د. زينب : المستشفى لا يعاني من نقص الكوادر والعمل يسير بطريقة جيدة
مدير بنك الدم : سوء الإدارة جعل دعم الصحة الاتحادية لا يكفي لأسبوعين
• مصدر طبي : مستشفى يعمل بدون مدير طبي أو أطباء ويعتمد على الممرضين ”
• مواطن : نعاني من صعوبة الوصول الى المستشفيات في الخريف
• طبيب : قطوعات الكهرباء في بنك الدم تستمر 12 ساعة.. مما أدى لفساد الدم و ارتفاع الوفيات
فصل ستة من الكوادر الطبية بمستشفى زالنجي قبل شهرين بخطاب قرار إيقافهم عن العمل، علل فيه مدير عام وزارة الصحة بالولاية أنه سبب إغلاق معمل المستشفى. يقول حيدر – أحد الموقوفين عن العمل – إنه وزملاءه النشطين والمهمومين بمشاكل المستشفى، كانوا قد طالبوا الجهة التي قامت بفصلهم أكثر من مرة بتحسين الخدمات في المستشفى الذي يعد المرجع الصحي الرئيس بالولاية، إذ يقصده أكثر من (400) مريض في اليوم طمعاً في العلاج.
حيدر و زملاؤه كانوا يعملون تحت ضغط ظروف خدمية وصحية سيئة؛ ليشهد المستشفى أسوأ أيامه بعد إضراب أصحاب الرداء الأبيض عن العمل تضامناً مع زملائهم.
قضية _ رفقة عبد الله
من حوالي شهرين يعيش مستشفى زالنجي المرجعي شللاً إدارياً و سوءًا في تقديم الخدمات الصحية، بسبب إيقاف 6 من الكوادر الطبية تعمل بداخل المستشفى، الآن يمكننا وصف حال الوضع من الداخل؛ حيث المستشفى دون مدير طبي أو مدير عام، و أيضاً دون أطباء، وفنيي مختبر ، و يعتمد المستشفى فقط على مساعدي أطباء و ممرضين ، مما أثر ذلك سلباً على صحة المريض، وتسبب في تكديس المرضى، خصوصاً في فصل الخريف الذي انتشر فيه العديد من الأمراض، الملاريا و الالتهابات والحشرات الضارة، مثل البعوض و غيرها من الحشرات .
مستشفى زالنجي باعتباره مرجعاً لكل محليات ولاية وسط دارفور تستقبل يومياً ما يقارب 400 مريض وبسبب الإضراب حدث تكدس في زيادة عدد المرضى .
إيقاف عن العمل
إيقاف (6) كوادر طبية عن العمل بمستشفى زالنجي المرجعي لأسباب اعتبرها الموقوفون أنها غير منطقية، و أن الأسباب الحقيقية تعود بسبب المطالبة بتحسين الخدمات الطبية في المعامل وتوفير المعدات التي تحتاجها المعامل. وكشف مدير بنك الدم بالمستشفى حيدر آدم أن وزارة الصحة الاتحادية تدعم المعامل ولاية وسط دارفور كل أربعة شهور، وبسبب سوء الإدارة الدعم لا يكفي لأسبوعين. مبيناً أن مدير إدارة المعامل بالولاية بعيد عن أوضاع المعامل داخل المستشفيات، مشيراً إلى أن المعمل في مستشفى زالنجي يفقد لأبسط مقومات العمل .
أصل الحكاية ..
يقول حيدر في حديثه لـ(اليوم التالي) إنه قبل قرار الإيقاف تم تكوين لجنة دفعت بعدد من المطالب أولها تحسين الخدمة بالمعامل و توفير المستلزمات، وهذه المطالب تم رفعها لمدير المعامل بالولاية فلم يستجب لهم حتى عبر الهاتف ، وتابع حيدر حديثه.. وبعد عدة محاولات رد بأنه غير مسؤول عنهم، حيث توجهت اللجنة بعد ذلك لمقابلة مدير عام الوزارة ووعد بحل المشكلة خلال أيام، بينما حتى الآن لم يرد على اللجنة إلا عبر قرار إيقاف العمل؛ بسبب توقف العمل لمدة (3) أيام؛ وهذا غير صحيح ، و الدليل على ذلك عدم تكوين لجنة قانونية لمعرفة الأسباب. واعتبر حيدر أن إيقافهم عن العمل ممنهج، وبرر ذلك بأنهم تم إيقافهم من العمل بالتأمين الصحي أيضاً بخطاب مباشر من مدير عام وزارة الصحة بالولاية .
إخفاقات وشلل
وكشف مصدر بالمستشفى عن شلل إداري كامل يصيب المرفق، بعد إقالة المدير الطبي، و تقديم مدير المستشفى استقالته، أوضح المصدر لـ(اليوم التالي) أنه لسد هذا الفراغ تم تعيين دكتورة بقسم الطوارئ والحوادث، ليس لديها الخبرة الكافية في الإدارة، كما أن المستشفى يعمل الآن بدون أطباء أو فنيي مختبر بعد إيقاف 6 كوادر من العمل، حيث نتج عن ذلك إضراب في عدد من مستشفيات الولاية تضامناً مع الموقوفين عن العمل، و نوه المصدر إلى أن هنالك إخفاقات كثيرة مسكوت عنها داخل المستشفى، و أن المستشفى الآن في حالة من الفراغ الإداري وسوء الخدمة، و يحتاج إلى أطباء و مدير طبي و ايضاً مدير عام و فنيي مختبر .
اتهامات موجهة
ووجه الموقوفون عن العمل اتهامات لكل من مدير عام الوزارة بالولاية و مدير الطب العلاجي ومدير إدارة المعامل ، بإيقاف الـ6 كوادر من العمل دون تحقيق أو تكون لجنة محاسبة أو إنذار ، و أيضاً قرار إيقافهم من العمل بالتأمين الصحي، كل ذلك عمل مقصود، على حد قولهم، كما طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة ألأسباب الحقيقية وراء إيقافهم عن العمل. واستمرار إضراب الكوادر الطبية بمستشفى زالنجي، حيث أضرب أكثر من 22 كادراً ، مطالبين وزارة الصحة بفصل إدارة المعامل من العلاج الطبي، وتعديل هياكل الإدارة، إضافة الى تحسين الخدمات الطبية داخل المستشفيات، وكان الإضراب منذ 6 / 9 ومستمر حتى اليوم ، ونتج عن ذلك تكدس للمرضى .
قطوعات وفساد
وأوضح ميسر محمد آدم أنهم طالبوا بتحسين البيئة وتوفير أجهزة الفحص التي تحتاجها المعامل، وكشف عن أن قطوعات الكهرباء تسببت في إفساد الدم، الذي نتج عنه حساسيات لدى المرضى، و أحياناً قد يؤدي إلى حالات وفاة، مؤكداً في حديثه لـ(اليوم التالي) أن قطوعات الكهرباء تستمر ما يقارب 12 ساعة، منوهاً إلى أنه خلال الفترة الماضية فسد أغلب الدم الذي تبرع به المتطوعون، إضافة إلى ذلك انعدام عدد من الأجهزة الضروري، علماً أن في العيادات الخاصة التي يمتلكها عدد من المسؤولين بوزارة الصحة بالولاية، بها كثير من الأجهزة، وأشار إلى أن كل أطباء المختبر مضربين في الولاية تضامناً مع الموقوفين ، وهذا الإضراب في أكثر من 26 مركز بالولاية، و لها ما يقارب الـ(10) أيام .
صعوبة الوصول
مصطفى عبد القادر من مواطني زالنجي يقول إن ولاية وسط دافور من الولايات التي تستوطن فيها الملاريا، وأضاف في حديثه لـ(اليوم التالي) أن هنالك غياباً تاماً للإجراءات الوقائية من رش البعوض وتوزيع الناموسيات، وأوضح أن الولاية تعاني بشكل عام من نقص في الكادر الطبي، وفي الخريف تستحفل الأزمة في المحليات الأخرى مع صعوبة الوصول إلى المستشفيات في المحليات وغياب عربات الإسعاف، وبذلك تصبح الأزمة مضاعفة بحيث يعجز المواطنون عن الحصول على أبسط الخدمات الصحية، إضافة لذلك وجود مشاكل إدارية.
تحسين صورة
وبحسب دكتورة زينب محمد القائمة بأعمال مستشفى زالنجي؛ والتي رفضت تحديد هويتها للصحيفة، أن المستشفى لا يعاني من نقص في الكوادر الطيبية، وأن العمل يسير بطريقة جيدة، مؤكدة في تصريح لـ(اليوم التالي ) أن العاملين في بنك الدم والمعمل أكثر من 22 طبيب مختبر ، وأما قسم النساء والتوليد يعمل به أكثر من 6 أطباء ، ونفت زينب انقطاع الكهرباء في المستشفى منذ زيارة حاكم إقليم دارفور مناوي ” الذي تبرع بالوقود .