صحيح إن فرص نجاح مبادرة الشيخ الطيب الجد في تحقيق العبور المضمون للفترة الانتقالية ضيقة ولن تصل إلى مراميها الوطنية في خلال 48 ساعة بصناعة التوافق الوطني الشامل، لكنها في ظل التشظي الذي تعيشه قوى الحرية والتغيير والبراعة التي تحسد عليها في صناعة كرة ثلج متزايدة من الاعداء الذين كانوا رصيدا محتملا قبل ثلاث سنوات ، نجد أن المبادرة قد دشنت اكبر تحالف سياسي اجتماعي في تاريخ السودان ، تحالف حقيقي على الأرض يستند على جذور عميقة في تربة هذه البلاد وليس على الأسافير التي تهاجم المبادرة وقادتها والمنخرطين في مشروعها هجوما ضاريا شخصي الطابع ومتجاوز للمحتوى والمضمون الذي اعلنته المبادرة وسيظهر في اعلانها السياسي يستند على التهكم والسخرية والرمي بالكوزنة كعدة شغل ساهمت في تدحرج كرة الثالج تلك وتوسيع قطر كتلتها يوما بعد يوم ، يمكن القول أن انطلاق المبادرة الآن وبمعطيات الواقع المجرد قد وضع حدا فاصلا بين تلك القوى المتحالفة وبين قوى الحرية والتغيير الثانية وضعت تصوراته وخطوطه على خارطة الساحة السياسية والأولى حفرت ساس حدوده الآن بنفير جماعي جامع ، فصارت تلك القوى محاصرة بين مطرقة دعاة التغيير الجذري وسندان تحالف هذه المبادرة العريض ..
خسائر قوى الحرية والتغيير سستواصل وستستمر حتى تفقد ما تبقى لها من أراض ومساحات ضيعتها بحسابات سياسية متسرعة ومتهورة .ختاما أذكى القوى التي سارعت الى الإلتفاف حول المبادرة بدون تحفظ هي في الحقيقة التفت حول مستقبلها السياسي ووفرت لنفسها الحماية والأمان وسط المجموع وهذا اعظم درس سياسي ينبغي ان تعيه باقي القوى في الناحية الأخرى وتحذو حذوه يبصبح لدينا حزبان يتنافسان على الحكم وليس مئتان ، وعندها ستكون فرص نجاح المبادرات أكبر واضمن لأنها بين طرفين وليس مئات الأطراف .. وبعدها إذا أراد احدهما نفي الآخر من واجهة الأحداث ومؤسسات الحكم فصندوق الانتخابات كفيل بذلك .