بشرب في كوب شاي . على هامش إنتظار الى حين إنعاش حذائي ببعض السواد لحين وصول موظف
_الناس بقت تدك الشغل
_ وقد اكثرت من الملاحظات لصبي الورنيش الذي يتعلم التلميع فيما يبدو كصنعة إضطرارية من طريقة أدائه .
الصبي للأمانة كان يتقبل نقدي بروح رطبة مع إلتفات الى رفيق من سنه حينما يحادثه يستخدم لغة محلية لاهلهما .
رطانة كثيفة حروف الدال والشين . فينخرطا في كلام مدعم بضحك طريف الإيقاع . قال أحدهما للاخر (شي ديدي انيبا) فعقب الرفيق بتراكم حرفي أعجزني . وان تخللته عبارات بالعربية ربما لتثبيت المعاني بإسناد بيان إضافي أخذت رشفة شاي قلت لهما (قلتو شنو) ؟! فشرح من سالت انه يؤكد لصديقه مسألة ما ثم عاد لتبادل كرات الرطانة المتقافزة هذا يرسل وذاك يستلم وانا عين تلاحق وأذن تلتلقط أحاول فك عجمة الحوار بفحص لغة جسدهما وملامحهما المسالمة على الوجهة . فشعرت ببعض الراحة إذ يبدو أنهما (يقطعا) في أمر لا يتعلق بحذائي الذي هلك .فتشاغلت بالهاتف قبل ان يدهمني كهل جالس بجواري بسؤال ربما أقتطعه من نقاش ضاج بالغلاط من جالسين قبالتنا سمعت فيه تطاير أسم السفير الأمريكي الجديد وقصص الثلاثية والقدرالرباعي . سالني الرجل بغتة وهو يرمق النقاش بعين ضجرة _ شاركت حواية بائعة الشاي بمداخلة طريفة _ سألني انت البلد دي ماشية وين ؟! كنت حينها قد رشفت اخر كوبي .
تأخرت لحين ملاحقة شاردة تائهة شريحة نعناع ذابت بين السكر وجانب لساني . التقطتها . و تفلتها على الارض بحذر .
قلت بإختصار الله اعلم !
صحت بالصبي خلصنا يا فردة .
عاد العجوز وهو يتأمل ربطة عنق فردتها على فخذي لاحسن تطبيقها .
هم بسؤال شعرت أنه دسه في صمت سارح . لاحظته يصلح جانب شاربه .
جر مقعد مجاور ليجعل من زاوية متكأ لاباطه . خلع صندله . شد اصبع قدمه حتى خشيت ان يسله من مكانه التفت نحوي وقال تمش وين البلد ! البلد جلست ! لم أعقب . نظرت للبعيد حيث جمهرة وصف قلت الصف داك شنو ؟
ضحك الرجل لثانية ثم قال ..عصيده