فيما لا تزال الأزمة السياسية مستمرة في السودان مع تواصل المساعي الأممية لتسهيل الحوار بين كافة الأفرقاء المعنيين، أكد ممثل الاتحاد الإفريقي والناطق باسم الآلية الثلاثية، السفير محمد بلعيش، أن هناك مؤشرات إيجابية.
وقال في تصريحات للعربية/الحدث اليوم الخميس: نأمل قريبا في جمع كل رؤى ومقترحات المبادرات في حوار سوداني سوداني.
كما أوضح أن الآلية الثلاثية (التي تضم كلا من البعثة الأممية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية-إيغاد)، تدعم أي جهد يشجع الحوار السوداني السوداني.
إلى ذلك، شدد على أن الآلية لمست مؤشرات إيجابية من كافة الأطراف، معرباً عن أمله بأن تهدأ النفوس حتى ينطلق الحوار في أجواء إيجابية.
وكانت البعثة الأممية في السودان أطلقت قبل أشهر عدة مبادرة من أجل إطلاق حوار بين كافة الأفرقاء السودانيين، لاسيما المكونين المدني والعسكري إلا أنها لم تفض إلى نتيجة، في ظل تمسك المدنيين لاسيما قوى الحرية والتغيير بتسليم الحكم إلى المكون المدني وتشكيل حكومة مدنية ترعى الفترة الانتقالية ريثما تجرى انتخابات في البلاد.
وبعد أشهر من التعثر أعلن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في الرابع من يوليو “الماضي (2022) عدم مشاركة المؤسسة العسكرية” في الحوار الوطني الذي دعت إليه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية… وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة”.
كذلك شمل إعلان البرهان حينها “حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة والدعم السريع لتولي القيادة العليا للقوات النظامية وليكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع”، بعد تشكيل الحكومة المدنية.
إلا أنه قوبل برفض بعض قوى المعارضة، فيما اعتبرته قوى الحرية والتغيير “مناورة مكشوفة”.
والأسبوع الماضي أطلقت مبادرة جديدة تحت اسم “نداء أهل السودان” والتي برعاية الزعيم الديني الصوفي الشهير الطيب الجد ود بدر، في أحدث محاولة لإنهاء الاضطرابات السياسية في البلاد.
فقد انطلق مؤتمر المبادرة، السبت الماضي (13 أغسطس 2022) جامعاً ما يقرب من 120 حزبا سياسياً، وشاملاً زعماء الطرق الصوفية وزعماء القبائل.
فيما غاب عن المؤتمر ائتلاف المعارضة الرئيسي، ألا وهو قوى الحرية والتغيير.
كما لم تحضره لجان المقاومة، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد الرئيس السابق عمر البشير .
يذكر أن السودان، أحد أفقر دول العالم العربي والغارق في أزماته السياسية والاقتصادية منذ سقوط البشير، يعاني من أزمة سياسية حادة تفاقمت في 25 تشرين/أكتوبر الماضي (2021)، بعد أن فرض الجيش إجراءات استثنائية وحل الحكومة السابقة.