“الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق” هذه القصيدة للشاعر المصري حافظ إبراهيم التي تحمل عنوان – العلم والأخلاق – أكدت بما لا يدع مجالاً أن الأم هي محور النجاح وسر تفوق الأبناء في امتحانات الشهادة الصغرى والكبرى.
للنجاح طعم مختلف وللأمهات دور كبير في ذاك التفوق المبهر لأبنائهن، يسهرن ولا يرتحن إلا عندما يحرزون الدرجات العليا في امتحانات الشهادة السودانية، وشهادة الأساس والغالبية من الأمهات يلعبن كل الأدوار وحدهن دون الاستعانة بآخرين فهي تكابد وتسهر وتشجع أبناءها على المذاكرة وتوفير كافة المعينات اللازمة وتهيئة المناخ، إلى جانب المتابعة والمراقبة.
اليوم التالي التقت عدداً من أمهات الناجحين في امتحانات شهادة الأساس هذا العام، واستطلعتهن وسط الزغاريد حول هذا الدور العظيم وسر التفوق..
أحاول أن أخلق لابنائي ترفيهاً خاصاً
قالت د. إيمان الطيب فضل السيد، والدة الطالبة المتفوقة “مآب أمين علي” والتي أحرزت مجموع 277 واحتلت المركز الثالث على مستوى ولاية الخرطوم :
أنا كأم أحاول أن أجمع ما بين العلوم التي درستها والمهارات المكتسبة من خلال عملي في تربية وتعليم أبنائي، وأجتهد كي أكون أماًِ متوازنة في حثهم على التعليم والدراسة، وأحاول أن أتركهم يستشعرون مسؤوليتهم تجاه التعليم ودائماً أقول لهم “أنا درست زمان و دراستكم و نتائجكم الآن ليست لي وإنما لأنفسكم” رداً على مقولة – قرأت لك وحفظت لك
وأردفت إيمان تقول : أنا أحاول أن أخلق لابنائي ترفيهاً، خاصة ابنتي التي تفوقت في الصف الثامن حتى تكون لهم همة عالية في وقت الدروس، و نسبة لعدم استقرار الأوضاع في السودان كنت أحاول الترفيه بمشاهدة التلفاز أو ألعاب تجمعنا معاً، و قبل الامتحان بأسبوع خصصت لها يوماً ترفيهياً لها لوحدها، و كان له أثر جميل على نفسها والحمدلله كانت مآب على قدر المسؤولية والثقة..
في ذات السياق قالت ” أمل عادل” والدة الطالب المتفوق “سامي ياسر سامي” أساسية مهاجر الخاصة : إن أبنها أحرز نسبة 218 درجة في امتحان شهادة الأساس وأنا فخورة به واجتهدت كثيراً حتى أوصلهم لهذه المرحلة من النجاح، وأضافت : الأم هي من تقوم بالتربية وتهيئة الأجواء للدراسة، وتحافظ على أكلهم وشربهم ودعمهم وتشجيعهم وتحفيزهم، كما تحرص على متابعة دروسهم والتواصل مع المدرسة والمعلمين مما يساعد على نجاحهم أكاديمياً لذلك يرجع الفضل في النجاح والتفوق..
في ذات الصدد قالت فاطمة إبراهيم صالح، والدة “نماز أحمد عثمان احيمر” أنها
كانت تحمس ابنتها على القراءة وقامت بإدخالها دروس خصوصية ولم تكن تتوقع حصول ابنتها على تلك الدرجة العالية، خاصة أن ابنتها لم تهتم في البداية بالامتحانات النهائية، وبدوري كنت أضغط عليها حتى أحرزت نسبة عالية بمجموع ٢٢٠ درجة من مدارس القبس وأنا سعيدة جداً بنسبتها، وكانت لدي ثقة كبيرة في أن الفرح والحصاد الذي بذلناه سنجده والحمدلله..
قد يكون الأب له دور في تربية وتعليم الأسرة؛ ولكن في الواقع أن الأم لها القدح المعلى في نجاح وتفوق الأبناء بشهادة الجميع..