ازدانت المدينه ولبست حلة بهية لا تدانيها عروس والجيش وشندي قصة عشق قديمة حكاية بلا نهاية نسجت احرفها فراسة قديمة متجددة سالت من احرف شغبة الميرغمية شاعرة احد بطون الجعليين وهي تحث ابنها على الكتال او القتال قائلة: بطنك كرشت غي البنات مابي* دقنك حمست جلدك خرش ما في
أو قولها: لمتين يا حسين اشوف لوحك معلق* لا حسين كتل لا حسين مفلق .
وبذات الشجاعة تحكيها بنونة بت المك عن اخيها: ما هو الفافنوس ما هو القليد البوص * ود المك عريس خيلاً بجن عركوس …
ليطرزها الكابلي لحنا ساحرا تتوارثه الأجيال وهكذا يشنف ود المكي آذاننا مع وردي مشعلاً قلب الدخيل وتستمر الحكاية همسا جهيرا من ود بادي : يا الباشا الغشيم قول لي جدادك كر.
لا غرو ان تستقبل المدينة عرسها بهذا الجمال والزخم فهي من ربت في حضنها كل ابناء الجيش.. تعرفهم بسيماهم ومع طابور السير تتحرك كل الفرقان تهتز جنباتها مع الجلالات فيخرج صغارها من مخابئهم يتتبعون ذلك الصوت ومصدره ثم يرددونه حتى يختفي خلفه الغبار .. ذات الجلالات التي تمتعنا اليوم بذات المعاني مع اختلاف الفاظها .. الراجل الحمش فوق الجمر بمش يخلي السمعة زينة.. حتى الكبار يرددونها حبا والفة وتعظيما لأدوار الجيش .. ظلت الكتيبة الشمالية شندي هي الوقود زاداً وبيادة وفادة وريادة..ورثها أبطالها خالصة منذ الحرب العالمية الثانية حيث شارك الجندي الشجاع الظابط والذي اسموا اسرته اولاد الظابط نسبة للصفة التي اغدقها عليه قائده الخواجة اعجابا به وشارك فيها كذلك القائد الذي اصبح فيما بعد قائداً للقياده الشمالية العقيد الزين محمد الزين وهو كذلك الشاعر الرقيق شاعر اغنية يا عيني تعاينن جننتنو قلبي. ومن ابناء ضواحيها العقيد الشهيد محجوب الذي ارسل برقيته الشهيرة وهو يقاتل في أحراش الجنوب “قبورنا خنادقنا” على أيام اهانة الأنظمة السياسية للجيش وقد كان .
شندي تعطي بلا مَن مِن فولها وعدسها وبصلها تصدر حتى القادة بلا انتظار لرد جميل.. يعبر فوق ارضها العابرون فلا تشتكي ولا تحس بالضيم مثل الأم لا تنتظر العطايا و النوال لكنها تحزن لشقاق بنيها وتبكي فراق أبنائها .
شندي انت مدينتي مدينة المجد والسؤدد ليتنا بقامة عطائك وجمال صنيعك نبارك لكِ يا أماه عيدك فأنت الجيش والجيش أنتِ .