قال نور الدين ساتي -السفير السوداني السابق في واشنطن- إن تعيين السفير الأمريكي الجديد في الخرطوم بعد 25 سنة من الجفاء السياسي والدبلوماسي “لا يمكن اعتباره هدية للنظام العسكري الحاكم أو تزكية لسياسة، بقدر ما هو محاولة جديدة وجادة لفتح قنوات الاتصال بين صناع القرار الأمريكي وطموحات الشعب السوداني”.
وأضاف ساتي في لقاء مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الخميس “كانت لدي اتصالات بالسفير جون غود فري قبل ذهابه إلى الخرطوم. ولدي ضمانات من دوائر سياسية أمريكية -خاصة الكونغرس- من أن الهدف الأساسي من تعيينه يقوم على خدمة الخيارات الاجتماعية والسياسية للشعب السوداني”.
وكشف الدبلوماسي السوداني أن السفير الجديد سيفتح قنوات مع جميع مكونات المشهد السياسي والمدني في السودان، مضيفًا أن هذا القرار يمثل اعترافا بموقع السودان الجديد والمهم في الخريطة السياسية الأمريكية داخل القارة الأفريقية.
وقالت السفارة الأمريكية بالخرطوم في بيان إن السفير جون غود فري التقى، اليوم الخميس، وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، وأكّد أهمية تشكيل حكومة بقيادة مدنية في البلاد.
وأضاف البيان “من المهم تشكيل حكومة بقيادة مدنية في السودان كخطوة أساسية لإطلاق المزيد من المساعدات الأمريكية”.
يذكر أنّ السفير الأمريكي تسلّم، أمس الأربعاء، مهامّه رسميًّا ليصبح أول سفير للولايات المتحدة لدى الخرطوم منذ 25 عاما.
وأوضح ساتي أن تعيين سفير أمريكي جديد في السودان يؤكد وجود تحولات جوهرية في السياسية الخارجية الأمريكية تجاه القارة الأفريقية يقوم على التزام واشنطن بالوقوف إلى جانب الشعوب التي تواجه أنظمة سياسية مستبدة.
وعن مستقبل العلاقات بين واشنطن والخرطوم، قال ساتي إنه تمت صياغة أرضية سياسية ودبلوماسية بين البلدين في عهد حكومة عبد الله حمدوك، لكن الإجراءات التي قام بها عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السادة العسكري أفسدت تلك الأرضية.
وأضاف أن هناك محاولات حثيثة لإعادة بناء تلك الأرضية وفق منظور جديد ينتصر لإرادة الشعب السوداني وبناء صفحة جديدة من العمل السياسي والدبلوماسي بين واشنطن والخرطوم بعد 24 سنة من الفراغ.