواهر سالبة في الأصل..هياكل لمباني تحت التشييد ساعدت على استخدامها بؤرا للتخزين أشبه بالوكر الآمن لمعتادي الخطف والنهب ومروجي المخدرات..واصبح عصيا على المواطنين المتجهين من الأستاد قبالة جاكسون العبور كالمعتاد سابقا وذلك بسبب تعرضهم لمخاطر العصابات التي تتمركز داخل تلك الهياكل وقت الذروة المسائية التي يتجه فيها الركاب الى داخل الأستاد سواء أكان من المدخل الجنوبي المؤدي الى موقف جاكسون الذي يضم خطوط أمدرمان وايضا خطوط مناطق الخرطوم المختلفة.. الى جانب زقاق الوسط المكتظ بالفريشة والباعة ورغم ذلك تتسلل عصابات الخطف والنهب نحو ركاب الموقف لنهب وخطف الموبايلات وحقائب اليد خاصة من النساء وطالبات الجامعات وهن أكثر الضحايا.. الإمتداد الهيكلي لتلك المساحة يكاد يغطي الاتجاهين الغربي والجنوبي لموقف جاكسون والمدخل له الى جانب المخرج المتجه صوب الاستاد ايضا لذلك توجد به العديد من بائعات الشاي والقهوة وايضا الأكلات الشعبية ولكنهن بحسب إفادات بعضهن فالنهب يهدد رزقهن الى جانب عدم قدرتهن على الاعتراض على تلك الظواهر لخوفهن من إيذاء هذه العصابات لهن ولذلك يلذن بالصمت..فهن شاهدات لم يشهدن شيئاً!!
بؤرة إجرامية
الأسوأ من ذلك ان العديد من الصبيان والشباب اليافعين يعملون في ترويج المخدرات وبيعها ما أكسب ذلك المكان اسم (كولومبيا جاكسون).. أحد شهود العيان، ويعمل موجها تربويا كشف لـ(الحراك):
“صغار السن الذين يتسكعون في هذه البؤرة الإجرامية المشهورة بـ(كولمبيا جاكسون) هم في الأصل فاقد تربوي فقدوا مقاعدهم بالمدارس، وما يقلق في الأمر ان هنالك شبابا يدرسون في الجامعات وخريجين عطالى اعتادوا الجلوس بتلك الأماكن ربما بقصد تناول المخدرات والحبوب، وربما بيعها وترويجها، وربما تعاطي الشيشة، وجلسات تناول الشاي والقهوة الظاهرة للعيان تخفي (بلاوي) خاصة أن المكان يجاور من الناحية الخلفية ناديا يكتظ بمتعاطي الشيشة.. وكموجه تربوي اناشد عبر الصحيفة الجهات الأمنية المختصة بمثل هذه الظواهر حماية شبابنا وطلابنا من هذه البؤرة الاجرامية التي اصبحت تفسد عقول واخلاقيات شبابنا امل مستقبل هذا الوطن العزيز”.
تفاصيل معركة
رصدت (الحراك) شجارا مباشرا دار بين مرتادي كولومبيا استخدمت فيه الأسلحة البيضاء (السكاكين) ، ولم يتردد آخر في استخدام السلاح الناري وعلى بعد متر من الحادثة استطعنا التقاط صور توضح مرحلة الشجار وهرولة المواطنين الى الأطراف بموقف جاكسون خوفا من التعرض للنهب والأذى، ذلك أن معظم المشاركين في الشجار في حالة اللاوعي وتحت تأثير المخدرات والخمر، هم سكارى ومخدرون يتمايلون ويلوحون تفوح منهم رائحة الدخان والخمر زاكمة الأنوف ومنهم متعاطي (السلسيون) وهم من الفئات الأصغر سنا..بؤرة كولمبيا الاجرامية تمثل مركزا لعصابات خطف الشنط والموبايلات من النساء والبنات.
وبدأت المشاهد تتصاعد عندما استل أحد المتشاجرين آلة حادة (سكين) وبدأ يلوح بها مهددا الجميع دون أن يرمش له جفن فتدخل البعض لفك الخناق الذي سرعان ما احتدم مجددا وذلك بعد أن أخرج أحد أطراف الشجار سلاحه وأطلق عيارا ناريا زاد رقعة الصراع وضاعف الرعب وسط المارة والركاب بموقف جاكسون الذي سرعان ما تحول لساحة معركة الخاسر الأول فيها الذي لاحول له ولاقوة المواطن، وذلك بسبب الشجار الذي نشب بمنطقة كولومبيا جاكسون التي سميت بذلك على غرار كولومبيا شارع النيل نسبة للفوضى التي كانت دائرة هناك.. فكل الممنوع والمحرم قانونياً متاح هنا حيث أصبحت هذه البقعة تشكل بؤرة للجريمة بمختلف أنواعها من حيث تجارة المخدارت الرائجة بكل أنواعها، والتعاطي فالسكارى والمخدرون يسيطرون على الوقع تماما.. وحتى بعد إطلاق الطلق الناري لم تأت الى المكان أي قوى شرطية وهو ما أدهش المارة وركاب الحافلات
المحررة
بعد جولتنا الميدانية السريعة لمنطقة (كولمبيا جاكسون) ننبه انها اصبحت تشكل خطرا ماحقا على شبابنا وعلى المارة الذين يرتادون تلك البؤرة خاصة بعد الرابعة عصرا وحتى بداية المساء، وللحق هناك حملات تشنها الجهات الأمنية على المنطقة لكنها كشات (خجولة) وغير مستمرة ولذلك سرعان ما تعود الظاهرة مرة أخرى.. فالأمر يحتاج لحملات مستمرة ونقاط ارتكاز ثابتة بالموقع المذكور لإيقاف هذه التفلتات الأمنية عند حدها وحتى لا تعاود هذه العصابات الاجرامية نشاطها الإجرامي مرة أخرى.

كولومبيا جاكسون
Comments (0)
Add Comment