* بحسب ما جاءت به الأخبار ،ووفقا لإعلام مجلس السيادة : قرّر الاجتماع التنسيقي الأول لفرق العمل الخاصة بقضايا السودان الخارجية، برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق بحري إبراهيم جابر، تكوين فريقي عمل لقضايا السودان الخارجية.
* ونقل إعلام مجلس السيادة تصريحاٌ للسفير بوزارة الخارجية محمد عبدالله علي التوم قال فيه إن الاجتماع خَلُص إلى تكوين فريقي عمل، يختص أولهما بمتابعة قضايا السودان الخارجية، ومهمته التنسيق “المحكم” بين مؤسسات الدولة بما يضمن “مصالح البلاد العليا”.
فيما يختص الفريق الثاني بقضية ديون السودان الخارجية، ومهمته توحيد قنوات التعامل بين مؤسسات الدولة وإحكام التنسيق بينها والتواصل مع الأجهزة والمؤسسات الخارجية بما يضمن “حسن إدارة هذا الملف ويحقق مصالح البلاد وحقوقها كاملة”.
* من باب التفاؤل ، ومن محطة الإنتظار على أمل أن يُحسن السُودان إدارة علاقاته الخارجية وقضاياه المتعلقة بها ، وفق استراتيجية شاملة تحقق وترعى مصالحه ، نستطيع القول بأن هذه الخطوة من حيث المبدأ والفكرة تعُد أختراقاٌ نوعياٌ لحالة “الضعف والتوهان” التى صاحبت إدارة العلاقات والملفات الخارجية ، وذلك لاسباب عديدة ذاتية او محيطة ، منها أعراض “الإخفاق” الموروثة والمنقولة سياسباٌ ، واسباب محيطة تتعلق بالمتغيرات والتطورات السياسية المحلية والإقليمية والدولية.
* ولكن يظل ضُعف التخطيط الإستراتيجي وعدم وضوحه او إنعدامه فى.بعض القضايا هو السبب الرئيس فى الإخفاق والفشل فى ادارة العلاقات والملفات ،
* وبالنظر للقرار والتوجه السيادى الجديد وإسقاط أسباب الإخفاق المذكورة، يتبادر لذهن المتابع والمحلل لأزمة ادارة الملفات الخارجية ، سؤال جوهرى ، مٍن مَن يتكون فريق العمل ؟ وكيف يعمل ؟ وماهى خطة عمله ؟ وفى البال العديد من الآليات وفرق العمل التى فشلت فى آداء مهامها بسب الفشل فى تلبية معايير الجودة المطلوبة توافرها فى “من ” و”كيف”.
* المهمة ليس بالسهولة المُستوحاة من صياغ قرار تكوين فريق العمل ، والذى سيواجه بعلاقات وملفات خارجية تُدار منذ 32 عام وحتى الأن بفقه متطلبات المرحلة، ركيزته الأساسية العلاقات الشخصية على مستوى الأفراد والمؤسسات المعنية، وسياسة “رزق اليوم باليوم ولبكره الله كريم” على الرغم وجود مجلس قومى يُعنى بالتخطيط الإستراتيجى ، وحتى وإن إفترضنا هنالك إستراتيجية موضوعة هل تمت مراجعتها لمؤامة ومواكبة التغييرات والتحولات التى طرأت على العلاقات الخارجية بعد ثورة ديسمبر واالتغيير السياسى والإستراتيجي الذى تم فى السودان منذ اربع سنوات ؟ إضافة للمستجدات والتحولات العالمية التى طرأت ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية ، الأمر الذي يفرض سؤالاٌ مهماً على ماذا يعمل فريق العمل المقترح ؟ هل هنالك خطة إستراتيجية موضوعة على ضؤها يعمل الفريق.وفق مهامه فى قرار التكوين المحددة بالمتابعة واحكام التنسيق ؟
* ما هو دور فريق العمل فى البت وحسم عدد من القضايا والملفات الخارجية المُلحة الراهنة والتى تتطلب إتخاذ قرارات وخطوات عملية مثل تلك المتعلقة بالعلاقة مع إرتريا ومبادرتها لشرق السردان ، والعلاقة مع جنوب السُودان ومبادرتها المتعلقة بالتسوية الحدودية بين السُودان وأثيوبيا ، والعلاقة مع مصر واثيوبيا وتطورات ملف سد النهضة ، أضافة لملف الحرب الروسية الأكورانية ودراسة تداعيات موقف السُودان منها ؟
* خلاصة القول ، نعتقد بأن العلاقات والقضايا الخارجية السودانية لا تحتاج لفريق عمل لإحكام التنسيق بقدر حوجتها لفريق وآلية تخطيط إستراتيجى متخصصة تضم خبراء وفنيى لإحكام التخطيط الإستراتيجي المطلوب.