محمد بسطاوي، ابن من قرية المساوية بإسنا جنوب الأقصر، سافر إلى اليمن عام 1982، وظل هناك 3 سنوات ونصف، ثم انقطعت أخباره تماما لأكثر من 40 عاما، وتسبب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، في معرفة أهله أنه على قيد الحياة بعد أن فقدوا الأمل في عودته مرة أخرى.
عاد بسطاوي لأهله وسط حفاوة وترحاب كبير من أهله وأهل قريته الذين فتحوا الديوان لاستقباله وسط حفاوة بالغة من كل أهل القرية.
يقول عبدالله بسطاوي، شقيق الحاج محمد بسطاوي، إن شقيقه كان يعمل مديرا للجمعية الزراعية بقرية كومير عام 1973، ثم التحق بالخدمة العسكرية، قبل الحرب بـ15 يوما وشارك في حرب أكتوبر، وظل في الخدمة لمدة 4 سنوات، ثم عاد لعمله مرة أخرى، لكنه كان مضطربا نفسيا، وظل في عمله حتى عام 1982.
وأضاف: «سافر بعدها إلى اليمن للعمل، لكنه اكتشف هناك أن عقد العمل كان مزورا، ظل في اليمن ثلاث سنوات ونصف وكان دائما مراسلته لنا»، موضحا أن أخباره انقطعت أخباره، وتوجهوا إلى سفارة اليمن في القاهرة لكن لم يستدل عليه، وظنوا أنه قد مات.
وأضاف أنه من خلال لقائنا معه فوجئنا أنه بعد عمله باليمن سافر إلى السودان عبر أحد المعابر بين السودان واليمن، بدون أوراق، وعاش هناك وعمل في وزارة الزراعة وكان يتقاضي 300 جنيه سوداني، لكنها لم تكن تكفيه، ثم استقال من العمل، وعمل ميكانيكي سيارات، وفتح ورشة وتعرف على شخص سوداني يدعى عوض على عبدالرسول، وأصبحا صديقين.
وتابع: تزوج شقيقي من سيدة سودانية عام 1992، وأنجب بنتين، التحقت إحداهما بكلية السياحة والفنادق بالسودان، والأخرى في المرحلة الثانوية، كل هذا ولا نعرف عنه شيئا ولا هو يعرف عنا شيئا، لانقطاع التواصل طوال هذه السنوات.
وتابع: «بعد مرور السنوات تدهورت صحته وأصبح يعاني من تعب في الأذن الوسطي والعين، لكنه لم يفكر في العودة إلا بعد إلحاح من الحاج عوض السوداني وإقناعه له بالعودة إلى بلده».
وأضاف أن صديق شقيقه عوض السودانى ظل يبحث عن أي مصري، حتى تعرف على مواطن من محافظة الوادي الجديد يدعى يحيى رياض، والذي كان يلعب في أحد الأندية الرياضية في السودان، استطاع رياض أن يتواصل مع شخص يدعى عبدالباري عبدالدايم، مقيم بقرية السباعية التابعة لمركز إدفو بأسوان، ويعمل بجمعية بمركز إسنا، وتواصل عبدالباري مع إحدى صفحات التواصل الاجتماعي بإسنا، والتي نشرت القصة.
وتابع: «تواصل معى أحد الأصدقاء ويدعى أسامة عمران، وأبلغني بقصة أخى المنشورة على فيسبوك.. وتواصلت مع صديق شقيقي عوض السوداني، وبعد التواصل مع القنصل المصري لدى السودان تم إنهاء إجراءات السفر بعد أن عثرنا على شهادة ميلاد له في المنزل، وعاد شقيقي بصحبة صديقه السوداني إلى قريته، وكانت كل القرية في استقبالهما، وسوف تأتي ابنتيه وزوجته للقرية بعد انتهاء الدراسة في شهر نوفمبر المقبل».
وأكد أنه يسعى الآن إلى استخراج بطاقة رقم قومى لشقيقه تمهيدا للسعى له لاستخراج معاش له بصفته كان بعمل بالجمعية الزراعية.(المصري اليوم)