أولا؛ إن قرار عودة سفير الولآيات المتحدة الأمريكية الى السودان “تم” آبان حكومة حمدوك ولم تتراجع عنه مع تأكيدها مرارا وفي تصريح سفيرها القادم الى العاصمة المثلثة في حوار الشرق الأوسط بتاريخ الأربعاء 22 أغسطس الجاري انها تدعم الشعب السوداني في سعيه إلى سودان ديمقراطي ومزدهر تُحترم فيه حقوق الإنسان وذلك لعدة إعتبارات أهمها انها مهتمة بالسودان خاصة في ظل توسع التحركات الروسية والصينية بأفريقيا ورغبة روسيا في أن تضع لها موقع قدم بالبحر الأحمر …
ثانيا؛ أكد السفير السيد جون غودفري ، القادم الى الخرطوم في حوار (الشرق الاوسط) على أن إستئناف المساعدات التنموية للسودان مرتبط بحصول عملية انتقال “ديمقراطي بقيادة مدنية وموثوق بها” … وكلمة موثوق هنا تعني أنهم لن ينخدعوا بأي حكومة ظل تدير شئون البلاد تحت الطاولة …
ثالثا؛ هنالك تحفظ من جانب اميركا هذه المرة في فرض عقوبات ضد السودان ،،، كونها ترى أن ذلك سيكون له تأثير سلبي على إقتصاد البلاد مما يعنى أنهم يدرسون خيارات أخرى غير تلك التي جربوها من قبل ،،، مثل تلك التي تمكنت حكومة الإنقاذ من تخفيف وطئتها بإتجاها إلى خيارات الشرق التي ترى الولايات المتحدة بانه مهدد حقيقي لتراجع نفوذها في الكثير من مناطق العالم وخاصة أن موقع السودان إستراتيجي وهام لأبرز حلفائها وتحديدا لمصالحها بالمنطقة …
رابعا ؛ ان العقوبات التي فرضتها على “شرطة الإحتياط المركزي” فقط تعني أن الولايات المتحدة ستقبل باي حكومة تتمكن من خلق إستقرار ولو نسبي ، طالما توقفت عن ممارسة العنف ضد المدنيين وأطلقت سراح الناشطين السياسيين وإمتنعت عن إستخدام أحكام عرفية وهى خطوة تعني انها منفتحة على حلول ربما يعتقد البعض بانها من المحظورات للولايات المتحدة حتى عهد قريب …
خامسا واخير؛ ان عمل السفير القادم إلى الخرطوم ،،، مستشارا سياسيا بالرياض في وقت سابق ،،، يؤكد عن إلمامه التام بثقافة وبولتيك المنطقة ،،، ويؤكد ايضا أنه سيهتم كثيرا بتوصيات أصدقائه بها ويعني دون شك أن وضع اللاحكومة سينتهي خلال فترة وجيزة
وأن إميركا مستعدة لتنازلات تتعلق بقيمها المتعلقة بالديمقراطية حال توفرت بيئة معقولة تحقق أدنى مطالب الشارع السوداني وتحمي مصالحها ،،، لكن علينا الا نفهم ذلك بانها ، أي الولايات المتحدة الامريكية قد إستسلمت للامر الواقع نهائيا ، وإنما بحذر ،،، والدليل ان سفيريها ببغداد وطرابلس في الماضي لم يمنعاها من إسقاط حكومتي البلدين ! ، وهذا هو ديدنها متى رأت أن ذلك ضروريا حتى إن اضطرت لخلق *فوضى خلاقة” …