د. عصام حامد دكين كتب: صاحب الميتة المخرصة

 

اصدقكم القول انا من الذين تاثروا كثيرا بفكر الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابى وبفكر السيد الأمام الصادق المهدى فى الشأن السوداني ومبهور جدا بفريد عصره الأمام العصرى محمد الغزالي رحمه الله عليهم جميعا.. وانا اليوم اطالع على الفيسبوك أجد مقاله قصيره بعنوان هل تعرف كيف توفى الشيخ الأمام محمد الغزالي صاحب الميته المخرصة وهنالك اخبار متداولة عن فشل اجتماع الرباعية من السفراء فى السودان الهامل مع العملاء فى الداخل وانى مريض بمرض القولون( المصران) وضغط الدم فاشتدا على اكثر فكنت فى حاله حرجه بسبب ياسر سعيد عرمان بدعوته إلى إلغاء الهويه الاسلاميه والعربيه وبناء سودان جديد ودعوة خالد سلك بعودة القوات المسلحة وخروجها من المشهد السياسى وآخرين يدعون إلى تفكيك القوات المسلحة وبناء جيش من المتمردين والدعم السريع ولكن جاء الرد سريعا من الفريق اول عبدالفتاح البرهان اليوم لهؤلاء العطالة لذلك استعنت بخلاصات الأمام محمد الغزالي عن خيبات السياسين فى بلادى فهى اكبر بكثير عن مقدمتى هذا ولكنها تصف حالنا العام فى السودان .
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عليه عن الفساد السياسى فى المجتمعات العربيه والإسلامية انه مرض قديم فى تاريخنا، هنالك حكام حفروا خنادق بينهم وبين شعوبهم لان اهواءهم طافحه وشهواتهم جامحه لا يؤتمنون على دين الله ولا دنيا الناس ومع ذلك مكثوا امادا طويله.
وقد عاصرت حكاما تدعوا عليهم شعوبهم ولا تراهم الا حجارة على صدرها توشك ان تهشمه ..انتفع بهم الاستعمار الشرقى والغربى على السواء فى منع الجماهير من الاخذ بالاسلام والاحتكام إلى شرائعه..بل انتفع بهم فى إفساد البيئة حتى لا تنبت فيها كرامه فرديه..ولا حريه اجتماعيه ايا كان لونها.
وفى الوقت نفسه سبقتنا أوربا إلى تقليم اظافر حكامها ،فقتلت بعضهم فى ثورات حانقه ووضعت دساتير دقيقه، لضبط مسلك الباقين حتى صار الحكم هناك خدمه عامه يختار لها الأكفأ،ويراقب الحاكم من خلال أجهزة يقظه ،ويطرد ولا كرامة ان بدا منه ما يريب.اما فى الدول العربية والإسلامية فإن الفساد السياسى بقى فى اغلب ربوعه حتى الآن.
ولا يزال اغتصاب الحكم فيه سهلا ولايزال الحكم وتملق الحاكمين اقصر طريق للمال والجاه.
ومايثير الدهشه هو الفرق بين تعاليم الإسلام وأحوال المسلمين…ومع هذا البلاء فقد رايت منتسبين إلى الدعوة الاسلاميه يصورون الحكم الإسلامى تصويرا يثير الاشمئزاز كله…قالوا ان للحاكم آن ياخذ براى الكثرة،او رأى القله او يجنح إلى رأى عنده وحده..! هذه هى الشورى التى قررها الإسلام؟ فما اذن الاستبداد؟
هل تعرفون كيف توفي الشيخ الإمام محمد الغزالي.
كان الشيخ الإمام طوال عمره يدعو ويقول اللهم ارزقني الوفاة في بلد حبيبك المصطفى وكان أهل بيته يستغربون وكذلك تلامذته ويقولون هذا صعب للغاية وشاء الله تعالى أن يدعى الشيخ لمؤتمر في الرياض عام 1996م وترجاه تلامذته ألا يذهب لئلا يتطاول عليه أحد من الأدعياء وكان الأطباء قد منعوه من السفر ومن الانفعال ولكنه صمم على السفر وألقى فيه كلمة وقام إليه أحدهم واتهمه بمعاداة السنة فانفعل الشيخ وعلا صوته وهو يدافع عن موقفه من السنة وكان آخر كلامه: نريد أن نحقق في الأرض لا إله إلا الله وأصيب بذبحة صدرية وخر ميتا..
وبأمر من الأمير عبد الله -ولي العهد- وبتوصية من الشيخ عبد العزيز بن باز-مفتي المملكة- نقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة .
يقول الدكتور زغلول النجار-حفظه الله-: لما حضر جثمان الشيخ للمدينة فوجئنا أن هناك طائرات خاصة أتت من جميع أنحاء العالم تقل ناسا كثيرين أتوا للصلاة على الشيخ الغزالي في المسجد النبوي وازدحم المسجد عن آخره وخرجنا بالجثمان إلى البقيع وكنا ندفنه وما زال الناس بالمسجد من كثرتهم ..
يقول الرجل الذي يتولى دفن الأموات بالبقيع: إن صاحبكم هذا أمره غريب كلما شرعت في حفر حفرة أجد الأرض لا تلين معي حتى جئت هنا ولانت معي الأرض بين قبري نافع مولى عبد الله بن عمر ومالك بن أنس صاحب المذهب المالكي.
ولهذا سمي صاحب الميتة المخرصة فقد دفن رحمه الله بين أهل الفقه وأهل الحديث فكأنه يرد على من أعلنوا براءة أهل الفقه والحديث منه .
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة بجوار حبيبك المصطفى بفضلك وإحسانك ورحمتك يا واسع الفضل والعطاء .
دكتور عصام حامد دكين

Comments (0)
Add Comment