تنتهي أسماء معظم علامات السيارات العالمية الشهيرة بمجرد خروجها من الموانئ السودانية ودخولها الأسواق المحلية، حيث تطلق عليها أسماء جديدة كليا، مستوحاة من البيئة المحلية.
وتعرف سيارة “اللاند كروزر” كبيرة الحجم في السوق السودانية باسم “أوباما” وسيارة الهيونداي المتوسطة باسم “الدبدوب”، إلى جانب ألقاب أخرى كثيرة.
وتهيمن الأسماء الشعبية المستوحاة من واقغ الحياة على سوق السيارات في السودان، ولا تنجح إلا أنواع قليلة جدا من السيارات في الاحتفاظ بأسمائها التجارية الحقيقية.
وعندما يتجول المشتري في سوق السيارات المستعملة الرئيسي في مدينة بحري شمال الخرطوم، فإن أول ما يلفت انتباهه هو المسميات الغريبة لماركات السيارات العالمية، إذ يطلق سماسرة السوق لقب “القرش” عل موديلات محددة من سيارات “اللانسر” لأن مقدمتها تشبه إلى حد كبير سمكة القرش.
توقيت الموديل
ويشير أحمد علاء الدين الذي يعمل في وكالة لبيع السيارات المستعملة في شرق الخرطوم، إلى تأثر الأسواق بالثقافة المحلية والشخصيات السياسية والفنية المحلية والعالمية التي تتصدر الاهتمام وقت ظهور موديل السيارة.
يقول علاء الدين لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأسماء الشعبية ساهمت في ترويج السيارات، إذ غالبا ما تكون هناك علاقة بين نوع السيارة وحجمها وشكلها، وبين عمر المشتري أو وضعه االاقتصادي والاجتماعي.
ويوضح علاء الدين “تجتذب سيارات اللاند كروزر كبيرة الحجم والتي يطلق عليها أوباما لظهورها في فترة حكم الرئيس الأميركي الأسبق، شريحة كبيرة من كبار الموظفين والتجار اعتقادا بأنها تدل على الفخامة والمكانة المميزة في المجتمع”.
وفي أحيان كثيرة، تؤثر ظروف وأوضاع السوق على تسميات السيارات، ففي ظل الركود الكبير الحالي في أسواق السيارات يلجأ السماسرة لإطلاق اسماء ترويجية لتأكيد أهمية السيارة.
وعلى سبيل المثال سميت النسخة الـخيرة من تويوتا كورولا بـ “العز أهل” كإشارة إلى مقاومة مشتري هذا النوع من السيارات للظروف الاقتصادية الصعبة وإنفاق المال لشراء السيارة إكراما لأسرته وأهله.
يقول شريف أحمد، وهو سمسار في سوق للسيارات شمال الخرطوم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هناك ركودا في السوق وتراجعا في المبيعات، ولذلك يبتكر السماسرة مسميات شعبية جديدة على السيارات على أمل أن تجتذب مشترين يحركون السوق قليلا.
ويؤكد أحمد أن رواج بعض الأغاني في بعض الأوقات يلعب دورا كبيرا في تحديد أسماء السيارات، فخلال الآونة الأخيرة أطلق اسم “لهيب الشوق” على موديل محدد من سبيارات التويوتا المكشوفة التي تحمل شعارا في شكل لهيب نار.
ويوضح “بعد أن عادت أغنية لهيب الشوق الشعبية القديمة للانتشار مجددا خلال الآونة الأخيرة، أطلق السماسرة اسم الأغنية على تلك السيارة من تويوتا، وهي تلقى طلبا أكبر في أوساط المزارعين في المناطق الريفية”.
وتسهم قوة ومتانة السيارة أيضا في تحديد التسمية الجديدة؛ حيث يطلق اسم “الحون” على سيارة تويوتا من طراز “كامري” بفعل قوتها وحجمها الكبير.
ويوضح أحمد السني، وهو سمسار في سوق للسيارت بجنوب الخرطوم أن الأسماء الشعبية للسيارات تساعد التجار على تصنيفها وبيعها بشكل سريع لأن معظم المشترين يعرفون مميزات السيارة من خلال تسميتها المحلية.
ويقول السني لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن سوق السيارات في السودان تعتمد بشكل أكبر على السيارات المستعملة التي تكون في الغالب معروفة بأسماء محلية؛ لذلك تلعب الأسماء الشعبية دورا كبيرا في توجيه المشتري على عكس السيارات الجديدة”.
ويقدر عدد معارض السيارات المستعملة في الخرطوم بنحو 150 معرضا؛ وتشكل السيارات المستعملة أكثر من 95 في المئة من مجمل السوق.
وفي السياق نفسه، ينبه جمال محمد عبد الله، أستاذ التسويق في الجامعات السودانية، إلى أن تسمية العلامات التجارية بأسماء تتناسب مع البيئة المحلية توجه سائد في الكثير من الأسواق والبلاد.
ويقول عبدالله لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أسواق السيارات بطبيعتها تتطلب إظهار المتغيرات والمزايا التي تحدث في السيارة وبما يناسب البيئة المحلية.
ويضيف: “السماسرة يعتقدون أن الأسماء الشعبية هي التي تتحكم في الأسواق أكثر من العلامات التجارية العالمية المعروفة، وهي عملية نفسية أكثر من كونها عملية فيزيائية فتجد السيارة التي تشبه بالقرش تباع سريعا؛ فالتسمية تسهم في طمئنة المشتري بقوة وكفاءة السيارة”.