حسنا انك ما زلت تذكر اننا أصدقاء التقينا في طريق الجامعه وضمنا معا مؤتمر الطلاب المستقلين
واقدر لك معرفتك حتي يوم الناس هذا بأنني صادق واثمن علمك اليقيني بنقائي واستدراكك بعد ذلك اني اتدفق عواطف جياشه تخشي علي منها واوردتني موارد الهلاك
وحتما قادك علمك هذا انني كتبت متأثرا
ومندفعا بعاطفتي و حدث ما حدث
بالمناسبه العاطفه ليست سبة
اصدقك القول انني افعل أشيائي كلها بحب وعاطفه
قساة القلوب يرون الأوطان اوثانا واحجارا وبحارا وانهارا
ولا يعنيهم كثيرا الناس.. تساقط الشهداء ولا النساء الثكلي ولا اليتامي
علي جماجم الشهداء يبنون مجدهم
ولا يمتنعون حتي من زفهم للحور العين
انا ابكي واحزن كثيرا لحال ام فقدت ابنها او بنتها من رصاصة بليدة طائشه او مع سبق الترصد
عاطفتي الجياشه تستبد بي ولا تريد لهذا النزيف ان يستمر ويصير حريقا
لعلك تذكر حين كنا في الجامعة صغارا اخترنا معا الالتحاق بمؤتمر الطلاب المستقلين قدمتني الحركة في ذلكم الزمان رئيسا لرابطة طلاب الاقتصاد ثم رئيسا او مديرا للمجلس الاربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد ان رفضت قبول ترشيحك لي انت وحافظ راشد وازهري صالح رئاسة الاتحاد التي آلت لنا وذلك بسبب انني كنت أعمل موظفا بالهيئة القومية للكهرباء وفي ذات الوقت اواصل دراستي بكلية الاقتصاد وكأن يتعذر علي ان اتوفر
لمهام رئيس الاتحاد او التوفيق بين عملي والتزامي رئيسا للاتحاد فكان عمر الدقير
تخرجنا من الجامعة وقد سبقتني انت
بعد ان وجدنا ماعونا ينظم طاقاتنا ويستوعب احلامنا واشواقنا في الوطن الحلم …..المؤتمر السوداني
كنت رئيسا للمجلس المركزي للحزب وامينا سياسيا وامينا عاما ونائبا للرئيس
ورئيسا للحزب طوال ١١ عاما
بعد الثورة مثلت الحزب في مجلس الحرية والتغيير ولجانه المختلفه
ثم وزيرا للصناعة ممثلا للحزب باصرار من الحرية والتغيير
كل هذه الرحلة الطويله من الشقاء والعناء
والسجون والمعتقلات والمواقع المختلفه التي قدمتموني إليها تعود بعدها لتكتشف يا سيف ان عاطفتي الجياشه هي من تقود افعالي وتحدد اقوالي
يا للاكتشاف المبهر
لم انتمي لمؤتمر الطلاب المستقلين اعتباطا فقد كان خياري المستقل المعافي
وفعلت ذلك بعد ان عرض علي الاتجاه الاسلامي بضاعتهم وامتنعت عن شراءها ( دكتور يونس رحمه الله )وكذلك الجبهة الديمقراطيه ولم يستطيعوا اغوائي ( حسن عبد السلام له مني التحايا) فأخترت ان اكون مستقلا وحرا وليس نسخه مستنسخه من كل تأتمر بأمر مرشد او شيخ او سكرتير عام
لم يسبق لي يا سيف كما تعلم ان انضممت لأي كيان علي النقيض منك انت الذي انتميت في صباك الباكر لطلاب حزب البعث
وذلك ما شكل الفارق بيننا في التعاطي مع كثير القضايا والمواقف علي طول الطريق الذي مشيناها معا منذ يناير ١٩٨٢
ابحث عني في كل المنعطفات الحادة في تاريخ الحزب تجد بصماتي
لا يهمني الحزب يبقي او يفني يهمني وطني وشعبي هم من نزرت لهم حياتي
والحزب كان وسيلتي لخدمة شعبي وليس غايتي
ربما كان بالامس نافعا لي اما اليوم فلا أراه كذلك
فلا تعجب من اجتراحي الطريق الثالث هذا
اختاره بكامل وعيي وارادتي
عبر سنين انتمائي لحركة الطلاب المستقلين ومن بعد ذلك حزب المؤتمر السوداني ان كان لي ما افخر به فهو اعتدادي باستقلاليتي وحرية ضميري
لا اساوم فيها ولم اتجرد منها لحزب ولم اتنازل عنها لايا كيان كان تقودني في ذلك بوصله هي جماع ما تواثقنا عليه وما آمنت به وما يرضاه الضمير السليم انضجتني التجارب وادبني ربي وديني وقيم ومورثات شعبي والتاريخ الإنساني ومكتبه ثرة نهلت فيها من بطون الكتب وتعلمت الكثير
وامي الاميه من قبل ومن بعد ملهمتي وتاج رأسي
الرجال والنساء الحق بعطاءهم وبذلهم واحلامهم الكبيرة هم من يصنعون التاريخ ويشيدون الاحزاب ويقفون في وجه الريح يا صديقي
طالع التاريخ البعيد والقريب لتدرك قولي هذا ولتوقن جيدا ان الرجال ليسوا كلهم
آلة صماء ولا تروس في ماكينة الاحزاب
هناك من يصنع الحدث ويكتب التاريخ وآخر يتغني به وثالث يمشي به بين الناس ورابع يتحسس مسدسه او قلمه (السيف ) كلما ادلهمت الخطوب وكان هناك خروج علي المألوف
سيف القلم (السيف ) البتار
____
ما كنت أظنك تتجرأ بالقول انني كتبت ما كتبت خشية علي تجارة او حرصا علي مال او رغبة في حجز مقعدي في قطار البرهان او لترضي عني اليهود والنصاري
كم زعمت
كل بن آدم خطاء ولكني لم احسب ابدا ان خطيئتك ستبلغ هذا الدرك السقيم ما الفارق بينك والدهماء من لدن التوم هجو ومن لف لفهم بعد ان صرت تردد ترهاتهم وتافه القول وعبط الاتهام
هل لمجرد انني قلت ان المطلوب تنازلات
من هنا وهناك
يتقيأ قلمك كل هذا السباب وسقط القول
دون أن يرمش لك جفن
افهم غرورك وظنك في نفسك انك مالك الحقيقه وحين تنبري للكتابة تتلبسك شياطين الإنس والجن وتصور لك انك القول الحق وما عداك باطل وانك ستخسف بخصومك الأرض
انت تعاني من مرض مقيم فما بال القوم
شوقي عمر …نبيل النويري ….رحاب دياب وبقية الجوقة
هل يتفقون معك علي ذهاب بلادنا
الي الجحيم
تجدهم لم يقرأوا ما كتبت جيدا ولم يتأملوه حتي… صفقه والسلام وعلي البلد السلام
حين كتبت انني اكتب متحررا من كل قيد وانتماء سابق ومن اثقال الماضي فقد كنت أعني ما اقول و أعني كل حرف كتبته
يزداد يقيني بعد مقالك هذا ان بوصلتي غير معطوبة وان خلاص روحي في الطريق الذي اخترت
وان شرايين الحزب تتكلس وان حزبنا الذي اردناه خيارا معافي دخل في نفق الشلل والشطط والتزمت والتطرف والغلو
درجة فلتذهب بلادنا الي جحيم الحرب يموت من يموت ويحي من يحي ولا رغبه في التصالح مع الواقع وثورة حتي النصر
واي نصر علي انقاض بلادنا
أراك تستخف وتستهين بمخاوفي من مآلات الحال ومن محنة بلادنا ومأزقها الراهن بل تذهب بعيدا وتقول ان كتبت علينا الحرب والتشظي نمضي إليها غير هيابين لتنهض بلادنا بعده
انت تقول ليس هناك شعب افنته حربا اهليه والحرب خطي نمشيها ما دامت كتبت علينا فلتكن
ثم تعدد نماذج عديده لدول خاضت حروب وازهقت فيها ملايين الارواح
ولتكن بلادنا بعضا من هذا الركام
بالله عليك هل يقول عاقل بذلك
ما اشبهك بصديقنا محمد جلال الذي قال يوما( خليها تتفكك حجر حجر ) ولم يبالي ولم أتعجب انا فقد كنتما تتقاسما غرفه واحده في داخليات التربيه
بقي ان نرصد بعض التنازلات المطلوبه في المتاح دعك عن البقيه
الا تري معي ان ثمة ازمه قائمه بين الحرية والتغيير المجلس المركزي ولجان المقاومة
تتطلب تنازلا
بين الحرية والتغيير والحركات المسلحه الا توجد ازمه
هل ستحل الازمة دون تنازلات متبادله
جماعة الشيوعي في علياءهم
وموقفهم
من الحرية والتغيير كيف نفك الاشتباك
دون تنازلات من هنا وهناك
حيدر الصافي وصحبه
الا يستحقون وقفة للتدبر والتأمل والتنازل
بالمناسبه يا سيف كلامي ده قديم وليس جديد طرحته داخل المكتب السياسي من بدري وليس سرا انني من طلب فتح الباب واسعا لدخول الاتحادي الأصل والشعبي
كيف جلسنا معهم في دار المحامين وكأن شيئا لم يكن من قبل
الم يكن ذلك تنازلا منا في سعينا لتوسعة قاعدة المشاركه
حين طرحت ذلك عليكم لم تستوعبوه
ولما مر دون ضوضاء تنفستم الصعداء
اما كنا رافضين فكرة الجلوس مع العسكر فكيف جلسنا معهم هنا وهناك عبر فولكر او الامريكان والسعوديين بشكل مباشر او غير مباشر
اما كنت والجوقة ترون ان نجوم السماء أقرب
كيف ابتلعتم لاءات المقاومة الثلاث والاخرون الذين يصفقون لك لم لم نسمع نهيقهم
هل صارت دعوتي للتنازلات بالامس هزيمه ومتي انتصرنا حتي تلومني علي خسارة تقدرها انت بقلم مسموم
جوهر ازمتنا كامن في حركة الطلاب التي جئنا منها وادعاء نقاءنا الثوري واننا الافضل وما عدانا باطل وخشيتنا من الآخر ومن مزاعم الهبوط الناعم التي دمنا بها وكأن الحل السياسي جريمة اختزلت وابتذلت في الهبوط الناعم
لا يهم كم سيقط شهيدا المهم ان لا يصفنا الشيوعيين الذين تتبارز معهم في الوسائط بالهبوط الناعم
هلا استمعتم الي نبض الشارع وما يريده الناس بدلا عن الوصاية عليهم والغرق في التقديرات الخاطئه التي لن تقود بلادنا الا للفجيعة
هل تعلم حجم الخسائر التي تتكبدها بلادنا كل يوم في كل الجبهات
أرواح تزهق موارد تنهب هجرات جماعيه
تعال الي مصر القريبة هذه لتدرك حجم الازمة
مدارس ثانويه وأساس لاستيعاب أبناء المهاجرين ذلك يوضح لك حجم الهاربين من الجحيم القادم الذي لم تستطع من الامتناع بالدعوة له جهرا والحسرة انك استحققت صفقه وتهنأة بما يتقيأه قلمك
بالمناسبة يا سيف انا اتحمل كامل مسئوليتي في كل الوقائع والأحداث التي اعقبت الثورة وما قبل الثورة لكنني لم أكن طرفا في الوثيقة الدستوريه التي حددت طريق الثورة وقسمت السلطة والمهام
اما اننا من صنع الركاكة وقد الهبوب فلي عودة مطولة لذلك اجرد لك موقفي في كل محطه وموقف الاخرين
اخيرا
حسب علمي انت لم تستنكف ان تكون بعضا من ركاكة الانتقال وحكومة حمدوك وحفيت اقدامك في سبيل أن تكون واليا
علي شمال كردفان
هذا البلد لن يتعافي حتي تسقط أوراق التوت عن ادعياء القداسه ويبان عريهم
فقد عافت نفسي ادعاءهم الكذوب
لا مخرج لبلادنا الا بتنازلات من هنا وهناك
وان تعالوا جميعا الي كلمة سواء
وعقد اجتماعي يخلص بلادنا من مأزقها الراهن
هذا او الطوفان وحكم البرهان العسكري العضوود
ولا عزاء لشعبنا