بدأت، اليوم السبت، أولى فعاليات مبادرة ”نداء أهل السودان“ التي يقودها رجل التصوف الشيخ الطيب الجد ود بدر، لحل الأزمة السياسية في السودان بعقد ”مؤتمر المائدة المستديرة“ في العاصمة السودانية الخرطوم.
وتفاوتت ردود الفعل تجاه المبادرة، بين مؤيد ومعارض، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية السودانية.
واتهم معارضو المؤتمر، القوى السياسية المشاركة بأنها تنتمي للنظام السابق، بينما يراها مؤيدوها، بأنها محاولة جادة للوفاق الوطني وجمع السودانيين بعد شقاق.
وتركز ”المائدة المستديرة“ على مشاركة ممثلين لجميع أهل السودان بغية التوصل إلى توافق على رؤية لإدارة المرحلة الانتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة وصولًا إلى انتخابات حرة.
قضايا حقيقية
ويؤكد القيادي بحزب الأمة القومي عبد المطلب عطية، أن ”المبادرة لن تقود إلى حل الأزمة السودانية، لأنها لم تطرح بطريقة بها شمول وقبول“.
ويشير عطية في حديث لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”المبادرة بنيت على استقطاب، وأنها مؤيدة لانقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر، إضافة إلى أنها لم تناقش القضايا الحقيقية للثورة، لذلك فإن المعايير الحقيقية لنجاحها غير متوافرة“.
باب الحوار
وقال العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الجمعة، إن المبادرة، ”وسّعت وستوسع باب الحوار، وفتحت آفاقه لكل السودانيين وفقًا للوكالة الرسمية للأنباء ”سونا“.
وأوضح أبو هاجة أن المبادرة لن تقصي أحدًا، وستصبر على الحل والحوار لأن الهدف أنبل وأسمى.
وأكد أن المبادرة تمثل مرتكزًا أساسًا يأتي في ظرف تاريخي استثنائي يحتم علينا الانتباه لقضية الوطن.
مضيعة وقت
وقال القيادي بائتلاف الحرية والتغيير المعز حضرة، إن ”أهل المنطق يقولون إن البدايات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، فلا يمكن أن يكون من كانوا سبب الأزمة أن يكونوا هم سبب الحل“.
ورأى حضرة في تصريح لـ“إرم نيوز“، أن ”قائد المبادرة الطيب الجد ينتمي للنظام السابق والجبهة الإسلامية القومية والمؤتمر الوطني، ومن المؤيدين للرئيس المخلوع“.
واعتبر أن ”المبادرة وُلدت ميتة، وأن المؤيدين لها من فلول النظام السابق يبحثون عن أحلام ضائعة وكراسٍ جرفتها ثورة كانون الأول/ ديسمبر المجيدة“.
وقال إن ”هذه المبادرات أشبه بمبادرات الرئيس المخلوع التي لم تؤتِ شيئًا“.
ولفت حضرة، إلى أن هذه التحركات ”مضيعة للوقت“.
فحص المبادرة
وفي أول تعليق له على المبادرة، قال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ”حميدتي“، إنه تلقى اتصالات من بعض مشائخ الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، بشأن المبادرة.
وأكد حميدتي، خلال مؤتمر صحفي في مطار الخرطوم، عقب عودته من ولاية غرب دارفور، الأربعاء، أنه طلب أسماء لجان المبادرة الأربعة عشر لمراجعتها والتدقيق فيها ومراجعة من يقف وراءها.
وقال: ”نحن نحترم كل الطرق الصوفية، ولكن نريد مبادرة تحظى بإجماع ولا خلاف حولها“.
لم الشمل
ويرى الشيخ عادل البشير أحد شيوخ الطريقة العركية القادرية المؤيدة للمبادرة، أنها نجحت بلمّ شمل الفرقاء السودانيين من خلال ما طرحته.
وتوقع البشير في حديث لـ“إرم نيوز“، أن ”المبادرة ستنجح بنسبة عالية، وستساهم بحقن الدماء السودانية“.
وفي أيار/ مايو الماضي، طرح الشيخ الطيب المبادرة التي تركز على تحسين الواقع المعيشي للمواطنين، وإجراء انتخابات خلال 28 شهرًا، وبناء دولة القانون.
وتهدف المبادرة إلى التوصل إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية من خلال خلق أكبر كتلة داعمة للحوار والوفاق الوطني ليكون رأيها هو الغالب، ويمثل الحاضنة الاجتماعية التي تدعم الوفاق والحوار.
تحريك المشهد
ورأى عضو اللجنة العليا للمبادرة فتح الرحمن فضيل، أن ”المبادرة حركت المشهد السوداني، وأن عددًا من التحركات الأخيرة كانت نتاجًا لها“.
وقال فضيل لـ“إرم نيوز“، إن ”المبادرة جمعت عددًا كبيرًا من الناس حولها، وإن نسبة المشاركة فيها كبيرة، وإنهم على تواصل مع الآخرين للانضمام لها وإخراج السودان من أزمته الحالية“.