اجتاحت سيول قوية عددا من مناطق شمال وغرب ووسط السودان، وجرفت قرى ومشاريع زراعية بأكملها، ما تسبب في أضرار وخسائر كبيرة.
وغمرت مياه السيول في ولاية نهر النيل 4 قرى على الأقل، وأحدثت دمارا كاملا لـ600 منزل، وأدت لنفوق المئات من الماشية التي يعتمد السكان المحليون عليها في معيشتهم.
وقطعت السيول طريقين رئيسيين يربطان شمال السودان وغربه بالعاصمة الخرطوم، كما اضطر سكان بعض القرى الواقعة في شمال البلاد للنزوح إلى أماكن بعيدة عن مجرى السيول في ظل أوضاع صحية وإنسانية بالغة الصعوبة.
وتتزايد المخاوف في السودان من تكرار المشكلات المزمنة التي نعاتي منها معظم المدن والقرى النائية في موسم الخريف في ظل مؤشرات بهطول أمطار غزيرة خلال الأسابيع المقبلة.
وتعطلت حركة المرور الثلاثاء في الكثير من مناطق العاصمة الخرطوم بعد هطول أمطار غزيرة الاثنين، وقضى معظم السكان ساعات طويلة في محاولة إخراج المياه من منازلهم، وفتح منافذ تمكنهم من الوصول إلى أماكن الخدمات اليومية.
وعادة ما يشهد موسم الخريف سيولا جارفة تؤدي في العادة إلى قطع عدد من الطرق القومية أبرزها الطريق الرابط بين موانئ الصادرات والواردات الرئيسي على البحر الأحمر ومدن البلاد الأخرى والذي يمر عبر عطبرة في ولاية نهر النيل.
وحول الأسباب التي تؤدي إلى تكرار مثل هذه السيول، أكد منتصر مأمون مصطفى، الخبير في مجال البنية التحتية، وجود الكثير من أوجه الخلل المتعلقة بالتخطيط والصرف الصحي والتي تحتاج إلى معالجة شاملة وفق خطة مدروسة يوفر لها التمويل المطلوب.
وقال مصطفى في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن حل أزمة البنية التحتية “يحتاج إلى إرادة سياسية تنطلق من إيمان عميق بأهمية البنية التحتية باعتبارها تشكل حجر الزاوية لأي خطط تنموية أو تطويرية على مستوى المدن والأرياف”.
وتبدو الأزمة في الأرياف والمناطق البعيدة من العاصمة أكبر، حيث يعاني السكان من نقص الخدمات الصحية وتردي الأوضاع البيئية ما يؤدي إلى تفشي أمراض مثل الملاريا والإسهال وحمى التيفوئيد والكوليرا وغيرها.
وعن الوضع في ولاية نهر النيل الواقعة شمال الخرطوم، قال حاتم محمد، الناشط في إحدى المنظمات التطوعية، والتي تقدم العون لضحايا السيول والفيضانات، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يشهد الوضع في الولاية تدهورا كبيرا بسبب السيول التي اجتاحت عددا من مناطق الولاية. الكثير من سكان القرى المتأثرة بالسيول، يبيتون الآن في العراء في ظل صعوبات كبيرة تواجه المنظمات الإنسانية”.
وفي ظل تدهور البنية التحتية في البلاد، تتزايد المخاوف من تكرار مآسي الخريف السنوية، حيث تضرر في العام الماضي أكثر من 18 ألف منزل ونحو 90 ألف مواطن، من موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم ولايات البلاد.
وبحسب رامي الشيخ، العضو في منظمة “نفير” الشبابية التي تعمل على درء مخاطر السيول والفيضانات، فإن معظم المناطق التي تتضرر في الخريف تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية وانقطاع الطرق.
وأوضح الشيخ لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه وفي ظل ضعف البنية التحتية لتصريف المياه، يتسبب موسم الخريف في أوضاع خطيرة يتضرر منها بشكل كبير الأطفال وكبار السن بسبب انتشار الأمراض، الناجم عن زيادة الناموس والحشرات.
ووفقا لتقارير هيئة الأرصاد الجوية، فإنه من المتوقع هطول أمطار أعلى من المعدل السنوي العام خلال الأسابيع المقبلة في ولايات البلاد الوسطى والغربية والشرقية وبعض المناطق الشمالية الغربية من العاصمة الخرطوم التي قد تكون أكثر تأثرا بالفيضانات الموسمية الناتجة عن التدفقات القادمة من الهضبة الإثيوبية عبر النيل الأزرق.