:: شئ ما يحدث في تحالف قوى الحرية.. قبل أن يجف مداد تصريح محمد الفكي حول ترشيح تحالفهم لرئيس الوزراء خلال أسبوعين، خرج وجدي صالح( نافياً)، و موضحاً بأن اختيار رئيس الوزراء سابق لأوانه، و ( أن قادة الانقلاب هم من يروجون لترشيحات رئيس الوزراء).. قالها هكذا، علماً بأن الفكي الذي يروج الترشيح مع آخرين ليس من قادة الانقلاب، ولكن هكذا دائماً تصريحات وجدي، وكأنه يفتح فمه – للاعلام – ليخرج الحديث ( لا إرادياً)، أي بلا ترتيب أو تنظيم أو معنى ..!!
:: و ليس وجدي فقط، بل خرجت أيضاً حركة القوى الجديدة الديمقراطية ( حق)، و نفت قيام أجهزة الحرية والتغيير المختصة بمناقشة اختيار رئيس وزراء أو حكومة جديدة، دع عنك الاتفاق عليه وإعلانه خلال أي فترة..تأملوا، لم يناقشوا فكرة الاختيار في حد ذاتها، ناهيكم عن الاعلان .. ثم قالت حركة حق بالنص : (تصريحات محمد الفكي استمرارٌ لمنهج اختطاف القرار)، وهذا الاتهام مؤلم لمن يعرف أبجديات السياسة، ولكن النشطاء لايشعرون به..منهج اختطاف القرار – في قوى الحرية – هو المسمى شعبياً ب ( أربعة طويلة)..!!
:: نعم، أربعة أحزاب متهمة بطبخ قرارات التحالف، وهي حزب البعث و تجمع الاتحاديين و المؤتمر السوداني، ثم حزب الأمة الذي يتبعهم باحسان، منعاً لإنقسام آخر .. و الشاهد ، ظلت قوى الحرية تنفي تهمة إختطاف القرار، أو في الحقيقة ظلت الثلاثة أحزاب تنفي تلك التهمة، بيد أن حزب الأمة كان يطالب بالعودة إلى (منصة التأسيس)، لفك و تركيب و ترتيب أحزاب التحالف حسب الأحجام و الأوزان .. وعلى كل حال، بشهادة حركة حق، ما كان منفياً بالأمس أصبح اليوم في حكم التأكيد؛ أي هناك أربعة طويلة بالتحالف..!!
:: وبالمناسبة .. لولا بيانها الغاضب، لما عرفت بأن حركة حق من أعضاء تحالف قوى الحرية، و مثل السواد الأعظم من الناس كنت أظن بأن قوى الحرية هي فقط الأحزاب الأربعة و ياسر عرمان .. شكراً لحركة حق على المعلومة، ولكن يبقى السؤال المهم، كم عضواً في تحالف قوى الحرية والتغيير حاله مثل حركة حق؟، أي آخر من يعلم بما يحدث في التحالف، ثم يتفاجأ بالقرارات، بما فيها قرار بحجم الاعلان عن رئيس وزراء حكومة بلد ..؟؟
:: المهم .. شئ ما يحدث في تحالف قوى الحرية، و هناك مثال آخر ..فجأة، صار حزب المؤتمر السوداني يجاهر بما كان من محرمات قوى الحرية، بحيث يقول نور الدين بابكر، الناطق الرسمي باسم المؤتمر السوداني، في حوار مع الإنتباهة : (نحن ننظر إلى إسرائيل بأنّها دولة مهمة، ويجب أنّ نصل معها إلى تفاهمات، ومنافع المشتركة، فلسطين لم تعد قضيتنا المركزية)..هذا الموقف الصارخ بمثابة تغريد خارج سرب تحالف قوى الحرية..!!
:: لعلكم تذكرون، في أغسطس 2020، عندما خطى البرهان و حمدوك نحو بضعة خطوات إسرائيل، هاجت قوى الحرية، و اجتمعت – في منزل إبراهيم الشيخ – ثم أصدرت بياناً غاضباً، جاء فيه : (التطبيع مع إسرائيل ليس من صلاحية الحكومة الانتقالية).. هكذا رفضوا التطبيع، طاعة حزب البعث..ولذلك من كرامات المرحلة أن يشق المؤتمر السوداني عصا الطاعة و يطالب بالتفاهمات مع إسرائيل؛ وطبعاً التفاهمات هي ابنة عم التطبيع.. وعليه، ربما قضايا الأمة العربية – ذات الرسالة الخالدة – شغلت علي الريح السنهوري لحد العجز عن السيطرة على قوى الحرية، ولذلك ( إنبشقت) الترشيحات و التفاهمات و غيرها من المضحكات و المحرمات..!!