د. عبد السلام محمد خير يكتب :وأخيرا باب وانفتح.. رقمنة جامعة الخرطوم

 

برغم وبرغم هناك ما يسر،أعان الله من يواجهون السيول،وغيرها،وجعل العاقبة خيرا.. فلعل الأزمات تلهمنا لنهتدي لطريقة تفكير جديدة تستلهم فرص العصر لإدارة الدولة وهو ما نحن بصدده..ما يجبر خاطر القوم فى هذه الأجواء أن أحدهم فعلها- ترك بصمته بأسرع ما يكون وألحق مؤسسته بالعصر وذهب!..إتضح أنه ليس فى الأمر(أحدهم)وإنما هي(إحداهن)وبدرجة بروف!..متخصصة فى التاريخ وانتصرت للمستقبل!..الفضل أبى إلا أن يذهب لإمراة!..وهي به جديرة فإنها من بيت علم وحري بها أن تتعامل مع العلماء وتنتصر للعلم، بروفسور فدوى عبدالرحمن على طه،المدير السابق لجامعة الخرطوم..بصمتها ردت الإعتبار للدولة ولمقالي هنا حول الرقمنة وإقبال البلاد على الإستثمار فى فرص العصر لتنجو من أزماتها..مصير المقال كان أقرب للإستهجان(رقمنة شنو والبلد بلا حكومة؟!)..ولكن!.
فى غير سابقة نفاجأ بأن مديرة الجامعة وهي تغادر حررت خطابا عنوانه أشبه بسبق صحفي(مبروك رقمنة جامعة الخرطوم)!..التفاصيل مشوقة مطلعها (الحمد لله)..وإني بدوري حمدت لله لنجاة مقالي عن الرقمنة مما داهمه من رد فعل محبط(لا حياة لمن تنادي)!..(خليهم يمشوا السعودية يشوفوا الرقمنة الجد)!..(السودان أبعد ما يكون عن الرقمنة)!..وهناك من يراهنون بأن الرقمنة قادمة(ولا عزاء لمن لم يؤمن بالتكنولوجيا والتحول الرقمي)..العالم يتداول عشرات الأمثلة(طفل اليوم سيرى السيارات الحالية بالمتاحف)..سيارات الرقمنة كهربائية بقيادة ذاتية آمنة،تتطور الزراعة،علاجك على جوالك،كهرباء(بايرة)وسكن(على كيفك).
هناك معجبون بفكرة المقال،فالموسيقار بروف أنس العاقب كاد يلحنه( هذا المقال الوافي الضافي، القارص بما يجلوه من حقيقة ماذا بعد دهم الرقمنة لحياتنا فى كل مناحيها وأولها ما مصير هويتنا)!..يضيف:(كنا نظن أن الطباعة الميكانيكية هي الأجمل والأوقع،تقدم لنا الورق والكراريس والكتب والصحف والمجلات فجاءت الرقمنة لتفجر ما يسمى بالوسائط الاجتماعية ،السوشيال ميديا، وتقدم لنا مرغمين إنتاج المطابع فى شكل إلكتروني مقروء على شاشة بحجم الكف،فبدأ عصر الرقمة يفضي لواقع جديد أهم ما فيه هو إنهمال المعلومات للفرد الواحد وإنكبابه على ما يتماشى مع تفكيره وخياله).
المفاجأة كانت بموقع(أوتار الليل)..صحفي مفتون بالجديد الملهم هو الأستاذ صلاح الباشا،له الشكر،كشف أن إمرأة شغلت منصب مدير جامعة الخرطوم خرجت للناس ببيان(الحمد لله الذي مد في عمري لأشهد أن ما قدمته من فكرة أصبح واقعا ملموساً اليوم الثلاثاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٢وذلك بتدشين العمل بنظام Edu PROويعمل لرقمنة العمل بالجامعة مالياً وإداريًا وأكاديميًا)..وللبيان خلفية(رأيتُ عندما جئت لإدارة هذه المؤسسة العريقة في أكتوبر ٢٠١٩أن ما يستوجب البدء به من أجل الإرتقاء بها أن تصبح مواكبة في مجال التقنية الذي لم يعد ترفاً بل ضرورة مطلوبة في عالم الألفية الثالثة. ومثلت هذه البداية طرح مشروع نظام جامعة الخرطوم الإلكتروني المتكامل. وجدت الفكرة إستجابة فورية من الإدارة العليا وعمداء الكليات. وسرعان ما بدأ تنفيذها).
يبدو أن هناك مشكلة إعلام عن ما هو سار فى زحام ما إشتهر بأنه(خطاب الكراهية).. تسربت معلومات من مؤسسة عامة عبر سوشيال ميديا تثير الدهشة، فالبلاد وهي مشغولة بما يشغلها تفاجأ بطفرة إدارية غير مسبوقة مسرحها جامعة الخرطوم..ما جعلنى أنفعل بالأمر هو إنني وجدت فيه ما يطيب الخاطر تجاة مقالي حول حتمية الرقمنة وهي تطرح نفسها عالميا كحل لمشكلات العصر وأولها إدارة الدولة..الآن وضح أنه لا عذر لمن تحجج،فهناك أنموذج عملي لتطبيق الرقمنة تطرحه مؤسسة علمية رائدة،تهدي خطتها للآخرين،كما رسمتها وطبقتها:
– عُقد إجتماع بمكتب مديرة الجامعة بحضور القيادات المعنية..البداية ضمان التمويل، وتم الحصول على قرض من البنك الذى إتخذ من الجامعة مقرا له،طرح العطاءات،تكوين لجنة فنية،تعيين مدير للمشروع،تنوير للكافة..تم التنفيذ..الإنجاز أشهرته مديرة الجامعة(بهذا التدشين تصبح جامعة الخرطوم أول جامعة حكومية تعمل بهذا النظام). وأردفت مهنئة(هنيئا للجامعة بهذا الإنجاز الذي يضبط العمل بها في إطار التحول الرقمي الكامل وسيدفع بعجلة التعليم الإلكتروني الذي بدأت الجامعة في تطبيقه جزئياً في سبتمبر ٢٠٢٠ عند إستئناف الدراسة بعد جائحة الكورونا الأولى)..إمتد الشكر لجميع الأطراف المشاركة من الجامعة وخارجها..وخاتمة البيان:(الشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين).
بدورنا نحمد الله على ما تحقق للبلاد من إنجاز يحفز لحلول ناجعة لمشكلاتها تتيحها فرص العصر بالعلم والهمة..نزجي الشكر لمديرة(بنت حلال فتحت الباب)- تركت بصمة يوم غادرت،وجعلت الرقمنة مرحبا بها عمليا..ثم إنها ضربت مثلا(مسؤول ترك بصماته يوم خرج)!- ليت الجميع كان هذا ديدنهم منذ الإستقلال وفى كل المؤسسات والولايات،والآن الأمر أدعى فالرقمنة جاهزة لمن أراد تميزا لمؤسسته،وتبييضا لوجهه وهو يغادر.
(الرقمنة)و(بصمة من غادر)..كلاهما قضية ساعة فى إدارة الدولة ومواجهة الأزمات وكسب التغيير والتيسير على الخلق وجبر الخاطر.. الحمد لله ثم الحمد لله، يزيد ويبارك.
د.عبدالسلام محمد خير

Comments (0)
Add Comment