تأثرت أكثر من 80% من مناطق البلاد بالسيول والفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من ولايات السودان تضرر جراءها ما يزيد على مائة وخمسين ألف مدني بصورة مباشرة، وتوفي أكثر من ثمانين آخرين، في خمس عشرة ولاية من ولايات السودان، وذلك حتى الأسبوع المنصرم من هذا الشهر، ووفقاً لإحصاءات جمعتها نشرات مكاتب الأمم المتحدة الإعلامية، واستناداً إلى أرقام مفوضية العون الإنساني السودانية فقد تضرر 156300 مواطن بصورة مباشرة، ودمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات ما لا يقل عن 12500 منزل وألحقت أضراراً بـ 21400 منزل آخر.
ويلاحظ أن الإحصاءات قد أشارت إلى ان 15 ولاية من بين ولايات السودان الثماني عشرة اي 83.3 % من مناطق السودان تأثرت بصورة مباشرة جراء هذه السيول والأمطار، وبعضها كاد الوضع فيها أن يبلغ مراحل كارثية؛ بالنظر إلى تهدم المنازل وانهيار الحمامات والمرافق الصحية، وهو وضع من المتوقع أن يؤثر على مصادر المياه، و إلى خلق بيئة مواتية لتوالد الحشرات والنواقل استناداً إلى أوضاع مشابهة مرت بها البلاد سابقاً، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية منشورة، واستنادًا إلى مشاهدات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الأحداث مباشرة من مواقعها. وقال تقرير للأمم المتحدة استناداً إلى أرقام رسمية وشبه رسمية أن 83 شخصًا قد لقوا حتفهم جراء السيول والأمطار وانهيار مساكنهم، بينما أصيب ثلاثون آخرون منذ بداية موسم الأمطار.
ويشير التقرير الأممي الأسبوعي إلى أن ولايات السودان الأكثر تضرراً حتى الأسبوع الثالث من أغسطس الجاري هي وسط دارفور، وفيها تأثر 39450 نسمة، أي اكثر من 6 آلاف أسرة، جنوب دارفور، وتضررت فيها حوالى 5200 أسرة ، النيل الأبيض تضرر 24960 منزلاً أي أكثر من 4100 اسرة، نهر النيل تضرر 15.720 منزلاً أي أكثر من 2300 اسرة، غرب دارفور تضرر 15500 منزل؛ اي ما يزيد على 2500 أسرة، غرب كردفان تضرر 5860 منزلاً اي 976 اسرة، جنوب كردفان تضرر 5770 منزلاً؛ أي أكثر من 960 أسرة، والخرطوم 5,130 منزلاً، اي حوالي 855 أسرة، بينما تأثر في شمال كردفان 4,410 منازل أي أكثر من 730 أسرة مقابل شرق دارفور التي تأثر فيها 3,650 منزلاً؛ أي 608 أسر، وتضرر في سنار 3,160 منزلاً مقابل، 2250 في الجزيرة و1,450 في القضارف وفي كسلا 750 وشمال دارفور 690 مواطناً ويأتي هذا الإحصاء الأسرى بافتراض متوسط أفراد الأسرة السودانية هو 6 أشخاص.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن الفيضانات قد أثرت على ما لا يقل عن 238 مرفقًا صحيًا، وتعرض 1560 مصدرًا للمياه وأكثر من 1500 مرحاض للتلف أو الجرف، وأضاف بأن المتأثرين قد فقدوا أكثر من 330 رأسًا من الماشية وتضرر أكثر من 5200 فدان من الأراضي الزراعية من جراء الفيضانات، مما سيسهم بمستويات مثيرة للقلق بالفعل من انعدام الأمن الغذائي.
وأجرى التقرير مقارنة بين المتأثرين هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، مشيراً إلى تضاعف عدد السكان والمحليات المتضررة هذا العام، و أنه من المتوقع في هذا العام 2022، أن يبلغ عدد المتأثرين أكثر من 460.000 شخص بالفيضانات، وفقًا لخطة الاستجابة لحالات الطوارئ في السودان (ERP) لعام 2022 بينما في عام 2021، تأثر حوالي 314500 شخص في جميع أنحاء البلاد، مقابل متوسط 388600 تأثروا بين عامي 2017 و2021.
من جهة أخرى تجاوزت مستويات مياه النيل المستوى الحرج واقتربت من مستوى الفيضان. تتزايد مستويات المياه على طول نهري النيل وعطبرة مع اقتراب ذروة موسم الأمطار. ففي 22 أغسطس، بلغ منسوب مياه نهر النيل في عطبرة 15.32 مترًا، متجاوزًا مستوى الإنذار البالغ 14.16 مترًا. بلغ منسوب مياه النهر بمحطة الخرطوم 16.2 متراً متجاوزاً المستوى الحرج البالغ 16 متراً . وبحسب وزارة الري والموارد المائية، بلغ منسوب المياه في محطة الديم، حوالي 550 كلم جنوب شرق الخرطوم 12.25 متراً، يقترب من منسوب فيضان 12.3 متراً.
و كان مركز الإيقاد للتنبوءات والتطبيقات المناخية قد أشار في نشرته الأسبوعية الصادرة صباح اليوم، إلي أن القراءات المناخية تميل إلى توقع هطول أمطار عزيرة إلى غزيرة للغاية في مناطق جنوب وجنوب غرب البلاد، وأن الأمر نفسه ينطبق على مناطق في وسط شمال إثيوبيا وشمال دولة جنوب السودان.
وطبقاً لقياسات المركز التابع لهيئة الايقاد سيكون متوسط هطول الأمطار أكثر من 200 ملم في عدد من المناطق الذورة في جنوبي وجنوب غربي البيلاد، وغرب دولة جنوب السودان، اي المناطق المتاخمة لكردفان الكبرى وجبال النوبة، ووسط المناطق الشمالية الغربية من إثيوبيا، اي المناطق المتاخمة لولايات السودان الشرقية والتي تضم كلاً من كسلا والقضارف وبورتسودان ، بينما تكون الأمطار معتدلة (50-200 ملم) في جنوبي السودان إلى وسطه، وفي معظم أجزاء جنوب السودان، ووسط شمال إثيوبيا، وشمال إريتريا، وشمال أوغندا، وأجزاء من غرب كينيا، من المتوقع هطول أمطار خفيفة (أقل من 50 ملم) في أجزاء من شرق وشمال تنزانيا، ووسط جنوب أوغندا، والمناطق الساحلية والوسطى لغرب كينيا، وجنوب ووسط وشمال الصومال، ووسط شمال السودان، وجنوب شرق إثيوبيا، ومعظم أجزاء إريتريا وجيبوتي، يشار إلى أن المليمتر الواحد وفقاً لقياسات المركز يترجم الى لتر مكعب من المياه في كل متر مربع، وتتعرض البلاد هذه الأيام لموجة من الأمطار الغزيرة التي لم يسبق أن شهدتها خلال العقود الخمسة الماضية طبقاً لبعض التقديرات المناخية ما تسبب في سيول وفيضانات أثرت على آلاف الأسر في وسط و شمال وغربي البلاد.