دولة غريبة، تمنع الفنانين من الغناء وتسمح في ذات الوقت بل تشجع محترفي الفتنة بين القوات النظامية على الصرمحة السياسية كما يشتهون، وتفاوضهم و”تدلعهم”!
قد يقول قائل لماذا هذا الوصف الطويل كان أفضل تقول (دولة تمنع الفنانين وتسمح للسياسيين).
وجوابي هو .. أنني وبكل صراحة لا اشك أن عشة الجبل فنانة رائعة – ولو منعها مجلس المهن الموسيقية – ولكنني بصراحة أشك ان الناشطين وبقايا اليساريين من محترفي التخريب هم (سياسيين) من الاساس.
متلونون يشتمون العسكر نهارا ويزورونهم ليلا، ينفذون مخطط “العرض الملغوم” الذي كتبت عنه مقالا بهذا العنوان عن ندوة شلة المركز في شارع 12 في واشنطون وأصدقاء القهوة في “آرتيام” شارع N.
والفكرة هي التسويق للحكومة الأمريكية “خطة” أن الحل هو إغراء الجيش والبرهان أن تقديم شركات الدعم السريع كبشا للفداء للعقوبات امر له حوافز كبرى، وفي ذات الوقت التسويق لهذه الوعود وإغراء ذات (السياسيين) للرجل الثاني في الدولة بالعمل معهم ضد من يرغبون في تصويرهم له أنهم خصومه ومنافسيه الذين يريدون التضحية به.
وفي ذات الوقت وبالاستمرار في طريقة عجوبا الخربت سوبا تأجيج الشارع على الطرفين وكل النظاميين، ولأن الشارع يرفض هؤلاء (السياسيين) ويعتبرهم خونة للثورة فلذلك لا بد من استنزاف هذا الشارع الجحود لتحقيق مكاسبهم وابتزاز العسكر بالدماء والشهداء.
في ذات الوقت ايضا، يغيبون عن انتخابات نقابة الصحفيين طمعا في ان (تفرتقها) السلطات ليصدروا خطابات الإدانة والتلطيخ بالوحل ولكن بعد التأكد من اكتمال الاقتراع بعضهم جاء “يقدل” لاظهار ديموقراطيته وانحيازه للحقوق الانتخابية، وهي الحقوق التي منعها و “فطسها” حزبه فترة حكمه، الاخرون أيضا انتظروا إعلان النقيب الفائز لأخذ اللقطات التذكارية الثورية، تعويضا لما حظروه عليهم الشباب من التقاط صور وفيديوهات في عزاءات شهداء المظاهرات.
هل هؤلاء (سياسيين)؟ بل هل هم بشر سويين؟ هل ما يحدث حاليا من سوق لاأخلاقي مفتوح على القبل الأربعة، يعتبر ساحة سياسية أم زقاق أبوصليب؟
أيهما أطهر وأشرف حفلة زواج تحييها فنانة شابة وطموحة، حفلة فيها المأذون وأم العروس والأهل والأحباب والأطفال وشريكي الحياة والزفة وطاسو؟ أم ندوة مشبوهة التمويل ضد المبادرات الوطنية وتستثمر في إحداث شقاق بين القوات النظامية وترفع تقاريرها لسفراء غربيين وعرب؟
ياخ الفنانين الوقفتوهم ديل بستفيدو من الطرب والفرح، و(السياسيين) البتقعدوا معاهم ديل وتتملقوهم بستفيدوا من الدم!
العيب ليس فيهم بل فيكم لأنكم ترضخون لابتزازهم.
العيب ليس في عجوبا، العيب في أمراء سوبا.