قال العالم النمساوي الفريد أدلر؛
“من الأسهل للمرء دائمًا النضال من أجل مبادئ بدلاً من الالتزام بها …” ،،،
وقال اعرابي لابنه: مالي أراكَ ساكتا والناس يتكلّمون؟ قال: لا أُحسِنُ ما يُحسِنُون …
قال له : إن قيلَ: لا، فقُل: نعم …
وإن قيل: نعم فقل أنت: لا ،،،
وشاغبهُم ولا تقعُد غافلا لا يُشعرُ بِك … !
هذا وصف دقيق ،،، لحالنا السياسي الراهن ،،، عناد وغرور وتشبث بالرأي ومكابرة اما لان “ابواتنا” قالوا لنا ذلك أو علمونا له ،،، أو لأننا لا نرى في غيرنا ، انفسنا ،،، وهذا امر ليس له علاج … !
نشهد كما شهد أجدادنا وأباؤنا بالماضي خلافات الحلفاء السياسيين ببلادنا ،،،
وخلافات الاحزاب ،،،
ونشهد نحن ،،، خلافات “اي” من قحت مع المنظومة الأمنية ،،،
وخلافات قحت مع قحت ،،،
وخلافات الطامعين المتطلعين المنتفعين ،،، تجار المواقف لجني الفوائد ،،، صباح مساء … ! ،،،
ومع ذلك نقول ،،
علينا أن نقبل بهذه الخلافات لسببين ،،،
أولهما “لا” لأنها من تقاليد ممارستنا للسياسة فقط على مر تاريخنا المعاصر ،،، ولكن لأنها من سلبيات إرثنا وثقافتنا حتى في إتخاذ قرار يتعلق بأبسط أمور حياتنا … !
ثانيهما إذا إعتقدنا بأننا سنتفق ونتوافق على رؤية موحدة ولو وطنية ،،،
سنكون مثل الذي ينتظر ان يتحول الثراب الى ماء …!
لذلك فكرت في ان اطرح هذه “الفكرة” ،،، التي ارى انها الأنسب للخروج من تعقيدات الأزمة الراهنة التي تدور حول إختيار رئيس وزراء وتشكيل حكومة إنتقالية تقبلها كل الأطراف المتصارعة !
من وجهة نظري ،،، الأمر سهل “المعالجة” وأتصور تحقيقه عبر الآلية التالية … !
أولا؛ تسمي قحت 1 مرشحها لمنصب رئيس الوزراء الإنتقالي … ودارفور ممثلة هنا
وتسمي قحت 2 مرشحها لذات المنصب … دارفور ممثلة هنا
ويسمي شباب الثورة مرشحهم لنفس المنصب … دارفور ممثلة هنا
وتسمي جبهة الشرق مرشحها ،،، وهى تمثل الإقليم بكامله، عكس دارفور التي بها عدد لا يحصى من الكيانات وحملة السلاح الذين يدعون انهم يمثلون أهل الإقليم !
ملاحظة: اشرنا إلى ان دارفور ممثلة على الأقل في 3 من هذه المكونات حتى لا يقول أحدهم لماذا جبهة الشرق وعدم منح دارفور نفس الفرصة . . .
ثانيا؛ تعقد انتخابات خلال 60 يوما من تاريخ تشكيل مفوضية للانتخابات التي من الضروري ان تتكون من الشرفاء المستقلين وبمشاركة ودعم ومراقبة الأشقاء من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا والأمم المتحدة ،،،
وتختار هذه المكونات او المجموعات الأربعة أعضاء المفوضية بالتصويت على الأسماء المرشحة “تحدد بعدد لا يتخطى العشرين، 5 لكل” ،،، على ان تتشكل هذه المفوضية من الأسماء التي تحصل على أعلى الأصوات من بين الاربعة مكونات وتؤول عملية إختيار أعضاء المفوضية لشخصية وطنية يتفقون عليها حال عدم إتفاق الأربعة على بعض الأسماء …
ويترك امر رئاستها للذين تم إنتاخبهم ،،، إختيار رئيسها …
ثالثا؛ يصوت الشعب لإختيار أي من المرشحين الأربعة لمنصب رئيس الوزراء …
رابعا؛ بعد فرز النتيجة ،،، يمنح رئيس الوزراء المنتخب كامل السلطات لإختيار وزراء حكومته بما فيهم مرشح القوات المسلحة لمنصب وزير الدفاع “تسمي القوات المسلحة مرشحها لمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع” ويزكي رئيس الوزراء المنتخب خيارها …
خامسا؛ يسمي رئيس الوزراء المنتخب رئيس القضاء وأعضاء المحكمة العليا ،،، والنائب العام وتسمي المجموعات الاربعة مرشحيها للبرلمان الانتقالي “المجلس التشريعي عبر رفع قائمة من 80 شخصا لكل ترفع لرئيس الوزراء لإختيار 60 من كل مجموعة “بعدد كلي لا يتجاوز 240 عضوا” للمجلس التشريعي …
يحق لرئيس الوزراء بعد تشكيل وزارته أن يحكم لفترة إنتقالية لا تتجاوز ال 30 شهرا …
وطالما أن التوافق أمرا مستحيلا وطالما “الكل” يتدثر بثوب الديمقراطية ،،،
وطالما الكل ينشدها ،،، دعونا نبدأ بالتصويت الحر الشفاف لإختيار رئيس وزراء إنتقالي نمنحه جميع الصلاحيات لإكمال الفترة الإنتقالية ولنسقط الحجج من “التمكين” والملحدين والشيوعيين والكيزان وحكومة الظل الى العملاء …
ونقضي على امر إهدار وقت العباد والبلاد في ساقية ” الفشل الذي كل يوم يشهد فشل” …
دعونا مواجهة الذين يطالبون بالديمقراطية ،،، بالتدريب عليها وإعداد أنفسهم وكياناتهم لها في إختيار رئيس وزراء إنتقالي …
لان هذا النهج هو الإختبار الحقيقي للجميع ،،، ويستوجب إلتزامهم التام بمخرجاته “السهلة الممتنعة” وحتى لا يصبح نضالنا ونضالهم مجرد “أكذوبة” ومتاجرة سياسية رخيصة …
ويكفي ان الآف من الأرواح قد أزهقت وان العديد من الأسر قد تيتمت وأن مئات الآلاف من اهلنا قد هجروا الديار وان الدولة قد افلست بسبب المجاهدة من اجل هذه المباديء المبتغاة … مباديء الديمقراطية والحرية ودولة القانون … الكرة بملعبكم . . .