حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من خطر دودة الحشد الخريفية على المحاصيل والأمن الغذائي باعتبارها من أخطر الآفات في العالم حالياً وتؤثر على الصحة النباتية في أكثر من 70 بلداً، وتواجه العديد من البلدان الأخرى خطر دخولها لأراضيها.
تعتبر دودة الحشد الخريفية من العائلة الليلية Noctuidae، وهي من جنس إسبودوبترا Spodoptera والذي تشتهر منه دودة القطن بنوعيها الكبرى والصغرى بالإضافة لدودة الحشد التي تمتد دورة حياتها ما بين 30 إلى 90 يوماً تهدد خلالها محاصيل الذرة الشامية بصورة واسعة والذرة الرفيعة أيضاً بالإضافة لأكثر من 80 محصولاً آخر.
بينما تعتبر المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في قارة أمريكا الجنوبية هي الموطن الأصلي لدودة الحشد الخريفية؛ إلا أنه ومنذ العام 2016 تم تسجيل أول ظهور لها في قارة أفريقيا وتبعتها قارة آسيا في العام 2018، وتتمثل خطورتها في سرعة انتشارها؛ حيث بإمكانها قطع مسافة 100 كلم في الليلة الواحدة على شكل جماعات؛ فكانت تسميتها بالحشد أو الجياشة لذلك السبب.
تضع دودة الحشد بيوضها التي قد تصل إلى 200 بيضة على السطح السفلي للأوراق، وتتواجد على شكل كتل كريمية تفقس بعد مرور 3 أيام من وضعها، لتبدأ يرقاتها فوراً في مهاجمة النبات بغرض التغذية؛ حيث تتغذى على أنسجة الأوراق من جانب واحد وتهاجم أيضاً براعم الإنبات، فيما تصنع اليرقات الأكبر عمراً أنماطاً مميزة بإحداثها ثقوباً على الأوراق ويمكنها أن تحدث ضرراً كبيراً بقاعدة النبات والتراكيب الزهرية والثمار الصغيرة.
يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بدودة الحشد مثل زراعة الأصناف الأكثر مقاومة، الحرث العميق والتبكير في الزراعة لتجنب فترات ارتفاع معدل تكاثر الحشرة، التخلص من الحشائش والحصاد المبكر لتجنب ازدياد الأضرار، إلا أنه توجد عدة طرق لمكافحتها أيضاً؛ فعضوياً يمكن مكافحة دودة الحشد باستخدام بعض المواد التي تعيق تغذية اليرقات بنسبة تتراوح بين 80% -98% مثل الرمل الأحمر والملح الصخري ومسحوق الفحم، أو يمكن أيضاً استخدام العديد من الحيوانات العدوة للسيطرة على أعداد الدودة مثل الدبور المتطفل، الذبابة الطبيعية والخنافس الأرضية، بينما يمكن دوماً اللجوء لطرق المكافحة الكيميائية بعد أخذ الاستشارة من الخبراء.