جوازات السودانيين بالقاهرة.. أين الخلل؟

رئيس الجالية: نطالب بزيادة فترة الإقامة إلى عام بدلاً من ستة أشهر
إعلام الجالية: السفارة بالقاهرة لم تكلف نفسها بالرد على استفسارات المواطنين
القائم بالأعمال: نسعى سياسياً وتقنياً لمعاودة صدور الجواز
عضو المكتب التنفيذي: مشكلة الجوازات قد تتسبب في كارثة حقيقية للسودانيين
مسؤول الجوازات: نسعى مع الجانب المصري لحل الأزمة.
المجلس الأعلى للجالية: نطالب بتمديد فترة المهلة..

بعد مرور سنوات وأزمان عانى منها الكثيرون من أبناء الشعب السوداني المقيمين بجمهورية مصر العربية جراء عدم تقنين أوضاعهم وتجديد إقاماتهم بسبب عدم امتلاك جوازات سفر صالحة وسارية للتعامل الرسمي بعد أن تراكمت السنوات والمخالفات وأصبحت تمثل حائلاً للبعض من أجل العودة للديار، حتى أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن قرار يمنح المخالفين والعالقين فترة سماح تسقط خلالها كل المخالفات والتجاوزات أو ما يعرف بـ(منحة السيسي)، والتي نزلت على البعض من أبناء الشعب السوداني بمصر برداً وسلاماً، ولكنها فرحة لم تكتمل بعد حيث تفاجأ البعض بأن إجراءات تجديد الجواز عبر السفارة السودانية متوقف لأكثر من سبعة أشهر، فكانت خيبة الأمل والتماطل من الجانب الدبلوماسي السوداني بالقاهرة الذي لم يثبت جديته وقدراته لاغتنام الفرصة التي تمثل للكثيرين أملاً وحياة جديدة، وذلك من خلال (المماطلة) و(التلكؤ) والمعاكسة وعدم الجدية في معالجة الأمر بالسرعة المطلوبة علماً أن المنحة تنتهي خلال مطلع أكتوبر المقبل وهي فترة لا يمكن خلالها تدارك الأمر نسبة للأعداد الكبيرة من المواطنين المخالفين، وإذا لم تتدخل السفارة السودانية بالقاهرة بالسرعة المطلوبة ورفع الأمر ومخاطبة الحكومة المصرية عبر الحكومة السودانية فإن الكثيرين سيدخلون في (ورطة) قد تكلفهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. الأمر الذي يدعو للحيرة والتساؤل عن حقيقة الأمر وما يخفى خلف هذا العطل ومن المسؤول عنه، الأمر الذي يؤكد وجود خلل لا تريد السفارة الإفصاح عنه .
وعليه أعلنت الجالية السودانية بجمهورية مصر استنجادها بالحكومة السودانية ووزير الداخلية لمعالجة إجراءات استخراج الجواز السوداني بالسفارة السودانية بالقاهرة ..
وأكدت مجموعة من المتضررين أن استخراج الجواز متوقف لأكثر من ستة أشهر دون توضيح أو تعليق من السفارة السودانية بالقاهرة حول أسباب التوقف..
وأعربوا عن استيائهم من عدم إمكانية الحصول على الجواز أو حتى اتخاذ الإجراءات الأولية، وأشاروا الى أن السفارة طيلة هذه المدة لم تفصح عن العلة الحقيقة أو أسباب التوقف ..

تدخل عاجل
قال المسؤول الإعلامي للجالية السودانية بمصر الشيخ صالح (اليوم التالي): السفارة لم تكلف نفسها بالرد على استفسارات المواطنين أو حتى تحديد موعد لاستئناف إصدار الجواز.. مشدداً على أن المهلة التي منحتها الحكومة المصرية لمعالجة أوضاع المخالفين للإقامة أو ما يسمى (منحة السيسي) شارفت على الانتهاء مما يعرض الكثيرين لغرامات مالية ضخمة تصل إلى 500ج. م للشهر، مع العلم هناك من وصلت مخالفته إلى 6 و7 سنوات
وطالب الشيخ الحكومة السودانية بالتدخل الفوري والعاجل لمعالجة الأمر سيما وأن المدة المتبقية غير كافية لمعالجة المخالفات ..وأضاف: الأمر يتعلق بالمهلة التي منحها الرئيس السيسي التي تنتهي في يوم 2 أكتوبر المقبل، كما أن السلطات المصرية لن تسمح مرة أخرى لـ(الكاسرين) الإقامة
السودانيين إن لم يستفيدوا من هذه المنحة وقال: هذا السلوك والخطأ تكرر كثيراً قبل هذا هناك تكدس كبير جداً للسودانيين حتى في إدارة الجوازات المصرية لعدم توفيق أوضاعهم والسفارة تلزم الصمت تماماً ولا أحد يمتلك معلومة حقيقية.
وقال: هذه المرة لم يذكروا السبب يقولون الأمر فني في الشبكة وسبب آخر يقولون إنه عدم توفر الجواز نفسه وهو شأن داخلي بالجوازات السودانية
حتى الختم في المعالجة مكتوب عليه (منحة السيسي)..
ولكن لا ندري هل المشكلة في السفارة أم من إدارة الجوازات بالسودان
والتكدس الحالي له أكثر من شهور ونسبة الفرصة التي منحت للسودانيين فإن الجميع يريدون توفيق أوضاعهم، ومعظم المخالفين لهم إجراءات تترتب على عدم، استخراج الجواز منها التوثيق في الشهر العقاري وحتى إذا تم استئناف العمل في الجوازات فإن المدة المتبقية غير كافية وحتى استخراج الإقامة في الجوازات المصرية تحتاج فترة ثلاثة أسابيع لاستلام الإقامة الجديدة ..
وقال: لابد من تدخل السفارة والسلطات السودانية على أعلى مستوى للتفاكر حول الفترة المتبقية لأنه من الاستحالة بمكان توفيق أوضاع كل العالقين، ونتمنى حل المشكلة خلال فترة الشهرين.
كارثة حقيقية
عضو المكتب التنفيذي للجالية السودانية حمد بشير قال لـ(اليوم التالي): حاولنا أكثر من مرة مقابلة السفارة للحديث حول هذه المشكلة إلا أن عدم وجود السفير يمثل علة حقيقية، مضيفاً: تم تكوين لجنة لمقابلة مدير الجوازات بالسفارة لمعرفة السبب الحقيقي سيما وأن العلة التي تتحجج بها السفارة هي الشبكة، ولا يمكن أن تأخذ كل هذا الوقت، بينما الجميع في موقف لا يحسد عليه وفي سباق مع الوقت لكسب الفرصة الممنوحة من الرئيس (السيسي)، كما تم تكوين مبادرة للقائم بالأعمال نناشد من خلالها السلطات السودانية بمخاطبة السلطات المصرية لمد الفترة الممنوحة حتى نهاية العام، كما أن عملية العطل الفني غير مبررة، حتى وإن تم إصلاح العطل فإنه لا يمكن للجميع توفيق أوضاعهم مقارنة بالمدة المتبقة والأعداد الكبيرة .
عليه يجب مخاطبة السلطات المصرية بأعلى مستوى لحل مشكلة العالقين مشيراً الى أن هناك الكثيرين ممن يودون المغادرة ولكنهم لا يستطيعون لعدم استخراج الجواز السوداني، مشدداً على أن الطلاب السودانيين الذين جلسوا لامتحانات الشهادة المصرية ولا يمتلكون جواز سفر لا يحق لهم التقديم للجامعات، وهذه تمثل كارثة حقيقية يجب إدراكها قبل فوات الأوان وفقدان الفرصة لهذا العام.
أضرار مختلفة
وأوضح رئيس الجالية السودانية بجمهورية مصر الدكتور حسين عثمان أن توقف إجراءات استخراج الجواز السوداني بالسفارة السودانية بالقاهرة أدى إلى أضرار كبيرة لحقت بالجالية السودانية تتعلق بالعلاج والدراسة وغيرها، مضيفاً: هناك بعض كبار السن والمرضى والمعاشيين الذين يحتاجون لصرف معاشاتهم وبعض المرضى الذين لديهم أدوية مدى الحياة يعتمدون على معاشاتهم لأجل صرف روشتة الدواء الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بهم جراء عدم امتلاكمهم وثيقة الجواز ..
وطالب حسين السلطات المصرية عبر السلطات السودانية بمد فترة الإقامة إلى سنة بدلاً عن ستة أشهر للقادمين حديثاً إلى جمهورية مصر لأنها تساعد كثيراً في توفيق أوضاع الكثيرين خاصة طالبي العلاج الذين لا يملكون الوقت والمقدرة على الحركة لاستئناف أي إجراءات تتعلق بالإقامة وغيرها .
ووجه حسين صوت نداء لوزير الداخلية السوداني بالتدخل الفوري لحل مشكلة الجوازات بالسفارة السودانية بالقاهرة علماً أن استخراج الجواز متوقف لأكثر من سبعة أشهر دون حل أو توضيح للمشكلة .
عطل فني ..
ومن جانبه أقر القائم بالأعمال لدى السفارة السودانية بالقاهرة السفير الصادق عمر وجود مشكلة فنية بين الشبكة الموجودة بالسفارة وشبكة وزارة الداخلية بالسودان، مؤكداً أنها مشكلة فنية فقط، مبيناً وجود فنيين يعملون لإصلاح العطل، ولكن دون تحديد فترة زمنية محددة، وجدد صلاح أنه لا أحد يملك تحديد المدة الزمنية لحل المشكلة، وأضاف: طالما هناك مهندسون لا نستطيع عمل أي شيء لطالبي الجواز السوداني في الفترة الحالية.
تعاون الجانبين
وأكد صلاح سعي الجانبين السوداني والمصري على الصعيدين السياسي والتقني لحل المشكلة ومعاودة صدور استخراج الجوازات بالسفارة، مجدداً على أن المشكلة تعتبر فنية بحتة.
تمديد الفترة
كما قدم المجلس الأعلى للجالية مبادرة بضرورة مخاطبة الجهات العليا من أجل تمديد الفترة الممنوحة لإعفاء السودانيين من غرامات التأخير التي صدرت في الثالث من أبريل الماضي ومدتها ٦ أشهر وهو ما يعرف بـ(منحة السيسي)، والتي من المقرر أن تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، وطالب المجلس بضرورة التدخل الفوري بتمديد المنحة حتى يتمكن الكثيرون من الاستفادة من المنحة بعد أن واجهتهم مشكلة عدم صدور جوازات السفر بالسفارة.
حل عاجل
بينما أوضح مدير الجوازات بالسفارة السودانية بالقاهرة العقيد عادل محمد يونس، أسباب العلة منذ بدايتها في منتصف يونيو الماضي، مطالباً على تضافر الجهود من الجانبين السوداني والمصري لحل المشكلة التقنية، مؤملاً في الوقت نفسه أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن.

Comments (0)
Add Comment